أعلنت محافظة الإسكندرية عن إغلاق الشواطئ، أمس الثلاثاء، لحين تحسن الأحوال الجومائية حرصًا على سلامة المواطنين، وفقًا لصفحة المحافظة على موقع فيسبوك.
يأتي هذا بعد بيان الهيئة المصرية العامة للأرصاد الجوية، الذي نشر على صفحتها عبر فيسبوك، والذي أوضح اضطراب الملاحة البحرية على بعض المناطق من سواحل مطروح، العلمين، والإسكندرية، وبلطيم، وسرعة الرياح تتراوح من 35-50 كم/س، وارتفاع الأمواج يتراوح بين 2-3.5 م.
وتعد هذه هي المرة الأولى التي تغلق فيها جميع شواطئ المحافظة بسبب خطر ارتفاع الأمواج، حيث كانت المرة الأولى في 2020 بسبب جائحة كورونا، أما أول إغلاق في تاريخ المحافظة فقد حدث في عام 2018 لشاطئ النخيل فقط، والذي عرف بخطورته، حيث شهد العديد من حالات الغرق، مما يشير إلى التأثير المتزايد لظاهرة تغير المناخ على حياة الأفراد.
ويستعرض التقرير التالي كيف أثر تغير المناخ على البحار والمحيطات، إلى حد إغلاق الشواطئ أمام المصطافين في أشد أشهرالصيف حرارة، وفقًا لموقع الأمم المتحدة.
-المسطحات المائية تدفع تكلفة النشاط البشري
تعد الأنشطة البشرية المسبب الرئيسي لظاهرة الاحتباس الحراري، والتي أدت بدورها إلى حدوث التغيرات المناخية المتطرفة في مختلف أنحاء الكرة الأرضية.
تختزن الحرارة الزائدة والطاقة المنبعثة جراء ظاهرة الاحتباس الحراري، في المسطحات المائية، إذ تمتص المحيطات حاليًا 90% من الحرارة الناتجة من الغازات الدفيئة، ما أدى إلى ارتفاع درجة حرارة المحيط، والذي بدوره تسبب في ذلك ذوبان الجليد، وارتفاع مستوى سطح البحر، مرورًا بموجات الحر البحرية، وارتفاع مستوى حموضة المحيطات.
-الأثر السلبي على الإنسان
بالرغم من أن تغير المناخ واختزان الحرارة داخل المحيطات هو صناعة بشرية، إلا أنه أثر على بشر آخرين، خاصة قاطني المدن الساحلية المنخفضة والذي يقدر عددهم بحوالي 680 مليونا، بالإضافة إلى نحو 2 مليار شخص في نصف المدن الساحلية الكبرى على مستوى العالم، كما يعتمد نصف سكان العالم "3.3 مليار نسمة" على الأسماك كوجبة أساسية للحصول على البروتين، ويعمل نحو 60 مليون شخص في مصائد الأسماك وقطاع تربية الأحياء المائية في جميع أنحاء العالم، والتي تأثرت بشكل كبير بتغير المناخ.
وهذه بعض التغيرات التي حدثت للبحار والمحيطات بسبب تغير المناخ:
-موجات الحر البحرية
أحد أهم أشكال التطرف المناخي الناتج عن ظاهرة الاحتباس الحراري، والتي تضاعفت وتيرتها في الفترة الأخيرة، وأصبحت أطول أمدًا وأكثر شدةً واتساعًا.
ووفقًا لموقع "Risk Fronties"، تتولد أمواج المحيطات والبحار بفعل الرياح التي تهب على سطحه، وعندما يمتص المحيط الحرارة، ترتفع درجة حرارة سطحه، مما يسخن طبقات الهواء القريبة منه، والذي يؤدي إلى تغير الضغط الجوي، فيحمل الهواء الدافئ كمية اكبر من بخار الماء، ويكون المنخفضات الجوية الرياح الشديدة، والتي بدورها تولد الأمواج، وكلما زادت سرعة الرياح واستمرت لفترة أطول، زاد ارتفاع الأمواج.
-ارتفاع مستوى سطح البحر
أدى ارتفاع درجة الحرارة على كوكب الأرض، إلى ذوبان الكتل الجليدية في المناطق القطبية حول العالم، ما أدى بدوره إلى تسارع ارتفاع مستوى سطح البحر في العقود الأخيرة، إذ تُظهر أحدث بيانات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن متوسط مستوى سطح البحر العالمي بلغ مستوى قياسيًا جديدًا في عام 2023، حيث ارتفع بمعدل 4.77 مليمتر سنويًا خلال الفترة من 2014 إلى 2023.
وأدى ارتفاع مستوى سطح البحر إلى تفاقم الظواهر المتطرفة، مثل تفاقم الأعاصير المدارية، والعواصف المدمرة والمخاطر الساحلية كالفيضانات والتعرية والانهيارات الأرضية، والتي أصبح الآن من المتوقع حدوثها مرة واحدة على الأقل سنويًا في العديد من المواقع، مقابل حدوثها مرة كل قرن في الماضي.
-فقدان التنوع البيولوجي البحري
يهدد تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة في البحار والمحيطات، النظم البيئية البحرية والساحلية إذ تضررت الشعاب المرجانية، بالإضافة إلى هجرة الكائنات البحرية إلى خطوط عرض ومرتفعات أعلى حيث قد تكون المياه أكثر برودة.
وحذر تقرير حديث لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" من أن ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1.1 درجة مئوية، في عام 2100 يهدد أكثر من نصف الكائنات البحرية في العالم بالانقراض، وتعاني 60% من النظم البيئية البحرية في العالم اليوم من التدهور فعليًا، كما يعرض ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية ما بين 70 و90% من الشعاب المرجانية للخطر، فيما تؤدي زيادة الحرارة بمقدار درجتين مئويتين إلى انقراضها تمامًا.