في ساعات متأخرة من الليل، وتحديدًا بعد الساعة الحادية عشرة، يتحول المحور الجديد الواصل بين البرين الغربي والشرقي في مدينة الأقصر إلى ما يشبه "حلبة سباق" مفتوحة، يسيطر عليها عدد من الشباب الذين يتجمعون على دراجاتهم النارية، ويمارسون هواية قاتلة قد تنتهي بكارثة في أية لحظة.
ورصد أحد المواطنين، أثناء عودته من عمله، مشهدًا مثيرًا للقلق، حيث شاهد مجموعة من الشباب يفترشون الطريق، بعضهم مستلقٍ على دراجته النارية، وآخرون ينطلقون بسرعة جنونية في سباقات تهور، متجاهلين كل قواعد المرور ومتطلبات السلامة.
يقول محمود جلال، أحد سكان المنطقة، إنه استطاع بصعوبة التقاط صور لهم نظرًا للسرعة العالية التي كانوا يتحركون بها، معبرًا عن قلقه من تكرار مثل هذه المشاهد، خاصة في ظل غياب أي رقابة أمنية أو مرورية على الطريق في هذا التوقيت.
وأضاف جلال، لـ"الشروق"، أن أهالي المنطقة ومعظم المارين على هذا المحور باتوا يخشون المرور عبره بعد الساعة العاشرة مساءً، نتيجة ما يظهر من تهور واضح على الشباب في بداية هذا التوقيت.
شباب يحوّلون الطريق إلى مضمار خطر
وأشار موسى السعدي، أحد سكان مركز القرنة، إلى أنه لديه أبناء في سن المراهقة، ويعود يوميًا إلى منزله في وقت متأخر من الليل، ويشعر بالخوف أثناء مروره من هذا الطريق؛ كون الطريق الذي أُنشئ لتسهيل الحركة المرورية يتحول إلى مصدر رعب دائم للأهالي؛ لذلك يحتاج إلى تدخل سريع من الجهات الأمنية قبل وقوع كارثة.
وتابع السعدي، لـ"الشروق": "المحور الجديد يعد من الطرق الحيوية التي تم إنشاؤها لتسهيل الحركة وتخفيف الضغط عن الطرق الداخلية، لكنه يتحول ليلا إلى ساحة مفتوحة لممارسات خطرة، في ظل غياب كاميرات المراقبة، أو حملات التفتيش المنتظمة".
وأكد حسين عبدالجواد، وهو من كبار السن يقطن بمركز القرنة، بالقرب من المحور، أنه شاهد العديد من الحوادث التي وقعت بسبب السرعة الزائدة والتهور على هذا المحور، مشيرًا إلى أن بعض هذه الحوادث أسفرت منذ فترة ليست بالبعيدة عن وفاة شباب في مقتبل العمر، نتيجة ممارسات متهورة بالدراجة النارية.
واستطرد عبد الجواد، لـ"الشروق" أن أهالي المناطق المحيطة بالمحور لا يعارضون فرح الشباب أو ترفيههم عن أنفسهم، ولكن هناك فرق كبير بين الفرح والجنون، فلو قامت الدولة بتركيب كاميرات مراقبة أو إنشاء مطبّات صناعية في الأماكن الخطرة، لكان هؤلاء المتهورون أعادوا التفكير مرارًا قبل الإقدام على مثل هذه التصرفات.
وأردف عبد الجواد، أن الأهالي يطالبون المسئولين بسرعة التحرك، إما من خلال تسيير دوريات أمنية على الطريق في هذه الأوقات، أو تركيب كاميرات لرصد المخالفين، أو حتى وضع مطبّات صناعية تقلل من السرعة وتحدّ من فرص التهور.