• ردود فعل الناس وتفاعلهم مع التجربة جعلت من البطلة نموذجا يبقى بالسينما التسجيلية
• «دكتورة سلوى» أول أفلامى الروائية الطويلة وأتمنى أن تكون بطلته هند صبرى أو منة شلبى
يستعد المخرج مهند دياب لخوض أولى تجاربه الروائية الطويلة من خلال فيلم «دكتورة سلوى»، وذلك بعد تقديمه لأكثر من مائة فيلم تسجيلى، نال بعضها جوائز عديدة وآخرها تتويج فيلمه فاطمة بجائزة ذات أثر من مهرجان أسوان الدولى لسينما المرأة، والذى تناول خلاله قصة «سعيدة» امرأة من أسوان، اختارت أن تكون أما كفيلة لطفلة من دار أيتام هى «فاطمة» ربتها وأدخلتها الجامعة، واضطرت سعيدة بعد وفاة زوجها للاستدانة من أجل مأوى كريم لهذه الطفلة، وتصبح من الغارمات.
«الشروق» التقت بمخرج العمل مهند دياب وأجرت معه حوارًا حول فيلمه الجديد «دكتورة سلوى»، وما الذى جذبه لخوض تجربة فيلم «فاطمة» والصعوبات التى واجهته فيها، وكيف استقبل الجمهور الفيلم.
يقول مهند دياب: انتهيت من كتابة سيناريو فيلمى الروائى الطويل الأول «دكتورة سلوى» وأعمل على تطويره.. مرحلة ما قبل الإنتاج، وأتمنى أن يكون العمل من بطولة الفنانة هند صبرى أو الفنانة منة شلبى.
كما أقوم حاليا بالعمل على فيلم تسجيلى طويل مدته 60 دقيقة من إنتاجى وإخراجي، أطلقت عليه اسم «بطل حياته»، والفيلم يحكى قصة حقيقية لبطل براليمبى فقد قدميه الاثنتين فى حادث، ونقدم بورتريها سينمائيا عن حياته.
● ما الذى جذبك لتقديم «فاطمة» ولماذا سميته بهذا الاسم؟
ـــــ فكرة أن امرأة تستدين لتبنى بيتا لفتاة ليست ابنتها، كان أمرا مثيرا للدهشة لى، وبه قيمة مضافة للمجتمع وعلى الرغم أن الأم البديلة «سعيدة» إنسانة بسيطة لكنها صاحبة قضية غيرت المجتمع وصنعت تغييرا فى أسوان لنظرة المجتمع للفتاة اليتيمة واللقيطة، لتقدم لهم فتاة صالحة أدخلتها كلية الآداب لغة فرنسية، وما فعلته سعيدة جعل المجتمع يتغير حولها، وتجربتها شجعت البعض على أن يكفلوا يتيمات، سموهن فاطمة قدوة بها، وهذا سبب أننى أطلقت على الفيلم اسم فاطمة، كما أن سعيدة كتبت البيت باسم فاطمة، وهذا ما جعلنى كتبت فى نهاية الفيلم أن «مش البيت بس اللى باسم فاطمة الفيلم كمان باسم فاطمة»، وهنا أصبحت فاطمة رمزا وأيقونة، لم نر وجهها طوال الفيلم، ولكنها تمثل فتايات يتيمات كثيرات يعشن فى مصر، تمثل روحهن وحياتهن وكيف يستطعن أن يواجهن مجتمعهن بشكل مختلف.
● هل كان الأمر صعبًا أن تحكى لك الأم البديلة كل ما تحتاجه كمخرج؟
ــــ أحب أن أشكر الست سعيدة على حكيها المؤثر، وأنها أراحتنى كمخرج فى الحكى وقبلت أن أدخل منزلها وأتكلم معها، ربما خبرتى فى الأفلام التسجيلية جعلت الأمر أسهل بعض الوقت والحمد لله أنه خرج بهذا الأثر.
● كيف استقبل الجمهور فيلم «فاطمة»؟
ـــــ عندما عُرض الفيلم فى مهرجان أسوان الدولى لسينما المرأة طلب الجمهور أن يُعاد تقديمه مرة أخرى، وهذا ما حدث أيضًا عندما تم عرضه فى أكاديمية الفنون بعد فوزى بالجائزة، ردود فعل الناس وتفاعلهم معه هو ما يجعلنا نكررعرضه، وهذا يشعرنى بالسعادة وأن الرسائل التى أود أن أقدمها من خلال الفيلم وصلت للناس، وتعليق الجمهورعلى كادرات الفيلم يجعلنى أشعر أن المجهود الذى بُذل فى صناعة هذا الفيلم له طعم خاص.
● الفيلم به دمج ما بين الروائى والتسجيلى هل كنت تقصد ذلك؟
ــــ هذا النوع من الأفلام التسجيلية اسمه «ديكو دراما» وهو يجمع ما بين التوثيق والدراما، ونعيد فيه محاكاة الواقع، إما بممثلين مختلفين أو الشخصية نفسها هى من تقوم بالتمثيل والحكى، الجميل فى سعيدة أنها تفهمت بعد لقائى الأول بها، فكرة أن الجمهور إذا سمعوا لقائى معها فقط لن يكون ذلك ممتعا بقدر فكرة المحاكاة ودمجها بالدراما، فاتفقت معها أنها ستتذكر الأحداث وتحاول أن تعيش الحالة التى عاشتها فى رحلة معاناتها لبناء البيت لفاطمة، حتى أن هناك لقطة فى الفيلم لابن زوجها الذى رفض تواجد فاطمة بعد وفاة والده وطالب بالبيت الذى كانت تسكن فيه هى وفاطمة، وكان نصيبها جزءا من الارض وليس البيت نفسه، هذا المشهد عندما صورناه جئت بشخص من الشارع وعرضت عليه أن يمثل أنه ابن زوجها وقادم ليطردها من المنزل، وبالفعل تفاعلت جدا مع المشهد، وبعض اللقطات فى الفيلم كنت أتركها تحكى وأصور وهى تحكى ليأتى الأمر عفويا.
● وما الرسالة التى وددت أن تقدمها من خلال «فاطمة»؟
ـــــ أى شخص بسيط يستطيع أن يكون لديه قضية طالما لديه هدف فى الحياة، كما شاهدنا فى الفيلم أن هدف سعيدة أن تربى ابنتها فاطمة وتجعلها امراة صالحة فى المجتمع، وكما قالت فى الفيلم بالفعل «أنا فخورة أنى عملت منها بنى أدمة وكبرت وربيت»، هذه هى رسالتها، لذلك رأيت أن هذه القصة كان يجب أن توثق وتُعرض للناس وتظل متواجدة فى تاريخ أفلام السينما التسجيلية القصيرة، فعندما يتم عرضها بعد ذلك نعرف أن كانت هناك امرأة اسمها «سعيدة» فى هذا الوقت حاربت هذا المجتمع ليخرج إليهم نموذج صالح اسمه «فاطمة»، فهى قصة كان يجب أن تُروى وتركت أثرا فى المجتمع.