قال الموسيقار سليم سحاب، إن المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى يضم آثارًا، بل هو كنز الهوية الذي لا يُقدر بثمن، وهو القوة الناعمة التي تفوق قوة الجيوش، ويرفع راية الذوق الرفيع أمام كل موجات التسطيح التي تجتاح العالم، المتحف هو حِصنُ الثقافة الذي لا يمكن اختراقه.
وأضاف سحاب في تصريحات لـ«الشروق»، أن المتحف المصري الكبير واجهه حضاريه تعكس صورة مصر كدولة تحافظ على تراثها وتقدمه بأرقى أسلوب فني وتقني.
وأوضح أنه عندما شاهد هذا الإنجاز شعر بالفخر بهذه العظمة التي تليق بتاريخنا، واطمئن على الأجيال القادمة التي ستجد أمامها هذا الصرح ليتعلموا منه أن الفن والثقافة هما أهم سمات الحضارة، فهو يُغذي الوجدان ويُنشئ الذائقة الراقية التي نحارب من أجلها ضد كل ما هو هابط، ويُقَدم الأفضل دائماً، لأن القيمة الحقيقية تبقى وتتخلد، أما الزائف فسيسقط ويندثر.
وأكد ان الفن هو لغة الجمال التي تكسر حواجز الزمان والمكان، لذلك يجب أن يكون المتحف قلعة لإنتاج الفن الهادف الحديث المحترم المستلهم من القديم، ولا يجب أن يكون مجرد مستودع، بل مصنع للإبداع، نُنشئ فيه ورش عمل للأصوات الشابة والمواهب التي تحتاج إلى رعاية حقيقية، ونستلهم من القطع الأثرية ألواناً موسيقية جديدة، كلماتها راقية، وإيقاعاتها تحترم الذوق العام.
وأضاف أن المتحف يجب أن يكون قُبلة الفن المُلتزِم، ويتحول إلى أكاديمية فنية مفتوحة، نستلهم من الخطوط والألوان والمنحوتات لتوليف أعمال موسيقية تستخدم الآلات العربية الأصيلة، مع لمسة كلاسيكية تُعلي من شأن اللحن، وتُستخدم ساحاته ومدرجاته لاستضافة الأوركسترا السيمفوني وأجمل الأعمال الغنائية والمسرحية، هذا هو الرد العملي على الإسفاف؛ أن نجعل المتحف مسرحاً عالمياً يعزف سيمفونية الحضارات، لنجعل الفن رسالة إنسانية ساميه.