نشر مركز بيجن ــ سادات للدراسات الاستراتيجية مقالا للكاتب ديمترى شوفوتينسكى، تناول فيه محاولات تركيا إعادة علاقاتها مع إسرائيل والسعودية لإنهاء عزلتها الإقليمية، محذرا قادة إسرائيل ــ السياسيين والعسكريين ــ من تركيا فهى خصم خطير لإسرائيل بدليل استضافتها لقادة حماس وتعيين سفير تركى معاد للصهيونية بشدة... نعرض منه ما يلى.
فى الأسابيع الأخيرة، وجدت تركيا نفسها فى عزلة كبيرة عن الغرب والشرق الأوسط. وردًا على هذه العزلة، قرر الزعيم التركى، رجب طيب أردوغان، إجراء محادثات مع السعودية وإعادة السفير التركى إلى تل أبيب. كما دخلت أنقرة فى محادثات سرية مع إسرائيل لاستئناف العلاقات، بما فى ذلك مناقشة إنشاء خط أنابيب بين البلدين لاستخدامه فى شحن الغاز الطبيعى إلى أوروبا. وعلى الرغم من أن بعض السياسيين والعسكريين القدامى فى أنقرة وإسرائيل يجدون هذا التقارب أمرًا مرغوبًا فيه، إلا أنه سيكون خطأ فادحا إخراج تركيا من ورطتها وعزلتها هذه مقابل وقوع إسرائيل مرة أخرى فى مصيدة أنقرة!.
فهدف تركيا الحقيقى هو عزل إسرائيل فى المنطقة مع الاستمرار فى نزع الشرعية عنها فى الخارج. أضف إلى ذلك أن الحملات المعادية لإسرائيل غالبا ما تكون مدعومة بالأموال القطرية ونفوذ الحكومة التركية. ليس هذا فحسب، فتركيا مريبة من نواحٍ أخرى متعددة. على سبيل المثال، قامت تركيا باختراق مواقع إخبارية إسرائيلية، وطردت سفينة أبحاث إسرائيلية تقوم بالتنقيب عن الغاز الطبيعى، كما قوضت شركاء إسرائيل الإقليميين، وهددت باحتلال تل أبيب و«تحرير» القدس. كذلك اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين تركيا وحكومة الوفاق تهدف إلى إفساد خط أنابيب الغاز الطبيعى الإسرائيلى عبر قبرص إلى أوروبا، وهو خط أنابيب مهم لمصالح إسرائيل الاقتصادية والسياسية المستقبلية. علاوة على ذلك، فإن سفير أنقرة الجديد لدى إسرائيل معادٍ للصهيونية بشدة.
استضافة أنقرة لقادة حماس ــ والتى انطوت على منحهم الجنسية والسماح لهم بالتخطيط للإرهاب والهجمات الإلكترونية ضد الدولة الإسرائيلية من الأراضى التركية ــ هى دليل آخر على أن تركيا ليست صديقة لإسرائيل بل هى خصم إقليمى خطير ينتهك القانون الدولى بشكل كبير، وينتهك حقوق الإنسان، ويزعزع استقرار البلدان، ويرتكب جرائم حرب، ويدعم الإرهاب الدولى.
بعد كل ما ذكر من حقائق، يجب على القادة العسكريين والسياسيين فى إسرائيل ألا يستهينوا بتركيا وألا يخلطوا بين الحنين إلى الماضى واتخاذ القرارات الحكيمة لحماية أمن ومصالح إسرائيل. وإذا أرادت إسرائيل الاستمرار فى تطبيع العلاقات مع دول المنطقة ووضع حد لعدم الاستقرار فى الشرق الأوسط، فعليها رفض محاولات التلاعب التركية لاستعادة العلاقات الثنائية.
إعداد: ياسمين عبداللطيف زرد
النص الأصلى