ذكرنى العندليب - عماد الغزالي - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 4:52 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ذكرنى العندليب

نشر فى : الإثنين 1 أبريل 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 1 أبريل 2013 - 8:00 ص

فى ذكرى عبد الحليم حافظ، كتبت قبل أيام على صفحتى على فيس بوك أدعو الأصدقاء لقراءة الفاتحة على روح من أسعدنا ولون حياتنا وعبر عن لحظات فرحنا وحزننا، الطرف الثالث فى كل علاقة حب بين اثنين، شريك صبانا ومراهقتنا وونس ذكرياتنا وأحلامنا البريئة.

 

دعوت الأصدقاء لإعادة سماع موعود ومداح القمر وسواح والتوبة واسمر ياسمرانى وزى الهوا وأهواك والليالى وكل أغانيه الحلوة، قلت لهم ولنفسى قبلهم: فى هذه الأيام الكئيبة التى نعيشها، أعيدوا اكتشافه، سيمنحكم مددا لمواجهة القبح والبذاءة والتكفير وقلة الأدب، وسيؤكد لكم كم أن الفن ضرورى لحياتنا، ثم هتفت وكأننى أقود مليونية ضخمة فى ميدان التحرير: يعيش عبد الحليم حافظ ويسقط كل الظلاميين والجهلاء والمكفراتية».

 

والحق أننى منذ جثم الاخوان ورفقاؤهم على أنفاسنا عقب ثورة كان ينبغى أن تكون قفزة للأمام لا ردة للخلف، وأنا أسعى لاستعادة ثراثنا النهضوى الحقيقى منذ محمد على الى اليوم، أحتمى به فى مواجهة هذه الهجمة الظلامية الشرسة من فقهاء الجهامة قساة القلوب بغاة الملامح، عدت الى طه حسين وحسين فوزى ويحيى حقى وتوفيق الحكيم ولطفى السيد ومحمد عبده ونجيب محفوظ والعقاد وصلاح جاهين والشرقاوى وفؤاد حداد ويوسف شاهين وصلاح أبو سيف وفاتن حمامة وسعاد حسنى، وقبلهم الى الطهطاوى وقاسم امين وحتى محمد على نفسه، الذى يوجهون اليه سهامهم اليوم باعتباره «علمانيا مستبدا كافرا»، وهو الذى بنى مصر الحديثة وشيد دعائم نهضتها مرتكزا على جيش وطنى جنوده هم أبناء الفلاحين، مع ادراكنا الكامل لما أحيط بتجربته من نزعات فردية وأطماع امبراطورية.

 

ولم يكن الفن بعيدا عن هذه التجارب النهضوية، فكان سيد درويش التعبير الفنى عن ثورة المصريين الكبرى فى ١٩١٩، وكانت أم كلثوم ومن بعدها عبد الحليم حافظ، هما التعبير الفنى عن التحولات الاجتماعية العظمى فى ثورة ١٩٥٢.

 

وكما تعلم، فإن اى من ثورات المصريين لم تحقق أهدافها كاملة، لكن بقى لدينا هذا الإرث الثقافى والفكرى والفنى العظيم الذى نباهى به بين الأمم، والذى بدونه تصبح مصر بقعة باهتة على خريطة العالم.

 

مصر دولة عظمى بعطائها الثقافى والفنى والأدبى، بما تقدمه لمحيطها العربى وللانسانية من رؤى وافكار، لا بما يجرى تحتها من براميل نفط وأنابيب غاز.

 

يعيش عبد الحليم حافظ ويسقط كل الظلاميين والجهلاء والمكفراتية.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات