أغلق رئيسنا المحترم باب المزايدة، وحسم بوضوح إجابة السؤال الحائر: وماذا بعد؟.
«قناة السويس الجديدة هى خطوة من ألف خطوة يتعين علينا أن نخطوها إذا كنّا جادين فعلا فى التوجّه نحو المستقبل».
فما إن أعطى إشارة البدء بتشغيل القناة الجديدة، حتى أعطى أمرا آخر بالبدء فى تنفيذ مخطط تنميتها، وانتقلت المعدات فى اليوم التالى مباشرة إلى مدينة بورسعيد، حيث مشروع آخر شديد الأهمية فى شرق التفريعة بطول عشرة كيلومترات، وحدد له عاما واحدا للتنفيذ، كما جاء فى خطاب تكليف الفريق مهاب مميش بالمهمة.
الآن وقد احتفلنا وفرحنا من القلب بما يليق بحجم هذا الإنجاز الضخم، علينا أن نتوقف فورا عن جدالنا السقيم حول ما إذا كانت قناة جديدة أم مجرد تفريعة.
لتعلم فقط أن حجم الحفر فى القناة الأم التى استغرق العمل بها نحو 10 سنوات بلغ 75 مليون متر مكعب، نسبة التكريك بها ــ أى الحفر تحت الماء ــ بلغت 75%، أى 65 مليون متر مكعب، أما قناة السويس الجديدة فإن حجم التكريك بها بلغ 250 مليون متر مكعب، أى أربعة أضعاف ما تم إنجازه فى القناة القديمة وفى عام واحد لا عشرة.
وهى أرقام لا يدانيها أى شك، لأن عمليات التكريك بالذات، قام بها تحالف شركات عالمية جمع 75% من كراكات العالم فى موقع العمل، إضافة إلى كراكات هيئة قناة السويس والتى لا تزيد عن ستة، ولهذا التحالف معايير أداء دقيقة ومنضبطة، ولا يمكنه أن يكذب أو يتجمل.
لهذا السبب أسميها قناة السويس الجديدة، وهى بالفعل كذلك، أما المتربصون من السفلة فلا يرون فيها سوى مجرد تفريعة، بل إن أحدهم بالغ فى سواده وانحطاطه، فادعى أن سعة «طشت أمه» أكبر وأرحب منها، فنالته من سخرية المصريين ما يليق ببذاءته وثقل ظله.
طبعا سيبقى الإخوان وتوابعهم، والمنافقون من «اللى مش إخوان بس متعاطفين معاهم»، ورديفهم من هتيفة يسقط يسقط والثورجية بأجر وعملاء الجمعيات إياها على حالهم، وسيواصلون الغرق فى طشت أم وجدى.
هؤلاء يكرهون البلد بمن فيها، ويزعجهم أى إنجاز يحققه الرئيس السيسى، لأن أى نجاح له بحساباتهم، يزيد شعبيته ويرسخ مكانته، ويدعم سلطته التى تأسست على ثورة شعبية جارفة، ويكسب «الانقلاب» مزيدا من الشرعية داخل مصر وخارجها.
إياك أن تصدق ادعاءاتهم ومسوح حكمتهم الزائفة، حتى لو تسربل أحدهم بقناع «كاذب كبير» يدعى أنه ما يبغى إلا النصح وما يريد إلا الإصلاح، وهو يكذب فى كل مقالة سبعين مرة، وأدعوك على سبيل التجربة، أن تتخير عشوائيا عشر «لحائف» من سمه الزعّاف، وستكتشف دون عناء كبير، حجم الزيف والضلال والتضليل الذى يحبكه بحنكة متمرس أريب، سترى وأنت تمر بين سطوره، أنه فى أحسن الأحوال يبيع لك «بضاعة فاسدة فى غلاف أنيق».
دعك من هذا كله، دعك من المعارك الصغيرة التى يتفنون فى إشعالها بين حين وآخر، دعك من السفاسف التى يشغلونك بها عن معاركنا الكبرى، دعك من كيدهم وصغارهم ودناءة حيلهم، نحن فعلا فى معركة مصير، خطونا فيها خطوة كبرى بإنجاز كبير، وأمامنا كما قال الرئيس ألف خطوة أخرى سنخطوها معا.
لا تستسلم لدعاوى اليأس والإحباط والتهييس وفذلكات النخبة والكلمنجية، ما جرى على الأرض فى قناة السويس الجديدة إعجاز مصرى أصيل، يثبت أننا قادرون على بناء تاريخ جديد لوطننا ومستقبل أفضل لأبنائنا، لوخلصت النوايا وصح العزم والهمة.
تفاءلوا، غدا أفضل بإذن الله.