ملاحظات انتخابية - عماد الغزالي - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 2:45 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ملاحظات انتخابية

نشر فى : الإثنين 2 يونيو 2014 - 8:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 2 يونيو 2014 - 8:00 ص

بشهادة المراقبين الدوليين ومنظمات المجتمع المدنى المصرية، فإن الانتخابات الرئاسية كانت نزيهة ومطابقة للمعايير الديمقراطية الدولية.

أرجوك دع جانبا كل هذا «الهرى» عن العزوف والكسوف والخسوف، واستعد أرقام المشاركين فى جميع الانتخابات والاستفتاءات السابقة منذ ثورة 25 يناير، وستكتشف ببساطة أنها تراوحت بين 20 إلى 25 مليون ناخب، وكانت نسبة المشاركين فى الجولة الأولى من انتخابات 2012، التى شارك فيها 12 مرشحا حوالى 46% من الناخبين، وفى جولة الإعادة بين مرسى وشفيق والتى فاز بها مرسى بفارق 2% عن منافسه، كانت نسبة المشاركين حوالى 50%، ومن ثم تصبح الأعداد المشاركة فى الانتخابات الأخيرة والتى تتراوح حسب الأرقام شبه الرسمية بين 40 و45% منطقية للغاية، خصوصا مع الدعاية السلبية التى سبقت الانتخابات والتى أكدت أنها محسومة، وهو ما دفع كثيرين من أنصار المرشح الأوفر حظا إلى العزوف عن الإدلاء بأصواتهم باعتبار أن لا خطر حقيقيا يهدد مرشحهم، فضلا عن أنها انتخابات بلا رشاوى انتخابية، يعنى غاب الزيت والسكر وخلافه.

أما غير المنطقى، فهو أن يصدر عن اتحاد القرضاوى القطرى تصريح يقول فيه «علماؤه»، إن ما تبقى من أصوات من لهم حق الانتخاب (حوالى 54 مليون مواطن) هم مؤيدون لمرسى ولهذا لم يشاركوا فى هذه المسرحية الهزلية، باعتبار أن 100% ممن لهم حق الانتخابات اعتادوا أن يدلوا بأصواتهم! يا سلام..

الملاحظة الثانية تؤكد ما سبق أن قلته من قبل وربما قاله غيرى، من أن الدعاية الانتخابية لن تكون مؤثرة فى هذه الانتخابات، فقد حسم المصريون أمرهم واختاروا من أنقذهم من حكم مرسى ومرشده وأهله وعشيرته، فالانتخابات الرئاسية فى جوهرها، لم تكن منافسة بين الأستاذ حمدين صباحى والمشير السيسى، فهما ينطلقان من ثوابت أيديولوجية واحدة، ويرفعان الشعارات ذاتها تقريبا، خصوصا على صعيد العدالة الاجتماعية ومحاربة الفقر وتأكيد الاستقلال الوطنى، كان الصراع فى حقيقته مواجهة حاسمة مع نموذج بائس للحكم عاشه المصريون على مدى عام كامل، كان تأكيدا على رفض المصريين الحاسم عودة هذا النموذج، الذى عمل على تفكيك دولتهم وتفتيت أواصرهم والعبث بهويتهم.

النتيجة النهائية لانتخابات الرئاسة ليست حصول السيسى على 94% من الأصوات ولا حصول حمدين على 4%، النتيجة النهائية التى عبر عنها المصريون فى صناديق الاقتراع هى: «مرسى مش راجع».

الملاحظة الثالثة تتعلق بيوم الانتخاب الثالث، والذى بصرف النظر عن مواقف الأطراف المختلفة حوله، فإنه لم يمثل انحيازا من جانب اللجنة العليا للانتخابات لمرشح على حساب آخر، ليس فقط بسبب البون الشاسع بين الأصوات التى حصل عليها المرشحان، والتى لم يؤثر فيها تمديد الانتخابات، وإنما لأن هذا التمديد كان هدفه رفع نسبة المشاركة من الطرفين، ولهذا لم أفهم سر تهديد البعض فى حملة حمدين صباحى بالانسحاب من الانتخابات اعتراضا على التمديد، وكأنه يفيد المرشح المنافس ويقلص فرص مرشحهم فى الفوز.

الملاحظة الأخيرة تتعلق بحصول السيسى على عدد من أصوات المصريين يتجاوز بعشرة ملايين ما حصل عليه مرسى، وهو ما أثق فى أنه سيدفع السيسى لبذل قصارى جهده لخدمة المصريين وتحقيق آمالهم، تماما كما أثق أن مرسى سيواصل الصراخ من محبسه: أنا الشرعى.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات