كورونا تقضى على أحلام انتخاب ترامب - محمد المنشاوي - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 6:02 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كورونا تقضى على أحلام انتخاب ترامب

نشر فى : الخميس 2 يوليه 2020 - 9:25 م | آخر تحديث : الخميس 2 يوليه 2020 - 9:25 م

قبل أيام وعلى صفحات صحيفة وول ستريت جورنال تفاخر مايك بينس، نائب الرئيس الأمريكى، بانخفاض أعداد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا، وسخر بينس ممن يطلق «أجراس الإنذار» من استمرار انتشار الفيروس، وأكد «نحن نكسب المعركة».
وما هى إلا أيام قليلة حتى تغيرت الأوضاع داخل الولايات المتحدة إذ أعلنت جامعة جون هوبكينز بنهاية يوم الأربعاء الماضى وصول عدد الوفيات داخل الولايات المتحدة إلى ما يقرب من 130 ألف شخص وإصابة أكثر من 2.8 مليون آخرين.
وتُظهر هذه الأرقام ارتفاعا كبيرا فى حالات الإصابة وأعداد الوفيات بعد فترة توقع فيها الكثير من الخبراء بدء السيطرة على انتشار الفيروس، فى الوقت الذى تضاعف فيه إدارة الرئيس ترامب من ضغوطها لإعادة تشغيل عجلة الاقتصاد قبل الانتخابات الرئاسية فى الثالث من شهر نوفمبر القادم، انتقل مركز الإصابات الأكبر من شمال شرق البلاد الديمقراطى، وتحديدا ولايتى نيويورك ونيوجيرسى إلى ولايات الجنوب والجنوب الغربى المعروف عنها التصويت لجمهوريين خاصة ولايات كارولينا الجنوبية وفلوريدا وتكساس وأريزونا.
***
حقق الرئيس دونالد ترامب انتصاره فى انتخابات 2016 اعتمادا على طريق حساب أصوات المجمع الانتخابى، وفاز ترامب بأصوات 304 مناديب مقابل 227 مندوبا لمنافسته هيلارى كلينتون، وهو ما ضمن له الانتصار فى الانتخابات على الرغم من تصويت 48.2% من الناخبين أو 65.9 مليون ناخب لهيلارى كلينتون، فى حين لم يحقق ترامب إلا 46.1% من الأصوات أو 64 مليون ناخب.
ومع عودة ارتفاع أعداد الإصابات والوفيات الناتجة عن فيروس كورونا المستجد ووصولها لمستويات قياسية خاصة فى عدة ولايات متأرجحة صوتت للرئيس ترامب عام 2016، يثار الكثير من التساؤلات عن حظوظ ترامب فى الانتخابات القادمة.
وحتى نهاية شهر يونيه سجل أكثر من 45 مليون أمريكى فى قواعد العاطلين على العمل من أجل الحصول على إعانات البطالة الحكومية، ويتوقع أن يزداد هذا العدد مع إعادة غلق الأنشطة التجارية والاقتصادية بسبب عودة انتشار فيروس الكورونا، وزيادة أعداد الإصابات والوفيات.
وتتضاعف المخاوف بين خبراء الصحة العامة مع حلول عطلة عيد الاستقلال الأمريكى يوم السبت الموافق الرابع من يوليو، وهى المناسبة التى تشهد تجمعات ضخمة للاحتفال فى مختلف المدن الأمريكية، وهو ما قد يؤدى لزيادة انتشار الفيروس على نطاق واسع.
***
ولا يمكن لترامب الفوز دون الظفر بالولايات التى ترتفع فيها معدلات الإصابة بكورونا فى الجنوب، ناهيك عن ضعف حظوظه فى ولايات بنسلفانيا وميتشيجان وويسكونس فى الشمال، وكلها فاز بها عام 2016.
يبلغ رصيد فلوريدا 29 صوتا من أصوات المجمع الانتخابى، ويستحيل أن يفوز ترامب بالرئاسة حال خسارته هذه الولاية التى تأرجحت بين الحزبين خلال السنوات الأخيرة.
وتشير استطلاعات الرأى المختلفة إلى فوز المرشح الديمقراطى جو بايدن بنسبة كبيرة على ترامب. ويعد استطلاع أجرته شبكة فوكس الإخبارية قبل نهاية الشهر الماضى هو الأحدث وأظهر تفوق بايدن بنسبة 49% مقابل 40% لترامب. وكانت فلوريدا قد صوتت عام 2016 لصالح ترامب بنسبة 49.1% مقابل 47.8% لكلينتون.
من ناحية أخرى تعد ولاية تكساس ولاية جمهورية تقليدية مضمونة إذ صوتت للمرشح الجمهورى منذ عام 1980 وحتى الآن، وكانت التصويت لصالح جيمس كارتر عام 1976 هو المرة الأخيرة التى يذهب فيها صوت الولاية للديمقراطيين.
ولتكساس 38 مندوبا ضمن أصوات المجمع الانتخابى مما يجعلها الولاية الأولى من حيث عدد المندوبين الجمهوريين.
وأشار استطلاع أجرته جامعة كوينبيانك إلى فوز ترامب على بايدن، لكن بنقطة واحدة.
وطبقا للاستطلاع الذى أجرى منتصف شهر يونيه الماضى، فقد حقق ترامب 44% مقابل 43% لبايدن، وهذا فارق لا يطمئن الجمهوريين بل يزيد من حماس الديمقراطيين لاقتناص أهم الولايات الجمهورية وأكبرها.
وفار ترامب بتكساس عام 2016 بنسبة 52.2% مقابل 43.2% لصالح كلينتون.
أما ولاية أريزونا فهى من الولايات المتأرجحة الذى توزع صوتها وولاءها بين مرشحين جمهوريين وديمقراطيين خلال السنوات الأخيرة. وللولاية الواقعة فى الغرب الأمريكى 11 مندوبا فى الانتخابات الرئاسية، وصوتت الولاية عام 2016 لترامب بنسبة 48% مقابل 45% لكلينتون. ويأمل الديمقراطيون باستعادة الولاية خاصة مع زيادة أعداد سكان من الهيسبانيك اللاتينيين القريبين من الحزب الديمقراطى بسبب سياسات ترامب المعادية للمهاجرين.
وأشار استطلاع للرأى أجرته صحيفة نيويورك تايمز فى بداية الشهر الماضى داخل ولاية أريزونا إلى فوز جو بايدن بنسبة 48% مقابل 41% من الأصوات لصالح ترامب.
من هنا لا يتوقع أن يظفر ترامب بأصوات ولايات متأرجحة صوتت له قبل أعوام أربعة خاصة مع عدم توقع الخبراء وجود أى مؤشرات لتحسن الأوضاع المتعلقة بمكافحة فيروس الكورونا المستجد فى أى وقت قريب.
***
فى النهاية، وفى الوقت الذى أشار فيه نائب الرئيس مايك بينس إلى أن تحسن حالة نظام الصحة العامة فى البلاد يعود إلى «زعامة الرئيس ترامب وشجاعة وتجاوب الشعب الأمريكى»، لكن ترامب لا يُظهر الشجاعة والزعامة اللازمة لهذا الظرف الاستثنائى، إذ يستمر استكبار الرئيس ترامب ورفضه ارتداء كمامة الوجه على الرغم من فرض ارتدائها على كل العاملين والزائرين للبيت الأبيض منذ 11 مايو الماضى، يزيد عدد المؤمنين باستهتار ترامب بصحته وصحة عائلته والعاملين حوله.
وحتى اليوم لم يظهر الرئيس دونالد ترامب مرتديا كمامة الوجه على الإطلاق، فى الوقت ذاته ظهر رؤساء وملوك وقادة معظم دول العالم أمام شعوبهم وهم مرتدون الكمامة كى يكونوا قدوة لشعوبهم فى الالتزام بالإجراءات الصحية لتفادى الإصابة أو نقل عدوى فيروس كورونا المستجد.
ومع تحذير الدكتور أنتونى فاوتشى رئيس المعهد الوطنى للحساسية والأمراض المعدية من أن الأسوء ربما لا يزال بعيدا بالقول «ربما تواجه أمريكا موجة ثانية أكثر خطورة من فيروس كوفيد 19 فى الشتاء القادم»، يكون من الصعوبة بمكان تخيل إعادة انتخاب ترامب لفترة ثانية.


محمد المنشاوي كاتب صحفي متخصص في الشئون الأمريكية، يكتب من واشنطن - للتواصل مع الكاتب: mensh70@gmail.com
التعليقات