دى حكاية شعب وأرض وناس - نادين السيد - بوابة الشروق
الثلاثاء 4 نوفمبر 2025 4:40 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

من يحسم السوبر المصري؟

دى حكاية شعب وأرض وناس

نشر فى : الإثنين 3 نوفمبر 2025 - 7:15 م | آخر تحديث : الإثنين 3 نوفمبر 2025 - 7:15 م

ما بين قانون ماعت للعدل والحق الذى سبق زمن الدساتير وحقوق الإنسان والحفاظ على البيئة بزمن، ومسلات يرجع تاريخ حضارتها لآلاف السنين تُنير ميادين بلدان تمثل الآن وجهة العالم للحضارة والتقدم، ومعابد تضىء واحدة تلو الأخرى لتذكِّر شعبًا امتدت جذوره لآلاف السنين بعظمته، جاء احتفال بافتتاح المتحف المصرى الكبير ليذكّر العالم بأن التاريخ لا يُشترى بالأموال، وأن ــ كما قال الكثيرون على منصات التواصل ــ مصر جاءت، ثم جاء بعدها التاريخ.

 


جاء ليذكرنا أننا امتداد لتلك الحضارة وهذا التاريخ، وأن الشعب الذى بنى تلك الصروح الهندسية التى لا يزال يقف العالم أمامها بانبهار، ولعب على آلة الهارب، ورسم الجدران، ووقّع أول اتفاقية سلام فى التاريخ، لا يزال لديه القدرة على الإبداع والإبهار والعمل الجماعى لتقديم صرح جديد يضع مصر فى صدارة التاريخ والحضارة والثقافة.
فسلالة بناة الأهرامات لا تزال تملك العقول الهندسية التى توصلت إلى كيفية نقل تمثال رمسيس ذى الـ٨٣ طنًا، والتخطيط لأكبر متحف مخصص لحضارة واحدة فى العالم، والعلماء القادرين على الحفاظ على تاريخهم وعرضه بالطرق المثلى. جاءت رسالةً إلى دول عديدة نهبت تاريخنا بأننا قادرون على الحفاظ عليه وعرضه بشكل يليق به، ويجذب السائح المهتم بحضارة الفراعنة إلى مصر مهد الحضارات.
والشعب الذى أبدع فى عزف الهارب لا يزال قادرًا على الإبداع وتقديم ألوان الموسيقى المصرية المختلفة، من الفن النوبى إلى التواشيح الدينية، إلى دمج الموسيقى الكلاسيكية بطابع مصرى. وشاهدنا أمهر العازفين والعازفات والمغنيات ولاعبات الكمان اللاتى ذكَّرننا بنقوش لاعبات الهارب على جدران المعابد، وقائدة الأوركسترا العالمية التى ذكّرتنا بتاريخ المرأة المصرية الذى يشهد على مكانتها وتأثيرها فى مجالات عديدة ومناصب قيادية.
ولا يزال لدينا الحرفيون الذين صمّموا ملابس وإكسسوارات تدمج التراث بالحداثة فى أدق التفاصيل، ونُفذت بحرفية ومهارة فائقة.
والأهم من هذا وذاك، أنه جاء ليذكرنا بشعب لم يفقد قدرته على الفرح التى اتسم بها عبر العديد من الحروب والكوارث والشدائد والثورات والاحتلالات؛ فبقى الشعب عبر كل ذلك يقدّر البهجة والحياة، ويعرف تمامًا كيف يحتفل وكيف يضحك. افتخر الشعب بتاريخه وبحاضره، وأطلق المنشورات على منصات التواصل، ونشر الجميع صورهم بالزى الفرعونى وصورهم فى المتحف الكبير، والتف الجميع يشاهد الاحتفال. وربما انقسم البعض حول الإخراج التلفزيونى للحفل وما إذا كان أوفى الحدث حقَّه، ولكننا لم نختلف حول حبنا للفرح وفخرنا بحضارتنا وتاريخنا.
تذكّرنا وتذكّر العالم أن مصر وجهة العالم الأولى للتاريخ والحضارة العريقة.
أستاذ مساعد بقسم الإعلام فى الجامعة الأمريكية

نادين السيد أستاذ مساعد بقسم الإعلام في الجامعة الأمريكية
التعليقات