تشابهت عقولهم - نادر بكار - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 5:56 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تشابهت عقولهم

نشر فى : الثلاثاء 4 فبراير 2014 - 4:30 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 4 فبراير 2014 - 4:30 ص

أجد فارقا كبيرا بين من كانوا بالأمس يرون مرسى إسلاما يسير على الأرض وبين من يرون اليوم الوطن بأكمله قد اختصر فى شخص السيسى، كلاهما لا يقبل منك إلا أن تقدس معبوده وتطوف معه فى نفس الفلك، وإلا صرت عند الأول كافرا لا توبة لك وعند الثانى خائنا لا عهد لك.. والنتيجة لن تختلف كثيرا، الموت بلا رحمة هو الحل الأمثل للتعامل معك!

كلاهما لا يعتمد عليه فى البناء، فعقولهم مصممة لتبرر الأخطاء وتفلسف أسبابها، هذا إن لم تستطع ابتداء أن تقنعك بأن الخطأ الواضح الصراح هو الصواب بعينه والعيب فى رؤيتك أنت المصممة لترى القبح دون الجمال!

عقول لا تستطيع فهم الآراء والمواقف المركبة، فيصعب عليها بل يستحيل أن تفهم موافقتك لها فى رأى ومعارضتك فى رأى آخر، فإن سقطت فى هذا التناقض من وجهة نظرها القاصرة. صـــــــرت مميعــــــا ممسكـــــــا للعصـــــامــــــن المنتصف!

عقول ترى فى تعدد المشارب والمذاهب خطرا داهما على مصلحتها لا ثراء وحيوية لمجتمعاتها، الحياة بالنسبة إليها لا تقبل القسمة على اثنين فضلا عما هو أكثر من ذلك، رأيها صواب لا يحتمل الخطأ ولابد أن يكون رأى مخالفيها خطأ لا يحتمل صوابا!

لابد أن تبدأ مع هؤلاء بتبرئة نفسك من تهمة الكفر بالله أو التنكر للوطن.. أنت متهم على طول الخط حتى يثبت العكس، وقضاتهم فى محاكم التفتيش لا يسمحون بمرافعة ولا يقبلون من المتهم صرفا ولا عدلا حتى يعلن على الملأ تأييدا مطلقا وبيعة على الطاعة العمياء!

لو سألتنى.. هؤلاء هم من تآمروا على اسقاط مرسى حقيقة وليس ألد أعدائه ومنافسيه، وهؤلاء هم من يلعب الدور نفسه بحماسة منقطعة النظير مع السيسى يحسبون بذلك أنهم يحسنون صنعا، ولو لم يتدارك الرجل نفسه فلن يختلف المصير كثيرا.. هكذا نبأتنا دروس التاريخ!

ثمة فارق كبير بين احترام الهيئات وتوقيرها وبين رفعها إلى منزلة التقديس التى تفضى بالأنصار ليس فقط إلى الغلو فى من تقدسه وإنما تعمى وتصم عن رؤية الحق إذا ما أتى من غير طريق مقدسهم، ورغم ضعف حديث (حبك الشىء يعمى ويصم) فإنه يصلح عنوانا معبرا عن هذه الحالة ولا شك، فما يعود للإنصاف حال المحبة أو الخصومة مكان.