الأدمغة المنقادة - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 6:00 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الأدمغة المنقادة

نشر فى : الأربعاء 4 ديسمبر 2013 - 7:00 ص | آخر تحديث : الأربعاء 4 ديسمبر 2013 - 7:00 ص

عندى صديق إخوانى عزيز منذ كنا معا فى المرحلة الإعدادية، وله فى نفسى مكانة كبيرة. قبل أيام فوجئت بأنه وضع على صفحتى على الفيس بوك قصة طويلة عريضة عبارة عن خبر يقول: «خبير سياسى: جميع الرؤساء الأفارقة رفضوا لقاء عدلى منصور على هامش القمة العربية الإفريقية».

تفاصيل الخبر منسوبة إلى باحث يدعى الدكتور أحمد مطر رئيس المركز العربى للبحوث السياسية والاقتصادية ومستقاة من موقعه على الفيس بوك وخلاصتها أن الرئيس عدلى منصور مدد فترة اقامته فى الكويت أربعة ايام، ورغم ذلك فكل محاولاته فشلت فى عقد أى لقاء، فى حين أن معظم الرؤساء تقدموا بطلبات للقاء محمد مرسى أثناء القمة الإفريقية فى أديس ابابا ونجح 9 رؤساء أفارقة أن يفوزوا بلقائه رغم قصر مدة اقامته التى لم تكمل 48 ساعة.

لا أشكك فى نوايا صديقى فقد عهدته صادقا ومخلصا لكننى طالبته بألا يسلم نفسه وعقله لأى شخص حتى لا يبنى أحكاما على معلومات غير صحيحة.

قلت له: أنا كنت فى الكويت ورئيس الجمهورية عدلى منصور قابل 12 مسئولا معظهم افارقة فى يوم انعقاد القمة، والأهم أننى رأيت بعينى بعض هذه اللقاءات ثم إن كل وكالات الأنباء بثت خبر لقاء عدلى منصور مع رئيس الوزراء الإثيوبى ديسالين هيلى ماريام، ثم لقاءه مع رئيس جنوب السودان سيلفا كير، كما أن وزير الخارجية نبيل فهمى التقى أكثر من مسئول إفريقى على هامش القمة.

للأسف صديقى لم يصدقنى لأننى غير إخوانى، وكلامى أنا غير صحيح لأننى لست إخوانيا حتى لو كنت رأيت بعينى هذه اللقاءات.

أعلم أن هناك مشكلة بين الحكومة الانتقالية وعواصم إفريقية مؤثرة مثل جنوب إفريقيا، بعد ثورة 30 يونيو وأعلم أيضا أن هذه المشكلة فى طريقها للحل خصوصا حال تمرير الدستور الجديد.

ليس كل ما سبق هو بيت القصيد، لكن ما صرت أستغرب له هو أن يقوم شخص يقول إنه اخوانى ويفلق رءوسنا ليل نهار عن الربانية وأستاذية العالم وتحرى الصدق بالكذب الفاجر باختلاق وقائع لم تحدث.

لست أتحدث عن قضية شخص بل عن ظاهرة عامة تهدد هذا المجتمع لسنوات طويلة مقبلة.

كنت أتشكك كثيرا فيما يقوله المنشقون عن الإخوان، وكنت أعتبره دعاية مضادة مبالغا فيها لتشويه صورة الجماعة عبر بعض الأجهزة الأمنية،لكن للأسف الشديد يتضح يوما بعد يوم أن المشكلة الأخطر التى ستواجه المجتمع هى اعضاء جماعة الإخوان أنفسهم وليس قادتهم.

المأساة الكبرى أن الإخوانى لا يرى إلا وسائل الإعلام الإخوانية أو ما يتلقاه من قادته وهو مجبر على تصديقه بحكم السمع والطاعة حتى لو كان الكلام غير منطقى ولو أن هذا الإخوانى رأى حقيقة ساطعة لكنها مخالفة لما سمعه من قادته، فإنه سيكذب عقله ومنطقه ويصدق قادته.

أعلم أن هذه الكلمات سوف تفتح بابا هو مفتوح أصلا للسب والقذف واتهامى بكل التهم الجاهزة والمعلنة، لكن كل ما أتمناه أن يحكم كل إخوانى عقله ويستخدمه ويتوقف ولو قليلا عن السمع والطاعة العميانى.

من حقه أن يختلف ويعارض ويرى ما حدث فى 30 يونيو انقلابا، لكن فقط اذا رأى غزالا فلا يقول إنه ثعلب وإذا رأى سيارة فلا يقول إنها برتقالة!!.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي