الولد الغبي - محمود قاسم - بوابة الشروق
السبت 14 ديسمبر 2024 9:39 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الولد الغبي

نشر فى : الجمعة 6 يوليه 2018 - 9:05 م | آخر تحديث : الجمعة 6 يوليه 2018 - 9:05 م

مكتوب على هذا الفيلم فى اليوتيوب أنه نادر جدا جدا، وهذا أمر حقيقى، فقد بحثت عنه طوال أربعين عاما لمشاهدته، ومن الواضح أنه كانت هناك محاولات ما لطمسه وإزالته من التواريخ والخرائط السينمائية، فهو بالتقريب وصمة غير طيبة لصانعه. إنه فيلم قيمته الفنية لا تتعدى واحدا من عشرة ولا يتضمن أى ممنوعات من المتعارف عليها، لكنه بلا شك دليل دامغ على ظاهرة سيطرت على الحياة الثقافية فى مصر ولاتزال موجودة، إن أنصاف الموهوبين فى الغالب هم الذين سيطروا على المناصب الثقافية الكبرى خاصة التعليمى منها، وهرولوا وراءها، واستمتعوا بها، وسافروا إلى بلاد العالم يحضرون الاحتفالات السينمائية ويمثلون مصر فى كل المناسبات فى الداخل والخارج، وكانوا الواجهة الثقافية دوما، وخاصة فيما يخص الألقاب العلمية من ناحية، وأيضا بدلات السفر، وإقامة المناسبات، والموضوع يحتاج إلى عمل مجلد ضخم، لكننى هنا أكتب عن الأفلام المجهولة.
الفيلم اسمه «الولد الغبى» من بطولة محمد عوض، وناهد شريف وصلاح قابيل، عرض عام 1977 .. واحد من أفلام كثيرة أخرجها استاذة سينما أكاديميون قاموا بالتدريس لأجيال متعاقبة فى جميع مجالات الإبداع السينمائى، ولن أذكر هنا أسماء الأساتذة، ولكن يكفى أن أذكر بعض الأفلام التى أخرجها هؤلاء الأكاديميون، ومنها «أشرف حرامى» و«الغيبوبة»، و«شبر ونص»،و«كتكوت» وغيرها، ومن المهم أن نعرف أن الاساتذة أصحاب هذه الأفلام فازوا بالمناصب الكثيرة فى الحقل الثقافى. وللأسف هناك مسافة كبيرة بين ثقافة كل منهم السينمائية ومستويات أفلام أخرجوها كأنهم لا يصلحون للقيام بالإبداع، وربما بأعمال أخرى امتهنوها.
والمشكلة بالنسبة لى أن الكثيرين منهم تربطنى به علاقات طيبة للغاية، ولكننى فى داخلى أعتبر أن صديقى الحقيقى هو من يقدم لى عملا ابداعيا محفورا بروعته فى ذاكرتى
فيلم « الولد الغبى» واحد من الأفلام الكوميدية الكثيرة التى عرضت فى السبعينيات، وكان محمد عوض، بطل الفيلم، من أشهر نجوم تلك المرحلة، تلقائيا، يرمز إلى الفحولة الجنسية، وكان الإقبال عليه من شركات الإنتاج كبيرا، ومن أبرز أفلامه «عريس الهنا» و«رحلة العجائب». أما فيلم «الولد الغبى» فهو يقوم على مطاردات بالغة السذاجة، خاصة المشاهد الطويلة الأخيرة من الفيلم المقتبسة بالكامل من فيلم أمريكى انتاج عام 1973 «ماذا فى الأمر» إخراج بيتر بوجدانوفيتش وبطولة باربرا ستريساند.
الولد الغبى هو مفتاح، رجل تتهافت عليه النساء، وجد نفسه فى مأزق، عندما دس أحد المهربين عقدا ثمينا فى جيب بدلته، مثلما رأينا فى أفلام مصرية قديمة منها «سى عمر» و«قلبى دليلى» و«نشالة هانم» وبسبب هذا العقد يجد نفسه متهما بارتكاب جريمة قتل لم يرتكبها. ويلجأ إلى الهرب من الشرطة، تحاول زوجته مساعدته، وتحوطه نساء عديدات للحصول على العقد الذى فى البدلة التى ابتلت، فقام بوضعها فى الشرفة حتى تجف، وهو سكير، وصارعلى نسائه إما الإيقاع به أو إنقاذه من الشرطة حتى تظهر الحقيقة، وأغلب أحداث الفيلم تدور فى ملهى ليلى على طريقة أفلام الأربعينيات. كى نعرف صفحات غير بيضاء من تراثنا السينمائى ابحثوا عن الفيلم على اليوتيوب، وكم هو تاريخ يشرفنا لو ظل مطموسا.

التعليقات