تضامنًا مع أحمد الميرغنى - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 5:32 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تضامنًا مع أحمد الميرغنى

نشر فى : الثلاثاء 7 يوليه 2015 - 11:25 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 7 يوليه 2015 - 11:25 ص

الطريقة التى تعامل بها الجميع مع لاعب وادى دجلة أحمد الميرغنى، كارثية وتؤكد للأسف الشديد أنه ما لم تحدث معجزة تغير من طريقة تفكيرنا فالنتيجة هى «مفيش فايدة». اللاعب الشاب انتقد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى تعليقه على ما حدث من هجمات إرهابية فى سيناء يوم الأربعاء الماضى، ومبلغ علمى أولا: أنه من حق أى مواطن أن ينتقد الرئيس ورئيس الوزراء والوزراء والمسئولين، مادام من حق آخرين أن يمدحوهم. هذا حق كفله الدستور وكل القوانين، وهناك بعض الكتاب ينتقدون أداء الرئيس فى بعض القرارات، وكثير من الكتاب يشيدون بقرارات أخرى، وبالتالى فإن اللاعب لم يرتكب جريمة يستحق عليها هذا العقاب الرهيب.

ثانيا: الذين هاجموا اللاعب وحاولوا ذبحه ظنا منهم أنهم يدافعون عن رئيس الجمهورية هم أكثر الذين أساءوا إلى الرئيس وإلى صورته، ليس من الشجاعة بالمرة أن يتم تجييش هذا العدد من الإعلاميين والشخصيات العامة ضد لاعب شاب قال رأيه فى مسئول ما، بغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا مع هذا الرأى.

للمرة المليون هؤلاء الذين يدافعون عن السيسى بهذه الطريقة هم أكثر من يسيئون إليه، ولا يصح إطلاقا القول إن الرئيس والرئاسة غير مسئولين عن أفعال هؤلاء.

ثالثا: وعمليا فإن السكوت عليهم يعطى انطباعا بأن ما يفعلونه يجد قبولا بطريقة أو بأخرى. هؤلاء المنافقون لا يتلقون تعليمات عليا، لكن الرئيس يتحمل فى النهاية نتيجة أفعالهم.

رابعا: قالت إدارة نادى دجلة فى بيانها إنها لا تسمح لأى لاعب بخلط السياسة بالرياضة، وإذا صح ذلك فعليها أن تعاقب أيضا أى لاعب يمتدح الرئيس أو الحكومة.

تقديرى الشخصى أنه من العيب والخطأ أن نعاقب لاعبا انتقد مسئولا، هذا لا يليق بمصر ولا بمكانة مصر، ولا بمكانة الرئيس. لدينا تسعون مليون مصرى، ما المانع أن يكون هناك مليون أو حتى عشرة يعارضون الرئيس مادام هناك تسعون فى المائة يؤيدونه؟!.

خامسا: ما قاله المستشار مرتضى منصور رئيس نادى الزمالك بحق اللاعب والسخرية منه ونعته بالبواب جريمة كبرى، وأتمنى أن يبادر إلى الاعتذار، ليس فقط للاعب ولكن لكل أهل النوبة الكرام، فى أى دولة تحترم نفسها فإن السخرية من اللون أو العرق أو الدين او الوظيفة، جريمة تمييز كبرى. من حق المستشار أن ينتقد كما يشاء آراء اللاعب السياسية أو طريقة لعبه، أو أى شىء، لكن انتقاده بسبب لونه وعرقه خطأ كبير،. وشخصيا أعتذر لكل شخص شعر بالألم نتيجة لهذه الكلمات.

سادسا: تكشف هذه الحادثة عن أن مجتمعنا لايزال هشا جدا، حينما ينقلب رأسا على عقب بسبب تصريح للاعب شاب.

كنا نعتقد أن ذلك كان لصيقا بالأيام التى تلت ٣٠ يونيو ٢٠١٣، لكن أن تستمر هذه الهستيريا حتى الآن وقد وقفت الدولة على قدميها وتجاوزت ــ بفضل الله ــ كل المطبات الصعبة، فهو أمر عصى على الفهم.

سابعا: مثل هذه السلوكيات هى أفضل خدمة يقدمها «حزب الدببة» إلى الإرهابيين والمتطرفين، وجماعة الإخوان، ويقدم لهم زادا يقتاتون عليه، بل يضع الكثير من أهل النوبة فى صف معارض للدولة، إحساسا منهم بأن هناك تمييزا ضدهم من المحسوبين على الحكومة.

ثامنا: أتمنى أن تبادر مؤسسة الرئاسة أو الحكومة لوقف مأساة ذبح لاعب شاب أغلب الظن أنه مارس حقه فى حرية الرأى ربما أخطأ أو أصاب، مثل هذه المبادرة سوف تحسب لمؤسسة الرئاسة.

تاسعا: حسنا فعلت إدارة نادى وادى دجلة حينما قالت إنها عاقبت اللاعب فقط إداريا بالوقف أربعة مباريات فقط، وإنها تطبق لائحة عدم خلط السياسة بالرياضة وياحبذا لو تم تطبيق ذلك على الجميع.

عاشرا وأخيرا: إذا كان لاعب فرد بلا حول ولا قوة، تعرض لمثل هذا الانتقاد لمجرد أنه عبر عن رأيه، فكيف سيكون مصير حزب مدنى ديمقراطى يقول انه يعارض الحكومة أو الرئيس؟!.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي