الصحافة بين المهنية المثالية والرصاص المميت - صحافة عربية - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 6:57 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الصحافة بين المهنية المثالية والرصاص المميت

نشر فى : الجمعة 8 يناير 2016 - 10:50 م | آخر تحديث : الجمعة 8 يناير 2016 - 10:50 م
عانى المراسلون والمذيعون والمصورون وكتاب المقالات والأعمدة ورسامو صور الكاريكاتير فى مختلف أنحاء العالم، ولعقود طويلة من الزمن، من انتهاكات صارخة، تكون دائما خارج نطاق القوانين الوطنية والدولية، ومن اعتداءات وهجمات دموية، أودت بحياة الكثيرين، منهم على أيادى المجموعات المسلحة والإرهابيين، فى غياب القوانين والإجراءات العادلة والرادعة لمرتكبى كل هذه الانتهاكات الكارثية والمحرمة دوليا.
وكانت الإنجازات المهنية الكبيرة والمميزة لكل الصحفيين المثاليين المناضلين بشجاعة ضد المنحرفين والمتطرفين والارهابيين وأصحاب النفوذ والمصالح، سببا واقعا لتعرض حياتهم لمختلف أشكال العنف الجسدى أو المعنوى أو حملات الاعتقال التعسفى وإدخال السجن، أو القتل غير المبرر من أصحاب الضمائر الميتة والقتلة والارهابيين.
وبحسب التقرير السنوى الأخير الصادر عن منظمة «مراسلون بلا حدود» فى (29 ديسمبر 2015) والتى وثقت فيه حوادث كثيرة بلغت درجة عالية من الحدة والصرامة، ضد أعداد هائلة من المشتغلين فى مهنة الصحافة، وخاصة فى المناطق التى تسود ساحاتها الحروب والاضطرابات، فإن هنالك أكثر من 115 صحفيا لقوا مصرعهم خلال العام 2015 أثناء القيام بنشاطهم الصحفى وأعمالهم المهنية، فى زمن الصراع وأوقات السلم، معظمهم فى سوريا والعراق وأفغانستان، وكذلك فرنسا بعد الهجمة الإرهابية الدموية على مقر صحيفة «شارلى ايبدو» الفرنسية الساخرة، وهو ما يعنى انتهاكا صارخا لقدسية المهنة الصحفية وجوهرها، التى تظل تسعى دائما وأبدا، وبصورة شجاعة لمطاردة جميع الأخبار والمعلومات وفضح المغالطات والافتراءات والانتهاكات الصارخة، التى تنتهك خصوصيات الناس فى مجرى الحياة العامة أو الخاصة، عبر انتقادها بشكل منطقى وصريح، وعبر إظهار عيوبها.
وعزت المنظمة، تلك الأوضاع المؤسفة والمؤلمة، إلى تنامى مظاهر العنف المتعمد ضد الصحفيين بوتائر سريعة، وألقت باللوم على بعض الحكومات، التى فشلت مبادراتها فى اتخاد التدابير الضرورية واللازمة لحماية الصحفيين والإعلاميين، وطالبت فى الوقت ذاته باتخاذ خطوات عاجلة ترقى إلى مستوى الأوضاع الطارئة، التى تسود مختلف مناطق الصراع والاضطرابات.
وقال الأمين العام للمنظمة، كريستوف ديلورات، إن الوقت قد حان، لوضع آلية عمل دولى مشترك لتطبيق القوانين الدولية على أرض الواقع، بخصوص حماية الصحفيين من الاضطهاد وعمليات القتل المتعمدة والعشوائية، ودعا الأمم المتحدة، إلى ضرورة تعيين ممثل خاص بشأن مسألة حماية الصحفيين بصورة عاجلة وملحة.
يذكر، أن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كى مون، قد تحدث فى تقريره الأخير، فى (6 أغسطس 2015) بشأن سلامة الصحفيين ومسائل الإفلات من العقاب، قائلا: إننا «نشعر بقلق بالغ إزاء الإفلات شبه المطلق من المحاسبة والعقاب عن هذه الجرائم الكارثية».
وفى هذا التقرير وضعت منظمة «مراسلون بلا حدود» سوريا والعراق، على قائمة الدول التى فشلت برامجها فى حماية الصحفيين، من مخاطر الهجمات الإرهابية واسعة النطاق التى تستهدف حياتهم، داعية جميع دول العالم، التى تنتهك فيها مهنة الصحافة، إلى تبنى سياسات واضحة وجريئة، تساعد الصحفيين على الشعور بالأمان والاطمئنان أثناء ممارسة مهماتهم الصحفية.
الوسط – البحرين
هانى الريس
التعليقات