نشرت جريدة الجريدة الكويتية مقالا للكاتب حمزة العليان، يذكر فيه صفات جيل (z) أو كما يطلق عليه جيل الإنترنت، نظرا لأنهم ولدوا فى حقبة زمنية تتسم بالعولمة التكنولوجية. وتطرق الكاتب فى مقاله إلى الفجوة بين جيل الألفية وجيل (z)، مشيرا إلى ضرورة كسر العزلة بين الجيلين بالأخذ والعطاء، كذلك يؤكد الكاتب على ضرورة تعزيز علاقة جيل الإنترنت بالماضى لصون الهوية الوطنية والموروثات الثقافية من النسيان... نعرض من المقال ما يلى:
وفقا لتقرير اليونيسكو، هناك خمسة أجيال من بداية القرن العشرين هم:
1ــ الجيل الصامت، المولود بين 1928ــ 1944.
2ــ جيل الطفرة السكانية، المولود بين 1945ــ1965.
3ــ جيل (x)، المولود بين 1965ــ1979.
4ــ جيل (y) أو جيل الألفية، المولود بين 1980ــ1995.
5ــ جيل (z)، المولود منذ عام 1995 والذى لا يعرف العالم من دون تكنولوجيا.
ما يعنينى هو «جيل z» المتكون فى «القرن 21» وكما حدده الجغرافيون وهم ما يطلق عليهم جيل الإنترنت، فقد كانت لى جلسة خاطفة مع الدكتور محمد الشريكة والدكتور محمد البغيلى وآخرين دار الحديث عن «جيل z» وبأنه يتسم بصفات متميزة، دفعت بالدكتور الشريكة أن يكون متفائلا ومتوسما فيه الخير وذا طابع إنسانى.
استعنت «بالعم جوجل» وسبحنا فى بحره الغزير فوجدت فيه سلة ممتلئة لك أن تختار منها ما تشاء، ماذا سيحدث عندما يدخل هذا الجيل مجال العمل وسط تأثير «عولمة التكنولوجيا»، فبحسب تقرير لمجلة «فوربس» الأمريكية، فإن أفراد هذا الجيل لا يشعرون بأى تمييز ملموس فى حياتهم الرقمية، نظرا لأنهم ولدوا فى حقبة زمنية تتوافر فيها أنظمة الدفع باللمس وإحضار الاحتياجات المنزلية باللمس والثلاجات الإلكترونية والتدفئة باللمس، كذلك إضافة إلى العمل من خارج المكاتب، لذلك هم يعيشون حياة إلكترونية.
من صفات هذا الجيل:
أولا: يريدون مكان عمل يوفر فرصا للنمو لا مجرد مكان «لأكل العيش».
ثانيا: عندهم أن الصدق والانفتاح ركيزة العلاقات التجارية.
ثالثا: أن يكونوا جزءا من منظومة متنوعة تضم النساء والملونين والمهاجرين، وتسمح لهم بالتدرج إلى المناصب القيادية.
رابعا: يعتقدون أن الأشخاص الذين يديرون الإنترنت أكثر أهمية من القادة السياسيين.
خامسا: يعتمدون على أنفسهم ويفضلون الاستقلالية الاقتصادية.
سيشكل هؤلاء قوة استهلاكية وأساس القوى العاملة فى المستقبل باعتبار أنهم أكثر إتقانا وشغفا بالتكنولوجيا وتطبيقاتها، وأكثر ذكاءً وتنوعا مقارنة بالأجيال التى سبقته، وهم يتمتعون بالمرونة فى التعامل مع التغيرات الجديدة. أول جيل رقمى بالكامل، يولدون ويكبرون فى محيط أدوات تكنولوجية لا تفارقهم فى حياتهم اليومية، ولم يعرفوا أو كانت لهم علاقة بالحياة السائدة قبل ولادة الإنترنت والهواتف الذكية، والبعض أطلق عليهم مواطنين عابرين للحدود، هم مواطنون رقميون خرجوا إلى الدنيا فى ذروة الابتكار التكنولوجى.
اهتماماتهم انصبت على التفاعل مع القضايا الإنسانية والعناية بالبيئة النظيفة، وأزمة التغير المناخى، وهذه صفات قد تبدو مستغربة بعض الشىء لكن يمكننا أن نتلمس تلك الخصائص، لأننا من جيل «الطفرة السكانية» كما يقولون، ليس بيننا وبين جيل «z» روابط مشتركة، بل العكس، أنا وأبناء جيلى نحاول مواكبة التغيير التكنولوجى فى معظم مناحى حياتنا، حتى لا نبقى خارج إطار التاريخ.
تزايد الجدل حول جيل الألفية، ومن يعاكس فسيجد نفسه منعزلا عن العالم، شئنا أم أبينا، نحن وسط هذا الجيل نحتاج إلى نوع من المواءمة، ماذا تعطى لهم وماذا نأخذ منهم.
ربما كانت «الهوية الوطنية» و«الانتماء القومى» و«الموروث الثقافى»، معرضة للنسيان أو التهميش فى جيل كهذا ليس له علاقة بالماضى ولا بالتاريخ، والنقاش مفتوح على مصراعيه.