عودة إلى القلم والدفتر - صحافة عربية - بوابة الشروق
الخميس 14 أغسطس 2025 11:17 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

عودة إلى القلم والدفتر

نشر فى : الأربعاء 13 أغسطس 2025 - 7:10 م | آخر تحديث : الأربعاء 13 أغسطس 2025 - 7:10 م

فى هذا العصر، المتوهّج بالتقنيات الحديثة، وزخمها المتواصل والتطوير المستمر فيها، باتت الأجهزة والهواتف الذكية جزءًا حيويًا ومهمًا جدًا فى حياتنا، مع تأثر كثير من عاداتنا وطرقنا السابقة، مثل الكتابة بمختلف أنواعها، وأقصد الكتابة اليدوية، التى باتت تظهر وكأنها مهارة قديمة من الماضى.

 

المفارقة أن الأبحاث العلمية تكشف عن أن لهذه الممارسة التقليدية قيمة وفائدة، لا تعوضها لوحة المفاتيح، فالكتابة بالقلم والورقة لا تقتصر على نقل الكلمات، بل إنها تنشط مناطق متعددة فى الدماغ، ما يعزز الفهم والذاكرة طويلة المدى، وهذا الشىء أثبتته الدراسات العلمية.

فى دراسة أجرتها الدكتورة آن مانجن، من جامعة ستافنجر فى النرويج، ونشرت عام 2020 فى مجلة «آفاق فى علم النفس»، تمت موازنة نشاط الدماغ لدى طلاب يكتبون ملاحظاتهم يدويًا مع آخرين يكتبونها على لوحة مفاتيح. أظهرت النتائج أن الكتابة اليدوية حفزت نشاطًا عصبيًا أكبر فى مناطق مرتبطة بالذاكرة الحسية والحركية، كما ساعدت على فهم أعمق للمعلومات المكتوبة. الباحثة أوضحت أن الحركات الدقيقة لليد أثناء الكتابة تنشئ روابط قوية بين الإدراك الحسى والذاكرة، وهى روابط لا تتشكل بالطريقة نفسها عند الكتابة الرقمية.

وتبقى العودة إلى الكتابة اليدوية، ولو جزئيًا وعلى فترات زمنية، حاجة، لأنها قد تكون أداة فعالة لتعزيز التعلم وحفظ المعلومات، خاصة عند الدراسة والتعلم، أو فى سياق تدوين الأفكار المهمة وحفظها.

هذا التوجه لا يعنى التخلى عن التكنولوجيا، أو التوقف عن استخدام التقنيات الحديثة، خاصة فى مجال الكتابة، بل أقصد دمج الطريقتين معًا بذكاء، بحيث نستفيد من سرعة الكتابة الرقمية، وفى اللحظة نفسها دقة تأثير الكتابة اليدوية على الذاكرة. ربما وفق هذه الحاجة، قد آن الأوان لإعادة المكانة للقلم والدفتر إلى حياتنا اليومية. وفى المجمل، هناك عدة مجالات أخرى تحتاج فيها عقولنا إلى ممارسة الاعتيادية القديمة، مثل القراءة، مع تعدد التقنيات، حيث يمكننا الاستماع بدلًا عن القراءة، لكن تبقى قراءة الكتب الورقية لها طابعها المميز، ولها عمقها البالغ علينا، وأثرها الواضح فى العقول والمعارف، وقوة الحضور الذهنى، وكأنها تقوى التفكير، وتسهم فى تخزين المعلومات. وأيضًا هذا لا يعنى التخلى أو الابتعاد عن الطرق الحديثة، ولا عن الاستفادة من المبتكرات الجديدة.

 

شيماء المرزوقى
جريدة الخليج الإماراتية

التعليقات