نشرت صحيفة الوطن العمانية مقالا تندد فيه بالعدوان الأخير على غزة يرد فيه أنه منذ أن نشأ كيان الاحتلال الإسرائيلى الغاصب فى منطقتنا المنكوبة، وهو يغطى جرائمه التى لطخت ثوب الإنسانية، بجرائم جديدة يندى لها الجبين، فى ظل صمت دولى متواطئ، وخنوع عربى يكتفى ببيانات الشجب والاستنكار إن وجدت، فيما يصل الأمر ببعض بنى جلدتنا بالجلوس معه على أشلاء آلاف الضحايا الذين سقطوا فى كل يوم من أيام هذا الاحتلال الغاشم البغيض، وما بين التواطؤ الدولى والصمت العربى المريب، يرزح أبناء فلسطين الأبية بيد جبارين يسومونهم سوء العذاب، ولكنهم يحملون قضيتهم بين ضلوعهم ويورثون نضالهم جيلا بعد جيل، بعيدا عن وطن عربى شعبى مشغول بقضاياه والمؤامرات التى تخطط له، ويشارك فيها للأسف بعض من المحسوبين على العروبة والإسلام، تحت شعارات طائفية وشعبوية تناست الحلم العربى بالوحدة وتحرير المسجد الأقصى وكامل التراب الفلسطينى من نير هذا الاحتلال الغاشم.
إن تصعيد الكيان الإرهابى الغاصب الأخير على قطاع غزة، يأتى فى إطار التغطية على جرائم الاحتلال التى ترتكب بحق أبناء شعب فلسطين فى الضفة الغربية وأراضيه المحتلة عام 1948 وقطاع غزة، فهو عدوان يأتى استمرارا للعدوان المستمر والمتواصل على الشعب الفلسطينى لثنيه عن المطالبة بحقوقه العادلة التى كفلتها كل القوانين والمعاهدات الدولية، وهو تأكيد جديد على سياسة الاحتلال العدوانية الثابتة ضد الشعب الفلسطينى، وخطوة جديدة لفرض معادلة «هدوء مقابل هدوء»، واعتماد الردع الأقصى على أى محاولة لمقاومة الاحتلال، مما يغلق الحل على ما يفرضه الاحتلال من حلول، ويفرضها فرضا، كتكريس لمعادلة الهدنة مقابل هدنة، كمحدّد للعلاقة بين شعب يرزح تحت الاحتلال وجلاده.
***
يضيف المقال أن الصمت الدولى الحالى على هذا العدوان الجديد يأتى ليطلق يد الاحتلال فى استكمال مشروعه من خلال استيلائه على الأراضى الفلسطينية وإقامة المستوطنات عليها، وتهويد القدس، وتكريس الفصل بين الضفة المحتلة وقطاع غزة، وغيرها من الإجراءات؛ لذا فعلى المجتمع الدولى التحرك العاجل لوقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة الذى يستهدف المدنيين العزل والأطفال والنساء، وعلى العرب أن يكفوا عن الإدانات، والبدء بتحمل مسئولياتهم عبر حلول واقعية تجاه الشعب الفلسطينى وقضيته العادلة، والقيام بواجباتهم من أجل دعم وإسناد نضاله ومقاومته المشروعة، والتحرك فى جميع المحافل الدولية لتوفير الحماية الدولية لشعب عانى كثيرا من الاحتلال، ورفع الحصار الظالم عن سكان قطاع غزة، ووقف التصعيد العسكرى الإسرائيلى المتواصل فى الضفة وغزة وجميع الأراضى الفلسطينية.
إن تصعيد الاحتلال ضد غزة يهدف لحرف الأنظار عما يحدث مع سفينة زيتونة، التى أبحرت من ميناء «مسينة» بجزيرة صقلية الإيطالية باتجاه شواطئ غزة، وهى تحمل على متنها ثلاثين ناشطة من جنسيات مختلفة، بهدف محاولة كسر الحصار المفروض على غزة يحملون غايات إنسانية نبيلة تعبِّر عن الضمير الإنسانى الحر وقيم العدالة والحرية، وعن إرادة المجتمع الدولى التى تتخاذل حكوماته، فى موقف يعصف بكل القيم الإنسانية ويختزلها فى هؤلاء الأشخاص الذين يؤمنون بحقوق الغير، ويدافعون عن قضية إنسانية، لإعادة مضامين الحقوق الإنسانية لنصابها.
***
يختتم المقال بأنه على الفلسطينيين بجميع ألوان طيفهم وفصائلهم، المسارعة بالحوار الوطنى الفلسطينى لإنهاء الانقسام ولبناء استراتيجية وطنية موحدة تعيد للصراع طابعه، وتعمل على تجميع عوامل القوة، وتفتح الخيارات جميع لمقاومة الاحتلال، وأن تتحمل فصائل العمل الوطنى مسئولياتها فى مواجهة العدوان الإسرائيلى المتواصل على الشعب الفلسطينى، واستكمال المشروع الوطنى الفلسطينى وتجسيد آمال الشعب الفلسطينى وتطلعاته فى العودة وتقرير مصيره، تمهيدا لفرصة مواتية يستفيق فيها الوطن العربى من سباته وصراعاته، ونجد آذانا دولية مصغية بعيدا عن التآمر والتواطؤ مع كيان الاحتلال الغاصب.