ماذا لو أن الفلسطينيين هم الذين ارتكبوا كل هذه الجرائم ضد الإسرائيليين طوال العقود الثمانية الماضية؟
لو حدث ذلك هل كنا سنشهد هذا التخاذل العربى والصمت الدولى والتواطؤ الأمريكى؟
هذا السؤال المهم طرحته الكاتبة الفلسطينية سوزان أبو الهوى على العالم، وشاهدته على منصات التواصل الاجتماعى نقلا عن قناة «الجزيرة الوثائقية» يوم الجمعة الماضى.
الفكرة ذكية وكنت أتمنى، لو أنها وصلت إلى كل شخص فى الغرب خصوصا الولايات المتحدة.
الحكومات هناك تعلم الحقائق إلى حد كبير، لكن لديها حسابات وتوازنات عديدة ومعقدة، منها مثلا تأثيرات ونفوذ اللوبى اليهودى والانحياز الأمريكى السافر لإسرائيل.
تقول سوزان أبوالهوى: «لو أن الفلسطينيين أمضوا العقود الثمانية الماضية فى سرقة منازل اليهود يطردونهم ويظلمونهم ويسجنونهم، ويسممونهم ويعذبونهم ويقتلونهم ويغتصبونهم، ماذا لو قتل الفلسطينيون ما يقدر بـ٣٠٠ ألف يهودى فى عام واحد، واستهدفوا صحفييهم ومفكريهم، واستهدفوا العاملين فى الرعاية الصحية ورياضييهم وفنانيهم، وقصفوا كل مستشفى إسرائيلى ومكتبة جامعية وكل متحف ومركز ثقافى وكنيس يهودى؟!!. ماذا لو أنشأوا منصة مراقبة للقتل يجتمعون فيها لمشاهدة مذابحهم، وكأنها منطقة جذب سياحى؟
ماذا لو جمعوا اليهود بمئات الآلاف تحت خيام متداعية وقصفوهم فى مناطق أسموها بـ«الآمنة»، وأحرقوهم أحياء وقطعوا عنهم الطعام والماء والدواء؟!
ماذا لو جعل الفلسطينيون أطفال اليهود حفاة الأقدام يحملون أوانى فارغة بحثا عن الطعام؟ وأجبروهم عل جمع أشلاء آبائهم فى أكياس، ودفن إخوتهم وأخواتهم وأبناء عمومتهم وأصدقائهم، ودفعوهم للتسلل من خيامهم للنوم على قبور آبائهم، وجعلوهم يتمنون الموت، فقط لكى ينضموا لعائلاتهم حتى لا يكونوا وحيدين فى هذا العالم المرعب؟!!.
ماذا لو أرهب الفلسطينيون أطفال اليهود حتى يفقدوا شعرهم وذاكرتهم وعقولهم، وجعلوا أطفالا بعمر أربعة وخمسة أعوام يموتون بنوبات قلبية؟!
ماذا لو استخدم الفلسطينيون دقيق القمح فى الشاحنات لإغراء اليهود الجائعين، ثم أطلقوا النار عليهم، بينما كانوا يحاولون جمع خبز يومهم؟!
ماذا لو سمح الفلسطينيون بتوصيل الطعام أخيرا لملجأ لليهود الجياع، ثم أشعلوا النار فى الملجأ بأكمله وأحرقوا شاحنة الطعام والجياع، قبل أن يتذوق أحد لقمة واحدة من الطعام؟!
ماذا لو أجبرت النساء اليهوديات على الولادة وسط القذارة، وإجراء عمليات قيصيرية بدون التخدير؟!
ماذا لو أن العالم يشاهد إبادة منهجية لليهود بالبث الحى. لما كان هناك نقاش لمعرفة ما إذا كان هذا إرهابا وإبادة جماعية؟!
هذا ما قالته الكاتبة الفلسطينية سوزان أبو الهوى، وأضيف من عندى بضعة أسئلة أخرى بنفس المنهج من عينة: ماذا لو قام الفلسطينيون بتدمير تل أبيب وكل الأحياء اليهودية بنفس الطريقة التى فعلها اليهود فى قطاع غزة طوال العامين الماضيين وفى معظم فلسطين منذ عام ١٩٤٨؟!
ماذا لو قام «شباب التلال» الفلسطينيين بمطاردة كل إسرائيلى فى أرض ١٩٤٨ وأجبروهم على هجر بيوتهم ومزارعم ثم هدمها؟!
ماذا لو صمم الفلسطينيون على تهجير الإسرائيليين إلى خارج فلسطين، علما بأن عددا كبيرا من هؤلاء الإسرائيليين جاءوا هم وأباؤهم وأجدادهم من مناطق مختلفة من العالم خصوصا أوروبا الشرقية؟!.
هذه أسئلة منطقية بسيطة خصوصا أن الاسرائيليين وأعوانهم ما يزالون يصرون على إحياء كل ما فعله النازيون بحق بعض اليهود قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية؟!
ألا يشعر العالم أجمع بأن الذين كانوا ضحايا النازى صار أحفادهم يمارسون نفس الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين منذ عام ١٩٤٨ وحتى الآن؟!
الحقائق واضحة وجلية، لكننا نعيش فى غابة كبيرة، وحتى فى الغابة فإن هناك رحمة أحيانا بين بعض الحيوانات!!