قلبي دليلي - محمود قاسم - بوابة الشروق
السبت 14 ديسمبر 2024 8:50 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قلبي دليلي

نشر فى : الجمعة 12 يناير 2024 - 7:45 م | آخر تحديث : الجمعة 12 يناير 2024 - 7:45 م
قليلا ما كتبنا فى هذا الركن عن أنور وجدى، وذلك لأنه يشع من حولنا بعطاءٍ مستمر متجدد، علما بأننا نحرص على الكتابة عن أفلام غير مألوفة أو عن زوايا جديدة لأفلام قديمة معروفة، لا يعرف أحد منا عدد المرات التى شاهدناها لفيلم «قلبى دليلى» إخراج أنور وجدى عام 1947 من تأليف محمد حسن المحامى وكتب له الأغانى وشارك فيه أبو السعود الإبيارى، ورغم أننا أمام فيلم استعراضى، فإنه أيضا عمل بوليسى كوميدى ملىء بالأغنيات، ربما أكثر من أى فيلم آخر نعرفه، وهذا الفيلم وحده يكشف إلى أى حد تمتع أنور وجدى بالألق، فهو هنا الضابط وحيد الذى يسعى للقبض على عصابة ويقع فى مجموعة من المتاعب وأيضا فى غرام ليلى الفتاة الخطأ التى يطاردها، من المهم أن نتوقف عند الأغراض التى أحبها الممثل وهو دور ضابط الشرطة، بما يتناسب مع وسامته ونبرة صوته وحضوره، فقد أدى هذا الدور فى أفلام كثيرة منها «النمر»، «الوحش»، «ريا وسكينة»، وغيرها، كما كان يطلق على اسم البطل الذى يجسده وحيد منها فيلم «ذهب» الذى جسد فيه دور صعلوق يتبنى فتاة وجدها على باب ملجأ، هذه هى عبقرية الممثل الذى كان يبالغ أحيانا فى أداء أدواره لكننا نحبه فى كل الأقنعة التى يضعها على وجهه، ويبدو هذا واضحا فى فيلم «أمير الانتقام»، فالأقنعة التى ارتداها كانت متعددة، متجددة، متناقضة، مقبولة دوما، وقد كان أنور وجدى يميل كثيرا إلى تجسيد مثل هذه الشخصيات فى أفلامه، وأذكر أنه نجح فى عمل مزيج الفيلم المتكامل فى «غل البنات»، «ياسمين»، «ذهب»، وغيرها، للأسف فإن السينما والدراما التلفزيونية التى حاولت سرد قصة حياته قامت بتشويه صورة هذا الفنان الكبير وتصويره على أنه انتهازى، وأذكر أن كمال الشناوى قد تحدث معى فى هذا الشأن بما يؤكد وجهة النظر الدراما، لكن على المستوى الشخصى فأنا أحب وحيد ضابط الشرطة، الذى كان مخلصا لمهنته وقلبه فسعى إلى مطاردة العصابة واقتحام مقرها، كما أن وحيد الفونسو فى فيلم «ذهب» قد تبنى الطفلة الصغيرة فيروز فنيا وفى أحداث الفيلم لتكون فنانة متميزة وليثبت أن الأب الحقيقى ليس من ضاجع زوجته، ولكنه من تولى الطفل بالرعاية فى كل مراحلها، ومن المؤكد أن فيروز قد فقدت الكثير من تألقها وهى تعمل بعيدا عن مكتشفها، أذكر بالخير الناقد الراحل محمد عبدالفتاح لأنه نشر كتابا مهمًا عن أنور وجدى، حاول فيه لمس العطاء الفنى له وكم تمنيت لو منحنى الله القدرة للكتابة عن صاحب هذه الأفلام حيث كان فيها منتجا وممثلا وكاتب سيناريو ومخرجا لم يسد أحد مكانه منذ سبعين عاما، يا لها من رحلة، فقد بدأ أنور وجدى مسيرته فى أدوار صغيرة وعمل مساعدا ليوسف وهبى وسنيدا لحسين صدقى، لكن الإشاعة التى أطلقتها عليه ليلى مراد أخرج منه زمردات الفن، ورغم انفصاله عنها بعد سنوات فإنه كان يجيد اختيار أدواره، وأذكر منها فيلما ضائعا مع الزمن يحمل اسم «الأستاذ شرف» إخراج كامل الترمسانى عن مسرحية «طوباز» تأليف مارسيل بانيول حيث قام بدور المدرس الفقير الذى يقع فى حب ابنة الناظر، ويقبل وظيفة مدير إدارى فاسد للخروج من دائرة الفقر، لكنه لا يلبث أن يعود إلى الطريق المستقيم.
التعليقات