مابعد انتخاب الرئيس - عماد الغزالي - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 3:00 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مابعد انتخاب الرئيس

نشر فى : الإثنين 16 أبريل 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 16 أبريل 2012 - 8:00 ص

أحاول أن أكون متفائلا، لكن ما باليد حيلة، ادعاء التفاؤل فى حالتنا تلك يساوى الكذب الصريح، أو نفاق القارئ على حساب الحقيقة، وقد علمنى أستاذى مصطفى شردى أن أحب الحقيقة أكثر من أى شىء آخر.

 

غياب التفاؤل ليس سببه حالة الفوضى والارتباك التى نحياها ونحن على بعد خطوة واحدة من انتخاب رئيس، إنما ما بعد انتخابه، فأى اختيار لن يكون مرضيا، ولن يقود إلى ما نطمح إليه من استقرار وتنمية، مادمنا على هذه الحال من الشك والتخوين وخبث الطوية.

 

فكّر مثلا ماذا سيكون عليه الحال لو فاز مرشح الإخوان المسلمين، خيرت الشاطر أو محمد مرسى إذا قررت لجنة الانتخابات الرئاسية استبعاد الأول نهائيا، كيف ستتعاون معه القوى السياسية الأخرى التى اعتبرت ترشيح الإخوان لأحد رموزها نكوصا عن عهود أخذتها على نفسها بعدم تقديم مرشح للرئاسة، وسعيا منها للتكويش على كل شىء: البرلمان والرئاسة والحكومة، أيّا ما كانت أسباب الجماعة ومبرراتها.

 

كيف ستتعاون الجماعة مع عبدالمنعم أبوالفتوح فى حالة فوزه، وهو الذى شق عصا الطاعة وخرج عن قرار الجماعة المسبق بعدم تقديم مرشح للرئاسة، وشق صفوف الجماعة ذاتها باستمالته قطاعات شبابية من أبنائها إلى صفوف مناصريه، كيف سيتعامل مع برلمان أغلبيته إخوانية، وحكومة من المتوقع أن يشكلها الإخوان أو يمثلوا أغلبيتها.

 

كيف ستتقبل القوى المدنية والأقباط فوز محمد سليم العوا، والأوّلون يتهمونه بأنه «بوق» المجلس العسكرى وعميله، والأخيرون يعتبرونه عدوهم اللدود، وبرغم ثقتى الكاملة فى كذب هذه الادعاءات، فإن رأيى هنا لا يهم، أنا أحدثك عن الآخرين.

 

ثم ماذا لو صار المرشح السلفى حازم أبوإسماعيل رئيسا للجمهورية، فى حالة قبول تظلمه واستمراره فى السباق، وهو المرفوض من كل القوى الليبرالية تقريبا، ومن الأقباط بطبيعة الحال، ومن الإخوان على استحياء، كيف يمكنه التعامل مع كل هذه الأطياف التى ترفضه وترى مصر فى عهده ترتد قرونا إلى الوراء.

 

مرة أخرى هذا ليس رأيى، أنا أحدثك عن الآخرين.

 

كثيرون وضعوا آمالهم فى عمرو موسى، لكن هاهم يضعونه فى السلة ذاتها إلى جوار أحمد شفيق وعمر سليمان، بل ويطلق عليه الموقع الرسمى للإخوان المسلمين «أمير الفلول»، تمهيدا لإقصائه والمطالبة بعزله.

 

كنّا نطمح إلى محمد على جديد يبعث الأمة من رقدتها، يعيدنا إلى الحضارة، ويمنحنا أملا فى المستقبل، فإذا بنا أمام هذا المشهد العبثى، أمة تلقى بنفسها إلى الهاوية.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات