النتائج الاقتصادية لمؤتمر شرم الشيخ مبشرة جدا.. العوائد السياسية أهم بكثير وستظهر قريبا إن شاء الله.
دعك من عواجيز الفرح، دعك ممن يكرهون أنفسهم والبلد ومن فيها، دعك من «اللى مش إخوان بس متعاطفين معاهم»، لأن هؤلاء أخطر وأسوأ وأكثر حقدا ومرارة من الإخوان وتوابعهم.
دعك من أى أحد يحاول أن يصدر لك طاقة سلبية، فالمؤتمر بما ظهر عليه وبهذا الحضور الرسمى وغير الرسمى، دلالته أكبر بكثير من مجرد منح ومشروعات واستثمارات.
كتبت هذا البوست على صفحتى على الفيس بوك أمس، وأنهيته بما أعتقده تماما: «مصر عظيمة وقوية وقادرة إن صح العزم والهمّة».
والآن نفصّل ما أجملناه..
لماذا أعتبر أن العوائد السياسية للمؤتمر أهم من نتائجه الاقتصادية، على الرغم من أن المؤتمر حمل فى الأساس عنوان «دعم الاقتصاد المصرى«، وبرغم مليارات الدولارات التى أعلن عنها، سواء فى صورة منح أو ودائع فى البنك المركزى أو استثمارات مباشرة وغير مباشرة، والتى فاقت كل توقع وفاجأت حتى المسئولين فى الحكومة أنفسهم؟
الإجابة فى تلافيف السؤال الذى طرحه البعض على سبيل الاستنكار والسخرية: لماذا وجهت الدعوة إلى الصومال والسودان وإثيوبيا ودول إفريقية أخرى، ما الذى يمكن أن يقدمه هؤلاء «الفقراء» لمصر؟
هنا بالضبط مربط الفرس، ليس هذا مؤتمرا للمانحين فحسب، ليس دعوة للاستثمار وضخ رءوس أموال أجنبية لإنعاش الاقتصاد المصرى وكفى، إنه إعلان عن توجهات مصر الجديدة، فرصة لتصحيح أوضاع خاطئة غابت فيها عن محيطها الإفريقى، ما أعطى فرصة لآخرين لملء هذه المساحة الشاغرة والتأثيرعليها والعبث بشريان حياتها.
أوروبا ايضا حضرت بقوة، وكانت كلمات رؤساء وفودها دالّة للغاية، ومتجاوزة العنوان المباشر للمؤتمر فى بعده الاقتصادى، قالوا بوضوح: نحن معكم ضد الإرهاب والجهل والتخلف، نحن ندعم توجهاتكم الجديدة ونقف معكم، فمصلحتنا فى استقراركم.
الصين وروسيا من جهتهما، أكدتا ماسبق أن أعلناه من قبل، عملا وقولا.
مصر الجديدة لن تكون رهينة لقوة عظمى، وستسعى من الآن فصاعدا، للعب دورها المستحق إقليميا ودوليا، وهو أمر سيعززه تعافيها الاقتصادى واستكمال بناء مؤسساتها.
هذا «كلام مضمر»، لن تجده قطعا على طاولة مباحثات المؤتمر وورش عمله، ولن يظهر جليا فى اتفاقات المستثمرين، لكنه حصاد مؤجل ستتبدى نتائجه الإيجابية تباعا، وستبرهن عليه سياسات مصر الخارجية خلال الفترة المقبلة.
لماذا دعوتك أيضا إلى عدم الالتفات للطاقات السلبية التى يشيعها الإخوان وتابعوهم، و«اللى مش إخوان بس متعاطفين معاهم»، لأننى أعرف أنهم سيفعلون ذلك، وستصدح أبواقهم بأكاذيب وإشاعات كالعادة، أما المتذاكون منهم، فإنهم سيتخفون خلف كلمات حق يراد بها باطل، عن الفقراء والمساكين والاحتياجات العاجلة للمواطنين، وفى السكة، سيحدثونك عن «المصالحة»، ويتوعدونك بأنه لا جدوى من كل هذا ما لم يخرج الشاطر وبديع ومرسى وأبوإسماعيل من السجون.
والحقيقة أن هذه هى معجزة مصر الحقيقية، أن تسعى للتنمية والتقدم ورفع مستوى معيشة الناس، وأن تواصل فى الوقت ذاته دحر الإرهاب وتجفيف منابعه.
ثقوا تماما.. مصر قوية وعظيمة وقادرة إن صح العزم والهمة.