قصة «نساء الراحة» فى كوريا واليابان - العالم يفكر - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 7:03 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قصة «نساء الراحة» فى كوريا واليابان

نشر فى : الثلاثاء 16 مارس 2021 - 8:10 م | آخر تحديث : الثلاثاء 16 مارس 2021 - 8:10 م

نشرت مجلة نيويوركير مقالا للكاتبة جيانى سوك جيرسين عرضت فيه انتقادها لمقال نشره الكاتب جون رامسيير يقول فيه أن قضية «نساء الراحة» واستخدام النساء الكوريات للترفيه عن الجنود اليابانيين خلال الحرب، وهى قضية مستمرة حتى الآن وتعد عقبة فى العلاقات بين اليابان وكوريا، تغفل حقيقة أن تلك النساء ارتضت بالقيام بهذه الأفعال مقابل أجر، وهو ما تراه الكاتبة تلاعبا بالحقائق والتاريخ... نعرض منه ما يلى:
تقول الكاتبة إنه قبل أسبوعين، نشرت مجلة نيويوركر مقالها بعنوان «البحث عن القصة الحقيقية وراء نساء الراحة». تناولت الكاتبة فيها الادعاءات الأخيرة من قبل جون رامسيير، الأستاذ بكلية الحقوق بجامعة هارفارد والباحث فى الدراسات القانونية اليابانية، الذى قال إن قصة «نساء الراحة» الكوريات اللاتى أجبرن على الاستعباد الجنسى للجيش اليابانى أثناء الحرب العالمية الثانية كانت «محض خيال». وفى مقال له نشرته المجلة الدولية للقانون والاقتصاد على الإنترنت، أكد رامسيير أن هؤلاء النساء كانوا يعملن فى الدعارة وأبرمن عقودا مقابل أجر. ولكن، من خلال متابعة التحقيقات التى أجراها مؤرخون يابانيون وكوريون والتحدث إلى رامسيير نفسه، وجدت الكاتبة أنه ارتكب العديد من الأخطاء الجوهرية وأنه لا يمتلك دليلا على وجود مثل تلك العقود كما قال فى حديثه مع الكاتبة... هو لم يتمكن من الحصول على تلك العقود، ولن يستطيع.


لقد شكلت قضية «نساء الراحة» عقبة استمرت لعقود فى العلاقات بين كوريا واليابان، اعترفت فيها اليابان بالمسئولية مرة وأنكرتها مرة أخرى، وكوريا تطالب بالاعتذار وترفض التسويات التى عرضت باعتبارها غير كافية. وأحدث ما تم من تطورات هو ما أمرت به محكمة فى كوريا الجنوبية فى يناير الماضى اليابان بدفع تعويض لمجموعة من نساء الراحة، وأعلنت اليابان أن هذا الحكم يفتقد إلى الشرعية. ما قام به رامسيير من إنكار تاريخ «نساء الراحة» جذب اهتماما كبيرا فى اليابان وكوريا وخارجهما. سبق للكاتبة أن كتبت عن قضايا قانونية تتعلق بنساء الراحة بصفتها زميلة لرامسيير فى هيئة التدريس فى كلية الحقوق بجامعة هارفارد وبسبب موقعها كأول أستاذة من أصل آسيوى أمريكى والمرأة الوحيدة ذات عرقية كورية تحظى بمنصب فى كلية الحقوق ما خلق حولها توقعات بأنها ستتحدث فى هذا الشأن.


نوقش تقرير الكاتبة على نطاق واسع فى كوريا الجنوبية، وقوبل بصمت نسبى فى اليابان. أما مقال رامسيير، فانتقده مسئولون فى الصين وكوريا الجنوبية وكوريا الشمالية مقال، وأعرب بعض المسئولين فى اليابان عن دعمهم له. وُجهت الأسئلة للسكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، جين بساكى، فى سياق العلاقات الدبلوماسية الأمريكية فى آسيا، عن مزاعم رامسيير حول نساء الراحة، ووعدت بـ «إلقاء نظرة فاحصة» ومناقشتها مع فريق الأمن القومى... أصدرت ثلاث منظمات للمؤرخين اليابانيين، تضم الآلاف من الأكاديميين اليابانيين، بيانا تفصيليا ينكرون فيه أبحاث رامسيير قائلين أن المقال لم تتم مراجعته أو نشره فى مجلة أكاديمية، وأعربوا فى بيان عن قلقهم من أن الجدل الذى أحدثه المقال قد يشجع المشاعر المعادية لكوريا فى اليابان. أما المجلة التى نشرت المقال تفكر فى سحبه.
تقول الكاتبة أن النقاش الذى دار فى مقالها يوضح الطريقة التى يتم فيها تذكر الحرب العالمية الثانية فى كل بلد، وعواقب ذلك على العلاقات بينهما. تأمل الكاتبة أن يتغير الخطاب العام حول هذا الفصل من التاريخ والتأكيد على المسئولية الأكاديمية والنزاهة والتى تعد جوهر ممارسة الحرية الأكاديمية، لا سيما عند تقديم ادعاءات حول الوقائع والماضى.

إعداد: ابتهال أحمد عبدالغنى
النص الأصلى
http://bit.ly/3bKHCYa

التعليقات