رسائل النار بين إسرائيل وإيران - طلعت إسماعيل - بوابة الشروق
الثلاثاء 17 يونيو 2025 1:33 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

ما توقعاتك لمعارك إسرائيل مع إيران؟

رسائل النار بين إسرائيل وإيران

نشر فى : الإثنين 16 يونيو 2025 - 8:00 م | آخر تحديث : الإثنين 16 يونيو 2025 - 8:00 م

تتضارب التصريحات وتتباين المواقف، مع كل طلعة جوية وكل صاروخ يعبر الأجواء بين إيران وإسرائيل، وتطلب تل أبيب من واشنطن الانخراط المباشر فى الحرب، فيبدى الرئيس الأمريكى تفاؤلا بـ «سلام قريب»، ويؤكد مسئول كبير فى مجلس الوزراء الإسرائيلى، للإعلام العبرى، عن بدء «جهود وساطة خلف الكواليس» ووقف الحرب.. يتحدث قادة أوروبيون عن السعى للوساطة، لكن يصر آخرون بينهم على حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها (!!).

ميدان الحرب يشتعل بنيران تتهاوى تحتها مبانٍ ومقرات عسكرية وسكنية، ويسقط القتلى والجرحى من الجانبين. تصل الصواريخ الإيرانية إلى العديد من المدن الإسرائيلية، ويهرع ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ، ويشتكى بعضهم من رفض الجيران استضافتهم فى الغرف المحصنة، فى ظل نقص المخابئ الأرضية. فى المقابل، تتحدث تل أبيب عن استهداف مدينة مشهد، فى أقصى الشرق الإيراني، وتدمير مزيد من الأهداف النووية الإيرانية.

تمضى الحرب وتتسع رقعة المواجهة، ويختفى اليقين عن احتواء سريع لصراع يرى فيه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فرصة تاريخية لتأكيد الهيمنة الإسرائيلية على المنطقة، وفرض كلمته على الجميع، تحقيقا لمصالح ليس إسرائيل وحدها بل الغرب كله وفى مقدمته الولايات المتحدة.

تسارع روسيا بعرض الوساطة ويناقش الرئيس الروسى فلاديمير بوتين مع نظيره الأمريكى دونالد ترامب إمكانية ما يمكن أن تقدمه موسكو لمنع اندلاع حرب إقليمية تتخطى حدود رقعة الشطرنج التى تقف عليها إسرائيل وإيران،رعلى الرغم من أن موسكو قد تربح من انشغال الغرب بجبهة إسرائيل، وها هى الحرب الإيرانية الإسرائيلية تتصدر اجتماعات قادة مجموعة السبع الصناعية الكبرى (الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان) المنعقدة فى كندا.

 وفى طريقه إلى جبال روكى الكندية وجه المستشار الألمانى ميرتس دعوة لنظرائه بتوحيد الصف حيال التصعيد فى الشرق الأوسط، وقال إنه يأمل فى التوصل إلى اتفاق بشأن إسرائيل وإيران من خلال خطة من 4 نقاط، هى: عدم السماح لإيران بتطوير أو امتلاك أسلحة نووية، وحق إسرائيل فى الددفاع عن نفسها ضد التهديدات التى تستهدف وجودها، مثل البرنامج النووى الإيرانى، والحيلولة دون تصاعد الصراع، وأخيرا ضرورة تهيئة المجال للسبل الدبلوماسية. 

الهيمنة المتوقعة للحرب الإيرانية – الإسرائيلية على قمة السبع فجّرت مخاوف الرئيس الأوكرانى، فولوديمير زيلينسكى، من تراجع الدعم الغربى لبلاده؛ حيث أبدى أسفه لتباطؤ المساعدات الأوروبية فى ظل النهج التصالحى بين واشنطن وموسكو، وفى ذهنه الاتصال الذى استغرق خمسين دقيقة بين بوتين وترامب بشأن الحرب بين تل أبيب وطهران.

فى ظل هذا المشهد الكئيب، يبدو العرب بلا حول ولا قوة، ورغم أن بعضهم أعرب عن قلقه ومخاوفه، فإن الواقع المفروض أكبر من سلاح «الإدانة» المعتاد لإسرائيل وعربدتها. وكل الخوف أن يكون القضاء على إيران مقدمةً لمقولة: «أُكلتُ يوم أُكِل الثور الأبيض»، فلا مجال للشماتة أو الفرح بما يصيب إيران، بدافع حماقات سياسية أو رؤى مذهبية ضيقة وعديمة البصيرة.

لا يمكن تجاهل الجهود الدبلوماسية العربية، والاتصالات مع أطراف الصراع والمعنيين به لاحتواء الموقف سلميًا، غير أن هذه المساعى تتحطم على صخرة التوحش الإسرائيلى، ورغبة نتنياهو فى تحقيق أكبر قدر من المكاسب عبر الجلوس فوق أنقاض الشرق الأوسط، وتركيع شعوبه للإرادة الصهيونية. وهنا، كان من الطبيعى أن تبلغ إيران الوسطاء فى قطر وسلطنة عمان بأنها «لن تتفاوض فى ظل الهجوم الإسرائيلى».

تتقاذف إيران وإسرائيل الرسائل الملتهبة عبر الحدود، لكن وسط هذا المشهد الدموى، تتكشف صورة أكثر تعقيدًا من مجرد تبادل الصواريخ والطائرات المسيّرة، فثمّة شرق أوسط جديد يُفرض بالحديد والنار... ولا عزاء للضعفاء.

التعليقات