أعلن جند أنصار الله إمارتهم فى رفح، فردت حماس بقتل أميرهم عبداللطيف موسى، الشهير بأبى النور المقدسى ونفر من أنصاره.
ضحية المواجهات بين حماس التى اعتبر المقدسى حكومتها «علمانية تنتسب إلى الإسلام زورا» وجماعة «السلفية الجهادية» التى يتزعمها، بلغت حتى مساء السبت 22 قتيلا، بينهم 6 عناصر من الشرطة و6 مدنيين وقيادى بكتائب عز الدين القسام الجناح العسكرى لحركة حماس، إضافة إلى أكثر من 125 جريحا، بينهم 20 فى حالة خطرة.
طبعا جماعة أنصار الله لم تسكت، وأعلنت أنها ستثأر لزعيمها، بل ونشرت بيانا على موقعها الإلكترونى تعلن فيه «الولاء التام للإمارة الإسلامية فى أكناف بيت المقدس ، بإمارة مولانا أمير المؤمنين الشيخ أبى النور المقدسى حفظه الله ورعاه»، وبصرف النظر عن أن المقدسى لن يكون بمقدوره تولى إمارة المسلمين لأنه قتل فى المواجهات، أو فجّر نفسه هو ومساعده فى رواية أخرى، فإن المشهد بتداعياته يبدو مثيرا للتأمل.
مولانا المقدسى يعلن من مسجد ابن تيمية برفح الفلسطينية فى خطبة الجمعة، إقامة إمارته على أنقاض حكومة حماس «العلمانية»، محاطا بجنود مسلحين وملثمين، بل ويدعو حماس إلى الانصياع له، وتسليم أسلحتها لجماعته التى ستقيم شرع الله فى أنحاء الدولة ـ التى لم تقم أصلا ـ فيهلل له العشرات من أنصاره الذين كانوا يستمعون للخطبة.
حكومة حماس تهاجم المسجد الذى يتحصن به مسلحو جماعة أنصار الله، وتعلن أن المقدسى مصاب بلوثة عقلية، بل إنه ـ حسب المتحدث الرسمى باسم حماس سامى الزهرى ـ كان على علاقة بالأجهزة الأمنية الفلسطينية السابقة، وهو ما يبرر برأى حماس، تعاملها مع الموقف بهذا القدر اللافت من الشراسة، وهو ما سيقود ـ ربما ـ إلى مواجهات جديدة بين عناصر الشرطة فى كل من فتح وحماس، لتصفية «العملاء» على الجانبين.
حماس انتهكت حرمة المسجد، وفعلها قبلها المقدسى وجماعته حين حولوه إلى مقر للقيادة العسكرية التى ستنطلق منها دعوة أمير المؤمنين لإقامة إمارة تحتكم إلى شرع الله، وتخلصها من حكومة حماس العلمانية الكافرة.
وقد حاولت جماعة المقدسى التى ظهرت أواخر العام الماضى أن تجتذب أنصارا بإعلانها الجهاد ضد العدو الصهيونى، فأقدم مجموعة من الشباب المنتمين إليها على مهاجمة موقع عسكرى إسرائيلى وهم يمتطون خيولا، لكنهم سقطوا قتلى برصاص الجنود الإسرائيليين قبل وصولهم للسياج الأمنى المحيط بالموقع.
كان الشيخ الغزالى رحمه الله يقول: «الإسلام قضية ناجحة يترافع فيها محامون فاشلون».