صعود القارئ العصر الذهبى للصحافة - العالم يفكر - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 6:28 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

صعود القارئ العصر الذهبى للصحافة

نشر فى : الثلاثاء 18 مارس 2014 - 8:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 18 مارس 2014 - 8:00 ص

نشر الموقع الإلكترونى TomDispatch تقريرا للكاتب توم إنجلهاردت يقارن فيه ما بين قراءة الأخبار قديما منذ 1949 فى الجرائد المطبوعة، وبين الوضع الآن فى عام 2014 وكيف تطور الأمر، حيث أصبحت الأخبار جميعها متاحة على صفحات الإنترنت والمواقع الإلكترونية كتويتر وغيره.

وفى بداية التقرير يسترجع الكاتب ذكرياته ويروى عن عمل والدته بالصحف فى تلك الحقبة، إنها كانت ترسم الكاريكاتير وترسل اسكتشات مسرحية لعدد من الصحف والمجلات فى نيويورك، منها بروكلين إيجل. وكم كانت شوارع نيويورك مليئة بالجرائد منها ذا ديلى نيوز، ذا ديلى ميرور، وول ستريت جورنل.. بالإضافة إلى وجود المجلات دائما فى المنزل. ولكن مع ظهور شاشة التلفاز والكمبيوتر بدأ عصر الطباعة يتلاشى شيئا فشيئا. بل وزاد الضغط على عمل الصحفيين والمحررين، الذين هم الآن فى خدمة كل من الصحيفة الجديدة الإلكترونية والقديمة.

•••

ويطلق الكاتب على فترة ما بين 1960 و1970 اسم «العصر الذهبى للصحافة»، حين كان يستمتع بالقراءة اليومية لصحيفة نيويوركر والمجلات المختلفة، على عكس ما هو سائد اليوم وخلال القرن الحادى والعشرين، واصفا ما حدث خلال هذه السنوات التى انكمشت خلالها الشاشة، فبدأ الأمر بوضعها على المكتب، ثم فى يدك، المقبل فى جيبك، وفى المستقبل القريب بالنظارات الخاصة بك. هذا التطور جعل من الطريقة التى تربط الجميع على الأرض أسهل ــ سواء الأصدقاء، الأعداء، والغرباء، البائعين والمشترين للشركات، أو حتى وكالة الأمن القومى، وبذلك اصبح التواصل أسرع وأسهل عما كان عليه، فى عصر الطباعة، وأكشاك الجرائد. ولكن خلال تلك السنوات، عانت الصحف الإعلانية من قلة التداول، وبعضها انخفض إلى درجة الإفلاس. كما تأثرت مقاطع الدعم الذاتى أى مراجع الكتب، وكذلك مجلات الأحد والنيويورك تايمز، بالإضافة إلى الانخفاض الذى لحق بالوظائف والموظفين بشكل جذرى، وتحول الاتجاه والطموح نحو وظيفة المراسل، الذى يتنقل من مكان إلى الآخر والعمل بغرفة الأخبار. وبهدف إنقاذ ما يمكن إنقاذه فى مجال الإعلانات، تم الاتجاه إلى الشكل الجديد للإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعى والإنترنت، وبذلك زادت فرص العمل من جديد للصحفيين والمحررين.

•••

ثم أضاف الكاتب إن لكل شىء مساوئه ومحاسنه. فيما يتعلق بالإنترنت، وبدايته التى كانت مأساة على الصحفيين والمحررين التقليدين من حيث مضاعفة عملهم داخله وخارجه، والمعاناة الخاصة من كثرة الإيميلات بمختلف محتوياتها التى قد تصل إلى المئة فى اليوم، بشكل يرهق أى بشر. ولكن ينبغى الاعتراف بأن خطاياه واضحة ووفيرة؛ حيث يوجد برامج هائلة من الرقابة الحكومية، التى تمكن من رقابة الشركات، ونظريات المؤامرة. فيصف الكاتب الإنترنت بأنه من عجائب العصر التى أذهلته، خاصة من حيث الصحافة والتعبير، والصوت، وتقديم التقارير الدقيقة والكتابة الرائعة، ومجموعة من الأخبار والأفكار والآراء ووجهات النظر، والآراء حول الأماكن، والعوالم، والظواهر التى لولاه لما عرفتها. فأصبح الإنترنت بمثابة جهاز المخابرات الخاص بك، يمكن أن تصل إلى أى شخص من خلاله، وتستمتع بقراءة ما تهواه أو ترغب فى الإطلاع عليه، فيصبح الكوكب وكأنه فى متناول يدك، يمكنك أن تقرأ فى جميع أنحاء العالم تقريبا بلا حدود، وتتبع الكتاب المفضل لديك إلى أقاصى الأرض. وبذلك فهو يوفر للقارئ ميزة لم يكن ليجدها فى العصور السابقة.

•••

واختتم إنجلهاردت التقرير بأنه الآن وبفضل هذا التطور، والإنترنت يمكنه قراءة الأخبار والإطلاع على ما يريد سواء فى الصحف المطبوعة أو الإنترنت، العالمية والمحلية، للقارئ حرية الاختيار، وحرية التنسيق بين الأخبار التى تهمه أو التى لا تجذب انتباهه، فيصبح وللمرة الأولى فى التاريخ وكأنه هو المحرر، يضع نفسه فى موقف رئيس تحرير الصحيفة. فلم يعد القراء كما كانوا تحت رحمة شخص آخر فى «تغطية» أو تنظيم هذا الكوكب والعديد من أجزائه المتحركة. لقد برز عصر الديمقراطية والمساواة فيما يخص «الكلمة». فأصبح عالمنا بطريقة جديدة يجب علينا مواكبته باستمرار.

التعليقات