صحتك النفسية والعلاقة الأسرية - صحافة عربية - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 6:53 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

صحتك النفسية والعلاقة الأسرية

نشر فى : الخميس 19 سبتمبر 2024 - 7:00 م | آخر تحديث : الخميس 19 سبتمبر 2024 - 7:00 م


الصحة النفسية مرتبطة بشكل حيوى وقوى مع العلاقات الأسرية، فكلما كان الفرد متمتعا بصحة نفسية وعلاقات أسرية مستقرة، كانت طبيعة الحياة التى يعيشها أكثر سعادة وإنتاجية، والعكس صحيح عندما يحدث خلل فى أى من هذين الجانبين، فتدهور العلاقات الأسرية له مؤثرات كبيرة على الاستقرار العاطفى، وعلى الطمأنينة والسلام والهدوء. والحال نفسه عندما يعانى أحدهم من توترات أو قلق، فالكآبة ستتلبسه، وهو ما يعنى الدخول فى المرض النفسى.
يتضح الرابط بين العارض النفسى وقوة العلاقة الأسرية فى كثير من الدراسات والبحوث العلمية، التى وصلت إلى نتائج مفادها ترابط هذين الجانبين وتأثير كل واحد منهما على الآخر. على سبيل المثال، فى دراسة قادها الدكتور جيمس كوين، من جامعة شيكاغو عام 2015، تم فحص العلاقة بين الصحة النفسية وجودة العلاقات الأسرية. وقد شملت الدراسة أكثر من 1000 عائلة من مختلف الخلفيات الثقافية والاجتماعية، وخلصت إلى أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب أو اضطراب القلق العام كانوا أكثر عرضة للتوترات العائلية والنزاعات الزوجية. وقد نشرت هذه الدراسة فى Journal of Family Psychology وأكدت أن تحسين الصحة النفسية للأفراد يؤدى إلى تقليل النزاعات الأسرية ويعزز الروابط بين أفراد الأسرة. وأشارت الدراسة إلى أن التدخلات العلاجية والنفسية للأفراد الذين يعانون من مشكلات نفسية كان لها تأثير إيجابى على حياتهم الأسرية.
لذا، من الأهمية تقوية التواصل بين أفراد الأسرة الواحدة، لأن هذا يعزز ويقوى تماسك الأسرة، ويقاوم العوارض النفسية المختلفة. وهذا يتطلب أن يدعم أفراد الأسرة بعضهم البعض فى الأوقات الصعبة، أو فى تلك اللحظات العصيبة والمصيرية التى يمر بها البعض خلال مسيرتهم الحياتية. ولا ننسى السعى للحصول على الاستشارة النفسية والاجتماعية من المختصين فى هذا المجال، عند وجود مشكلات تؤثر على مسيرة الحياة وتسبب إما توترا أو قلقا، أو نحوهما من العوارض النفسية، وأيضا تسبب تباعا أسريا أو تنافرا. ولنتذكر أن هناك علاقة قوية وواضحة بين الصحة النفسية والعلاقة الأسرية، وهى علاقة متشابكة ومتداخلة، وأن تعزيز الصحة النفسية والتنبه لسلامتها يؤديان، دون شك، إلى تحسن فى العلاقات الأسرية، وإدراك هذه العلاقة والتنبه لها يعد المفتاح الأول والأهم فى سياق السعى نحو المحافظة على الصحة النفسية والمحافظة على روابط الأسرة وتماسكها فى مواجهة تقلبات الحياة والصعوبات المحتملة.


شيماء المرزوقى
جريدة الخليج الإماراتية

التعليقات