مارشال مصرى.. وعربى - صحافة عربية - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 5:30 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مارشال مصرى.. وعربى

نشر فى : الجمعة 20 مارس 2015 - 10:15 ص | آخر تحديث : الجمعة 20 مارس 2015 - 10:15 ص

دعونا من الحديث عن المليارات «المبهرة» التى حققها مؤتمر «مصر المستقبل»، الذى ضم ١٢٠ دولة ومؤسسة دولية وإقليمية، انخرط بعضها بحماسة ملحوظة فيما يمكن أن يمثّل رافعة دولية لانتشال بلد التسعين مليونا من أزماته الاقتصادية المتفاقمة، والتى تكاد تغرقه فى الفوضى!

تعالوا نتحدث عن بداية جديدة مختلفة، يمكن ان تفضى ولو بعد سنوات إلى ربيع حقيقى غير مدمّر وغير دموى، أقول هذا لأن مؤتمر شرم الشيخ لم يكن فى عمقه مجرد مشروع مارشال عربى دولى لانتشال مصر من وهدتها، بل لأنه على المدى الأبعد يمكن أن يصبح مشروع مارشال من شأنه منع إنهيار المنطقة العربية كلها أمام الأخطار والاستهدافات.

لكى نفهم ذلك يجب أن نتذكر أهمية الدور المصرى على المستويين العربى والإقليمى، وعلى هذا لم يكن مقبولاً ترك مصر تتخبط فى أزماتها الاقتصادية بما يسهل على الأصابع الخارجية دفعها إلى المستنقع الليبى أو إلى الصوملة، ولا كان مقبولاً أن يتهمّش دورها أكثر أو أن ينهار كليا فى وقت تعصف رياح إقليمية تستهدف المنطقة العربية كلها:

رياح إيرانية تهدر من عمق الخليج إلى المتوسط، ورياح تركية تهب من الشمال «العثمانى» إلى المغرب العربى، ورياح العدوان الاسرائيلى الدائم على العرب، وإضافة إلى كل هذا هرولة أميركية إلى اتفاق مع إيران يتجاوز الموضوع النووى إلى إعطائها دورا محوريا فى الإقليم!

وهكذا منذ أن بادرت السعودية والإمارت والكويت إلى تقديم المليارات الـ١٢ الأولى لمواجهة التهديد الأميركى بمعاقبة المصريين، لأنهم ثاروا على «الإخوان المسلمين»، ارتسمت معالم تصميم خليجى حازم على استنهاض مصر لإعادة الفاعلية العربية، التى دمرها ربيع واهم، ويهددها تدخّل إقليمى متصاعد وصل أخيرا إلى حد القول إن إيران تسيطر على أربع عواصم عربية!

الملك عبدالله هو من اقترح عقد المؤتمر الدولى لدعم مصر، والملك سلمان بالتعاون مع الإمارات والكويت عمل على دفع المؤتمر إلى النجاح لهدف قومى وإستراتيجى، ذلك إنه لا يمكن مواجهة التحديات والفوضى المستشرية فى سوريا والعراق إلا عبر التعاون ووحدة الموقف بين مصر المتعافية ودول «مجلس التعاون الخليجى»، وهكذا لم يكن غريبا أن يقف ولى العهد الأمير مقرن مؤكدا رسوخ العلاقة التاريخية مع مصر، ومنددا بالأعمال الأرهابية التى تستهدفها ومعلنا عن المساعدة السعودية السخية، ثم تراكمت المليارات بالعشرات ليكون لمصر عاصمة جديدة أيضا!

لا أتردد فى القول إن المليارات الـ١٣٠ التى أقرها المؤتمر للمشاريع العقود والإنماء تشكل الحرب العميقة والناجحة والقادرة على إلحاق الهزيمة النهائية بـ«داعش» والإرهاب، وهى كما هو معروف جزء من حرب الجبهات المتعددة، التى كسبتها السعودية ضد المتطرفين منذ زمن.

راجح الخورى
النهار ــ لبنان

التعليقات