منذ سنوات يتم قبل رمضان بنحو الشهر وطوال رمضان تخصيص الكثير من الخطب والدروس والبرامج الدينية للتحذير من منكرات القنوات فى رمضان مع حملات عبر وسم «هاشتاج» تويتر تطالب بمقاطعة الفضائيات وإن كان هناك تركيز على بعضها دون غيره لأسباب مجهولة! كما لو أن أكبر منكر بحياة المسلمين هو البرامج غير المناسبة برمضان وإن كنت شخصيا استنكرها وبالذات برامج الإثارة المبتذلة والتهريج المؤذية للذائقة العامة والخاصة، لكن هذا ليس أكبر المنكرات التى يجب تخصيص كل هذا الزخم لأجل ثنى الناس عنه، فالمتطرفون فى العالم الإسلامى باختلاف مذاهبهم لا يتورعون فى رمضان عن تفجير مساجد بعضهم البعض وهى مليئة بالصائمين القائمين المصلين لذات القبلة الذين يقرأون من ذات القرآن ويهدون الصلاة والسلام لذات النبى وتعداد النساء والأطفال فيها ربما يزيد على الرجال، فالجماعات الإرهابية تضاعف من نشاطاتها الإجرامية بحق المسلمين كل سنة فى رمضان حتى صار المسلمون فى كثير من الدول يشعرون بالوجل من حلول رمضان لأنهم يعلمون أن الجماعات الإرهابية ستضاعف من عملياتها الإجرامية بحقهم ولا يوجد عندها مقدس، فهى تتوهم أنها تتقرب إلى الله بقتل أكبر عدد من المسلمين باعتبارها تكفرهم، وأول من سن سنة السوء بتفجير المساجد؛ اتباع القاعدة فى باكستان والعراق فعليهم وزرها ووزر من عمل بها ولا ينقص من أوزار من استن بها من أهل باطل التكفير والإرهاب، أليس هذا أولى بالاستنكار وإقامة الحملات الدينية المطولة والمكثفة ضده من البرامج السخيفة برمضان؟. ويكفى هذا الحديث الصحيح لإبطال كل أوجه التأول الباطلة التى يفتريها التكفيريون والإرهابيون والتى بها يستحلون قتل المسلمين؛ ففى إحدى المعارك رفع مسلم سيفه على شخص كان يقاتل مع المشركين «فقال: لا إله إلا الله، فقتله» فلما أخبروا النبى، سأله النبى: «لم قتلته؟ قال: أوجع فى المسلمين وقتل فلانا وفلانا.. فلما رأى السيف قال: لا إله إلا الله. فقال النبى مستنكرا: أقتلته؟!.. فكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟» وجعل يكرر: «كيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟» رواه مسلم.. فالنبى لم ير أن هناك أى وجه تأول يجعل شهادة التوحيد لا تجزئ صاحبها ويحل قتل قائلها وإن كان يقاتل مع المشركين. (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما). (ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا) فالآية فضحت الدافع الحقيقى للتكفير؛ أطماع الدنيا.
بشرى فيصل السباعى
عكاظ ــ السعودية