من يتبنى فكرة مهرجان أبو سمبل للشعر العالمي؟ - سيد محمود - بوابة الشروق
الخميس 26 ديسمبر 2024 2:15 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

من يتبنى فكرة مهرجان أبو سمبل للشعر العالمي؟

نشر فى : الثلاثاء 21 يونيو 2022 - 8:25 م | آخر تحديث : الثلاثاء 21 يونيو 2022 - 8:25 م

توقفت أغلب دور النشر الكبرى فى عالمنا العربى عن نشر الشعر وباستثناء دور النشر الحكومية وبعض المغامرات التى تتبناها الدور الصغيرة لا أحد يهتم بالشعر اهتماما حقيقيا.
هذه هى الحقيقة التى تقترب من الفجيعة!
نعرف أن أغلب الجوائز الأدبية فى عالمنا العربى تذهب للرواية التى تسيدت المشهد، وأغرت القراء بالجرى وراء الحكايات.
البعض الآخر أغرته اللعبة وتحول من قارئ إلى مؤلف، ولم يعد طموحه أن ينشر بفلوسه فقط، بل صار يطمح فى لقب أو نجومية تجلبها قائمة الأكثر مبيعا أو الجوائز التى تبحث صارت مثل شخصيات لويجى برانديللو تبحث عن مؤلف.
وعلى الرغم من ثراء المشهد وفوضاه بعد دخول قراء جدد جلبتهم مواقع التواصل الاجتماعى إلى الساحة فإن الشعر لا يزال يتيما لا يجد من يكاتبه.
وباستثناء الأسماء التى تكرسها البرامج التلفزيونية وأغلبها ردىء يكتفى بالنسخ أو التقليد فإن الجمهور لم يعد يميز صوتا شعريا فى العالم العربى كله وهذه كارثة أخرى يضاعف منها أن الجوائز التى لا تزال قائمة تكرس لذائقة محافظة ولا تسعى لتجاوز شروطها الراكدة.
على الصعيد الرسمى توقفت المهرجانات الشعرية التى كانت تملأ العواصم العربية وتلاشى صوتها تماما، تيتم الشعر بعد أن غاب الشعراء النجوم وتوقفت المؤسسات عن رعايته، بل إن وزارة الثقافة فى مصر التى كانت سباقة لأداء مهام من هذا النوع لم تعد متحمسة لانعقاد مؤتمر القاهرة للشعر الذى كان يعقد بالتبادل مع مؤتمر الرواية.
نأمل أن يكون توقف المؤتمرين مجرد حدث طارئ من الآثار الجانبية لجائحة كورونا.
فكرت فى الشعر كثيرا وأنا فى مدينة سيدى بوسعيد التونسية التى استأنفت قبل أيام انعقاد مهرجانها الشعرى الدولى الذى تنظمه إحدى الجمعيات هناك.
وهذا ما دفعنى للسؤال عن مصير مهرجان طنطا الشعرى الذى أسسه الشاعر محمود شرف ويسعى لاستمراره ولا أعرف المصير الذى انتهى إليه وكان يشكو دوما من تعثر بيروقراطى يسعى لحصاره.
تستفيد تونس سنويا من مهرجانها الذى استضاف هذا العام وحده 45 شاعرا وناشرا وناقدا تداولوا حول وضع الشعر وتجولوا فى المدينة الساحرة التى تجتذب سياحا من جميع أنحاء العالم وتستفيد تماما من المهرجانات التى لا تتوقف وتبادر إلى تأسيسها جمعيات المجتمع المدنى.
عشت جمال هذه التجربة الباذخ على مدى خمسة أيام وتذكرت فكرة مماثلة لمعت بيننا قبل شهور خلال مناقشة جرت بين الصديقين الإعلامى عمرو خفاجى والشاعر ياسر الزيات.
كنا نتحدث عن حاجتنا لدعم حضور الشعر فى حياتنا وانتهينا إلى أن الدولة لديها مسئولية فى الارتقاء بهذا الفن الأدبى الذى أصبح على وشك الاحتضار.
وملخص الفكرة أن ينظم مهرجان سنوى للشعر فى مدينة أبو سمبل بالتزامن مع طقس تعامد الشمس على المعبد هناك بحيث يدعى لحضوره نخبة محدودة جدا من كبار شعراء العالم ونقاده لكى تستأنف المدينة إرثها القديم وتواصل دورها الحضارى، فالشعر هو موقف حضارى ولا يمكن النظر إليه من هذه الزاوية.
فكرنا لو تم التمهيد للمهرجان بمسابقة بين الشعراء الشباب بالتعاون مع كبريات دور النشر عربيا وعالميا ترعاها واحدة من الشركات الكبرى أو تقدمها الدولة لتحتفل من جديد بميلاد شاعر كما كانت قبائل العرب تفعل قديما.
ويمكن للفكرة أن تشمل مدنا أخرى فى الدلتا والصعيد والقناة، فمحافظات مثل قنا والمنيا والفيوم تستحق ذلك بجدارة وتحتاج بوسعيد لمبادرة شبيهة تشد أزرها.
ونعرف جميعا أن هذه المدن بالتحديد مفخرة هائلة للشعراء الذين يحتاجون لأيادٍ تمتد لهم بعد أن تخلى عنهم الجميع وأكل الناشرون أحلامهم.
نحتاج إلى الشعر ليصبح رسالتنا الجديدة إلى العالم، فهل تبادر وزارة الثقافة بتبنى الفكرة مع وزارة الآثار أم ستذهب مثل غيرها إلى مهب الريح.