فى بعض الأحيان نقوم بالكتابة عن فيلم قديم قليل الأهمية باعتبار أن ندرته وقيمته فى عدم معرفة الناس به، وأعترف أننى لم أحب أبدا هذا الفيلم الغريب منذ أن شاهدته وأنا طفل صغير، لكننى مندهش بشدة من طاقم التمثيل الضخم الذى يوجد على الشاشة، فهو يجمع بين نجوم كثيرين وكبار عملوا معا كثيرا مثل شادية، شكرى سرحان، كمال الشناوى، إسماعيل يس، زوزو نبيل، وأيضا أسماء أخرى يجب أن تتعرف عليها مثل قوت القلوب التى قامت بدور جيهان وأسماء كثيرة يرجى مراجعتها على اليوتيوب، الفيلم من إخراج محمد عبدالجواد صاحب التاريخ الكبير ككاتب ومخرج أيضا كزوج للعديد من الممثلات الشهيرات اللائى عملن معه، وأيضا اسم زهير بكير صاحب السيناريو والحوار الذى لم نر له أى عمل متوسط القيمة، وهو الذى كتب تلك القصة المليئة بالشخصيات والتعقيدات والتداخلات الزمنية والمكانية والإنسانية، حيث جمع الفيلم أبناء جيلين حيث يدفع الأبناء ثمن خطايا الآباء، الزوج هنا مختلف يريد أن تلد له زوجته بنتا على غير المألوف، وذلك بناء على رغبة أبيه الذى سيورثه المال الكثير لو رزق بطفله، ويبدو الزوج «عدلى كاسب» شديد التوتر وهو يهدد زوجته بطلاقها لو لم تأت له بالبنت، ما يدفع أختها الولادة أن تقوم بتبديل المولود بطفله وهكذا يدفع الجيل التالى الثمن حين تقوم عواطف «شادية» فى حب حمدى «كمال الشناوى» ولا تدرى أنه أخوها وتفضله على أخيه وهيب «شكرى سرحان»، الغريب أن هذه القصة نفسها قد تكرر إنتاجها بعد عام تقريبا فى فيلم «حياتى انت» بين نفس الأشخاص والممثلين حيث قام شكرى سرحان الأخ الشرير الذى يتوب ويضحى من أجل أخيه بينما أن الفتاة التى بينهما تفضل الأخ الطيب على الشرير، والفارق بين الفيلمين يتمثل فى هذا العدد الكبير جدا من الشخصيات الموجودة فى فيلم «بين قلبين»، كل هذه الأفلام تعتمد على المصادفة الفاقعة، وعلى الترقب والسماع ومعرفة الأسرار بالصدفة وحل المشكلات بالاعترافات فى المحاكم بعد دخول الطيبين فى دوائر الاتهام الباطل، لا يمكن التوصل إلى المصادر الحقيقية لهذين الفيلمين ولا يمكن تجاهل هذا التاريخ، ومن المهم المشاهدة والكتابة ليس لتعظيم هذه الأفلام أو التقليل من حجمها التاريخى، بل يجب المرور على تاريخ جميع أبطال هذه الأعمال فهم قد صاروا من أعمدة السينما المصرية خاصة فى التمثيل وفى فيلم بين قلبين نستمع إلى مجموعة من أغنيات شادية ومونولوجات إسماعيل يس ونتساءل لم تحصل قوت القلوب على نجومية تستحقها، وهذا هو مفتاح دخولنا لكتابة هذا العمود بشكل متكرر، وعلى كل هذه الأفلام موجودة بنسخ جيدة فى اليوتيوب وأيضا تعرضها أيضا بعض قنوات الأفلام، ويهمنا أن نؤكد على ثلاثى يضم إسماعيل يس وكمال الشناوى وشادية حيث عمل معا فى أفلام كثيرة ما يشكل أهم ثلاثى كوميدى فى الخمسينيات ومن أفلامهم مثلا «مغامرات إسماعيل يس»، «فى الهوى سوا»، «الهوا ملوش دوا»، «بشرة خير»، «قليل البخت» وفى بعض هذه الأفلام تواجدت زوزو نبيل بشكل قوى، أما باقى الممثلين فى الفيلم لم يظهروا معا من قبل ومنهم إبراهيم الشامى وعبدالبديع العربى وعبدالقادر المسيرى وصلاح سرحان.
من المعروف أن الثنائى الأكثر ظهورا فى السينما المصرية قد جمع بين كل من شادية وكمال الشناوى منذ عام 1947 فى فيلم «الروح والجسد» وحتى عام 1974 فى فيلم الهارب إخراج كمال الشيخ حيث عمل بدون توقف فى أفلام تتباين أهميتها من الضعيف إلى المتميز ومن أهمها اللص والكلاب.