نشرت مجلة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية افتتاحية تتنبأ فيها برسم الشرق الأوسط لرؤية جديدة وذلك على إثر ما يحدث من تغيرات فى المنطقة. ويأتى هذا التنبأ بدعوى أن المنطقة مهيأة لذلك فى الوقت الحاضر كما كانت فى الماضى، متأملة فى ذلك بعض الاتجاهات داخل المنطقة، حيث تم وقف تقدم متشددى الدولة الإسلامية (داعش)، بعد تحالف «نادر» بين الدول العربية وتعاون أفضل بين الشيعة والسنة فى العراق، وذلك بالتزامن مع انتخابات إسرائيلية قد تدفع بها نحو جهود أقوى من أجل السلام، وتوقعات بتحول إيران من صانع متاعب إلى صانع سلام.
ويضيف المقال المزيد من نماذج التغير والتى يجب ملاحظتها مثل تونس فى الديمقراطية، ولبنان فى التعايش بين الأديان، والإمارات العربية المتحدة فى مجال التحديث، وتركيا فى إسقاط الحكم العسكرى. بالإضافة إلى المملكة العربية السعودية الساعية للإصلاح وسط ارتباك اقتصادى لانخفاض أسعار النفط.
ولأن للإعلام دور فى هذه المنطقة فقد تناول المقال تغير قناة الجزيرة الفضائية والإنترنت من حيث الدور والتأثير على المنطقة بعد الربيع العربي. وكذلك تغير المستوى الاقتصادى والاجتماعى حيث أصبح لدى الشرق الأوسط طبقة متوسطة قوية، مع مستوى دخل أعلى من مثيله فى الصين أو الهند للفرد الواحد. والتغير على مستوى النوع الاجتماعى، حيث يزيد عدد النساء عن الرجال بين خريجى الجامعة فى دول الخليج.
<<<
ويشير المقال إلى وجود أفراد من داخل مجتمعات الشرق الأوسط قادرين على وضع هذه الرؤية الجديدة، وسط هذه التغيرات، مرتأية أن الولايات المتحدة تبحث عنهم. حيث استشهدت بتصريح لوكيلة وزارة الخارجية للشئون السياسية «ويندى شيرمان» فى سبتمبر الماضى «هناك حاجة فى جميع أنحاء الشرق الأوسط لتغيير المسار وبدء التحرك فى اتجاه أرضية مشتركة»،
مضيفة أن الولايات المتحدة ستقف مع واضعى حلول المشكلات، والمعالجين، والبناة داخل المنطقة.
وعلاوة على ذلك جاءت كلمة وزير الخارجية «جون كيرى»، فى نوفمبر الماضى بأنه «لن ننجح فى مكافحة التطرف العنيف فى الشرق الأوسط، إلا إذا كانت لدينا رؤية واضحة لما يجب أن يكون عليه مستقبل تلك المنطقة.» وتتضح هذه الرؤية بالإعتماد على مجتمع مدنى أكثر حيوية، مع التوسع فى وسائط الاعلام الاجتماعية، وزيادة المطالبات من أجل المساءلة، وتمكين أفضل للمرأة، مع مراعاة تقاليد المنطقة الروحية والثقافية الغنية التى يمكن الاعتماد عليها من أجل إصلاح الحكم وخلق الفرص.
وما يبرز الاهتمام بذلك أيضا ما طلبته مجلة ميد، وهى إحدى المجلات المهتمة باقتصاد دول الشرق الأوسط، من قرائها بتوقع «الاتجاهات الرئيسية التى ستشكل اقتصاد الشرق الأوسط فى عام 2030». وفى الختام اشارت الجريدة الى أن منطقة الشرق الأوسط ستظل محط اهتمام الغرب لفترة بعيدة من المستقبل، راسمين بذلك توقعاتهم حول شكل ورؤية المنطقة للمستقبل.