قبل مرور ثلاثة شهور من فترة رئاسته الأولى، أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى نحو خمسة مشروعات قومية كبرى.
مشروع تنمية قناة السويس الجديدة الذى بدأت عمليات الحفر به بالفعل، وهو المشروع الأم الذى يحظى بالقدر الأكبر من المتابعة الإعلامية والاهتمام الشعبى.
مشروع المثلث الذهبى للتعدين بين قنا وسفاجا والقصير، وهى المنطقة التى تضم نحو 75% من خامات التعدين فى مصر، وهدفه الاستفادة القصوى من الإمكانات التعدينية للمنطقة، وتشجيع إقامة مجتمعات عمرانية جديدة استنادا إلى ما توفره المنطقة من ثروات وفرص عمل هائلة، تجعلها جاذبة للسكان.
مشروع تنمية الساحل الشمالى الغربى، الذى أطلق المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء إشارة البدء فيه أمس الأول، وهو يمتد من العلمين إلى السلوم على مسافة 500 كيلو متر، ومخطط له أن يشمل عددا من المشروعات السياحية والصناعية ومشروعات التنمية الزراعية والمدن الجديدة، ويمكن له أن يستوعب جزءا كبيرا من الزيادة السكانية المتوقعة خلال الأربعين عاما المقبلة، ويقدرها الخبراء بنحو 34 مليون نسمة.
المشروع القومى للطرق، والذى يتضمن 15 طريقا جديدا، وقد بدأت بالفعل مرحلته الأولى التى تستهدف إنشاء 3200 كيلومتر من إجمالى 4400 كيلومتر من المتوقع الانتهاء منها خلال عام.
مشروع استصلاح مليون فدان اعتمادا على المياه الجوفية فى عدة مناطق تم اختيارها بعناية وفقا لدراسات قام بها جيولوجيون وخبراء فى وزارتى الزراعة والرى، فى الفرافرة القديمة والجديدة وسيوة وغرب المنيا وشرق العوينات وتوشكى وامتداد الداخلة وغيرها.
ويمكن أن تضيف إلى هذه المشروعات الخمسة الكبرى، الترسيم الجديد للمحافظات، والذى بدأ بإنشاء ثلاث محافظات جديدة، هى وسط سيناء والعلمين والواحات، والهدف من إعادة الترسيم هو فتح آفاق جديدة للتنمية والتشغيل وتحسين سبل العيش والحياة للقاطنين فى هذه المحافظات، عبر ربطها بالساحل ومواقع التعدين والتصنيع والزراعة.
لم أسرد هذه المشروعات كى أقارن بين 100 يوم أمضاها السيسى فى الحكم، وسنة كاملة من حكم مرسى وتحكمات الأهل والعشيرة، ولكى أدفعك للموازنة بين من عمل ويعمل لصالح مصر، ومن كان همّه تمكين عصبته ومرشده وإرشاده، بين من كان ولاؤه لمصر وشعبها بمسلميه وأقباطه، ومن كان ولاؤه لجماعته وتنظيمه وداعميه من القوى الدولية والإقليمية.
هدفى هو أن أرد على من يتساءلون عن جدوى هذه المشروعات التى يحتاج بعضها سنوات كى يؤتى ثماره، ويرون أنه من الأجدى تنفيذ مشروعات تؤتى عوائد سريعة يلمسها الناس وتمس حياتهم بشكل مباشر، يعنى: «احينى النهارده وموتنى بكره».
ويقينا فإن هذه النقطة تحسب للسيسى لا عليه، إذ لوكان هدفه البقاء فى الكرسى لاختار الطريق الأسهل، وأغدق على الناس مما أفاض به علينا الأصدقاء فى الخليج، لكنه اختار أن يسلك سبلا لو مضينا فيها من عشرين عاما ما وصلنا إلى هذا المنحدر الخطر، اختار أن يفتح وفى وقت واحد، كل الملفات المسكوت عنها، دون أن يغفل بطبيعة الحال حاجات الناس اليومية، والتى أثق أنها ستشهد تحسنا تدريجيا خلال فترة وجيزة، خصوصا مع إعادة تشغيل المصانع المغلقة منذ ثورة يناير، وإفساح مجالات أوسع لأصحاب المشروعات الصغيرة، وبناء مزيد من الوحدات السكنية لأصحاب الدخول الصغيرة والمتوسطة، والالتفات بصورة أكبر إلى العشوائيات.
أتصور أن السيسى يعمل وفى ذهنه أن سكان مصر يزيدون بنحو مليونين ونصف المليون كل عام، أى أنه مع نهاية فترة رئاسته الأولى، سيكون المصريون قد زادوا عشرة ملايين نسمة، يعنى دولة جديدة، ولا يمكن والحال كذلك، الركون إلى منطق احينى النهارده وموتنى بكره.
هذا رجل يشتغل لنا لا علينا.