انضمام ست دول جديدة للبريكس.. دلالات الاختيار - دوريات أجنبية - بوابة الشروق
الخميس 9 يناير 2025 1:14 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

انضمام ست دول جديدة للبريكس.. دلالات الاختيار

نشر فى : السبت 26 أغسطس 2023 - 8:55 م | آخر تحديث : السبت 26 أغسطس 2023 - 8:55 م
نشرت مجلة فورين بوليسى موجزا للكاتبة ألكسندرا شارب حول مخرجات قمة مجموعة البريكس التى عقدت بجنوب أفريقيا الأسبوع الماضى، رأت فيه أن اختيار دول موالية لواشنطن للانضمام للمجموعة لا يعنى بأى حال من الأحوال تخليها عن الهدف الأساسى لإنشائها وهو مواجهة الغرب، كما فسرت سبب وقوع الاختيار على هذه الدول الست دون غيرها، رغم إبداء أكثر من 40 دولة أخرى الاهتمام بالانضمام... نعرض ما جاء فى الموجز فيما يلى:
يوم الخميس الماضى، دعت مجموعة البريكس BRICS، وهى كتلة اقتصادية تتألف من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، ست دول جديدة للانضمام إليها، فى ختام قمة ناجحة استمرت ثلاثة أيام فى جوهانسبرج (مدينة فى جنوب أفريقيا). واعتبارا من 1 يناير 2024، ستتمكن كل من الأرجنتين ومصر وإثيوبيا وإيران والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة من الالتحاق بعضوية البريكس، وإضافة ذلك إلى مكانتهم الإقليمية والدولية.
يعد هذا القرار تاريخيا للمنظمة، إذ سيعزز من مكانتها كثقل موازن للمؤسسات التى يهيمن عليها الغرب، مثل مجموعة السبعة وصندوق النقد الدولى والبنك الدولى، ويمهد الطريق للتوسع المستقبلى المحتمل. قال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا: «لقد شرعت مجموعة البريكس فى فصل جديد من جهودها لبناء عالم عادل، عالم منصف، عالم شامل ومزدهر أيضا».
ومع ذلك، يبقى السبب وراء اختيار هذه الدول الست ــ من بين أكثر من 40 دولة أخرى أبدت اهتماما بالانضمام ــ أمرا معقدا. فى البداية، أعربت كل من البرازيل والهند عن ترددهما بشأن توسيع الكتلة، قائلتين إن ذلك قد يضعف قوة البريكس ويضر بعلاقاتهما مع الولايات المتحدة. لكن، أدى انضمام دول مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية إلى تهدئة هذه المخاوف، فكلا البلدين الخليجيين شريكان وثيقان مع واشنطن ويستضيفان قوات أمريكية داخل حدودهما، ومن خلال إضافتهما إلى مجموعة البريكس، فإن الكتلة ستظهر أن مناهضة الولايات المتحدة ليست شرطا للانضمام إلى التحالف، بل مجرد العمل على مواجهة الهيمنة والنفوذ الغربى.
من جانبها، لم تؤكد السعودية بعد ما إذا كانت ستنضم إلى الكتلة، قائلة إنها ترغب فى انتظار مزيد من التفاصيل حول ما قد تتطلبه العضوية! لكن ستكون عضوية الرياض مهمة من عدة زوايا، فمع انضمامها إلى البريكس، ستستضيف الكتلة الاقتصادية أكبر مصدر للنفط فى العالم بجانب أكبر مستورد للنفط، الصين، وعضو رئيسى آخر فى أوبك +، روسيا. ومن المرجح أن يؤدى ذلك إلى تعاون أكبر بشأن قرارات إنتاج النفط التى يمكن أن تؤثر بشكل كبير على السوق العالمية.
لكن مجرد قيام مجموعة البريكس بإضافة دولتين صديقتين للولايات المتحدة إلى المجموعة (أبوظبى والرياض) لا يعنى أنها تتخلى عن أهدافها المتعلقة بتكوين حصن ضد الغرب. فإيران عدو قوى للولايات المتحدة، وهو أمر لن تتراجع عنه فى أى وقت قريب، وانضمامها إلى البريكس سيقلل من عزلتها العالمية، وبالتالى يزيد من نفوذها ضد واشنطن فى أى مفاوضات مستقبلية قد تجريها معها، خاصة فيما يتعلق ببرنامجها النووى.
ثم هناك الإضافتان الأفريقيتان؛ مصر وإثيوبيا، واللتان تعكسان اهتمام أعضاء البريكس الكبير بالقارة الأفريقية، حيث تتنافس الولايات المتحدة وروسيا والصين على موطئ قدم هناك. بالنسبة لمجموعة البريكس، فإن تأمين عضوية مصر وإثيوبيا يقلل من النفوذ الغربى فى منطقة تتجه بشكل متزايد إلى بكين للحصول على الإغاثة الاقتصادية، وموسكو للحصول على الصفقات الأسلحة. وسيستفيد كلا البلدين أيضا من سياسة عدم التدخل التى تنتهجها مجموعة البريكس، مما يمنح حكومتيهما غطاء سياسيا تجاه بعض القضايا المعينة.
أخيرا، هناك الأرجنتين، الدولة الوحيدة فى أمريكا اللاتينية التى فازت بدعوة العضوية. وتأمل بوينس آيرس (عاصمة الأرجنتين) أن يؤدى دعم مجموعة البريكس فى إطار بنك التنمية الجديد إلى تعزيز الأزمة المالية المتفاقمة فى البلاد، خاصة وأنها تعانى من تضاؤل احتياطيات الدولار الأمريكى.
كلمة أخيرة، قضت الكتلة معظم وقت القمة فى مناقشة سبل دعم اقتصادات الدول النامية، مثل استخدام العملات المحلية واليوان الصينى بدلا من الدولار الأمريكى فى التجارة.

ترجمة وتحرير: ياسمين عبداللطيف زرد
النص الأصلى:

التعليقات