يعشق البعض عامدا متعمدا ومع سبق الإصرار والترصد هواية القفز من نقد الإسلامى غير المعصوم إلى نقد الإسلام المعصوم.. ومن نقد الحركة الإسلامية غير المعصومة إلى نقد الشريعة الإسلامية الغراء المعصومة.. ويهوى هؤلاء لعبة «الثلاث ورقات» التى يظنون أنها تغيب عن عقل وذهن المواطن المصرى.
إن هؤلاء لا يدركون أن المسلم البسيط لديه ترمومتر دقيق أعطاه له ربه يدرك به الفرق الدقيق بين من ينقد الحركة الإسلامية بالحق والصدق وابتغاء مصلحة الإسلام والوطن ومن ينقدها كراهية لها أو تشفيا فيها.. ولديه ترمومتر دقيق يدرك به الفرق بين من ينقد الإسلام أو الشريعة الغراء وبين من ينقد العاملين بالإسلام.
لقد زاد هذا القفز البغيض عن حده طلبا للدنيا تارة أو تقربا من ذوى المال أو إرضاء لخصوم الإسلام نفسه وهم كثيرون أو ظنا منه أنه يقترب بذلك من المناصب والكراسى.. لاعتقاده أن من شروطها فى هذه الأيام الهجوم المتواصل على الإسلامى غير المعصوم والقفز منه إلى الإسلام المعصوم بين الحين والآخر.
فهذا شاعر بلغ من الكبر عتيا لا يقبل على قراءة مقالاته أو شعره أحد.. فإذا به يفرد مقالات مطولة للهجوم على الشريعة الإسلامية كى يلفت الانتباه إليه وتثور حوله هالة ويصبح بطلا.. ولكن دون جدوى.
والغريب أن هذا الشاعر ظلت وزارة الثقافة بالذات طوال سنوات طويلة ماضية تلمعه بكل الألوان وتنفخ فى صنمه المحنط لعل يحيا فى نفوس الناس أو يسمعه أو يراه الناس ولكن دون جدوى.
والغريب أنك لو سألت أى مصرى عن بيت واحد أعجبه لهذا الشاعر لن تجد أحدا.. ولا ترى أحدا يستدل بشعره أو يحفظه أو حتى يقرأه رغم كل جوائز الدولة التى انهالت عليه.. مع أن شاعرا مثل المتنبى الذى مات منذ مئات السنين ترى الجميع يستدل بشعره.
وهذا شوقى وحافظ وبيرم يتلى شعرهم فى كل مناسبة ويستدل به فى كل محفل فضلا عن الجلسات الخاصة.. ويتغنى بشعره كبار المطربين أمثال أم كلثوم وعبدالوهاب.
وهذا نزار قبانى الذى مدح الرسول مرارا.. ومدح خالد بن الوليد بأعظم قصيدة قيلت فيه يحفظ الناس الكثير من شعره.. بل إن الشاعر اللبنانى المسيحى العروبى ميشيل أمين يمدح الرسول كل عام بقصيدة رائعة وحينما سئل فى ذلك قال: إن لم أمدح محمدا فمن أمدح؟! وهل فى العرب من هو أعظم منه.. فضلا عن قصائده فى مدح عمر بن الخطاب وغيره.. ولكن هذا الشاعر لم يمدح يوما رسول الله.. ويحاول الطعن دوما فى الشريعة ورغم ذلك لا يلتفت ولا يقرأ له أحد ولن يقرأ له أحد.
وإذا كانت أشعاره ميتة فى حياته فكيف بها بعد ذلك!!
وهذا رجل سخيف ثقيل الظل خرج فجأة ليطعن فى البخارى عبقرى وإمام الحديث الشريف والذى أفنى عمره لجمع وتبويب حديث رسول الله بمنتهى الدقة والحيدة والأمانة والشرف وقبلته الأمة كلها أجيالا وراء أجيال وكلهم من شوامخ العلماء.. وتارة يخرف هذا الرجل قائلا إن داعش ستجدها بين ثنيات كتاب البخارى والمعنى أن الرسول وأحاديثه هى فكر داعش.
هكذا الرجل يطعن ليس فى البخارى ولكن فى الرسول.. وإذا أسقطت البخارى وصحيحه فأنت ببساطة تسقط هدى النبى وسنته كلها وهى المكملة للوحى والمتممة والشارحة له.
وهذه صحيفة عجزت أن يكون لها مكان بين الصحف بالجد والاجتهاد والعرق والكفاح فإذا بها تعلن عن انفراد خطير بعنوان «أول صورة للنبى» ليهرع الجميع لشراء الجريدة وتتعاقب أمواج الفرقعة إيجابا على أرقام التوزيع فيسعد هؤلاء الأقزام الذين يريدون تحقيق كسب رخيص على حساب رسول عظيم.. ويتبين للجميع إن الصورة لشاب تونسى اسمه أحمد التقطها مصوران ألمانيان عام 1920 تقريبا.
إنهم جميعا يدركون اليوم إن الإسلام دون غيره من الأديان أصبح كلأ مباحا.. أما الحديث عن قضايا الوطن الحقيقية والملحة فقد يكلف الجريدة الكثير.. فنقد الحكام محظور.. أما نقد الإسلام مباح دوما.
يا أيها القافزون: الشعب يعرفكم.. والله يعرفكم.. والإسلام أعظم من بغيكم ومكركم.. والدين أقوى من الجميع حتى وإن لم ينصره أحد.