العيد يواسى فلسطين الجريحة - ناجح إبراهيم - بوابة الشروق
الإثنين 31 مارس 2025 1:20 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

العيد يواسى فلسطين الجريحة

نشر فى : الجمعة 28 مارس 2025 - 8:15 م | آخر تحديث : الجمعة 28 مارس 2025 - 8:15 م

• انطلق فجر عيد الفطر، ليزول الألم والجوع والتعب والنصب ويبقى الأجر والثواب، مع انطلاق هذا الفجر انهالت جوائز السماء على الصائمين والقائمين والعابدين والذاكرين والكرام المنفقين.
• هكذا تتنزل بركات السماء على الفرحين بفطرهم «للصائم فرحتان فرحة بفطره وفرحة أخرى إن لقى ربه»، وكم من شهداء فلسطين لقوا ربهم يشكون إلى الله ظلم إسرائيل وتخاذل الجميع عن نصرتهم.
• ما أشد فرحة أولئك الذين لقوا الله حاصلين على وسام الشهادة فى سبيل الله فاستقبلهم الله خير استقبال بالمغفرة والعتق من النيران.
• وما أشد فرحة من أطال الله عمره ليحصد جوائز السماء، وهو حى يرزق لينعم بصلاح دينه ودنياه، وقد جمع الله سعادة وعافية الدارين معًا.
• جاء عيد الفطر ليحرم جوائزه عن الذين أضاعوا الصيام أو فرطوا فى حق الله أو أضاعوا القيام أو أضاعوا ليلة العمر «ليلة القدر» التى أطال الله بها الأعمار 83 عامًا فى كل رمضان.
• لقد مضى أعظم موسم للطاعة والعبادة، وانقضت سوق توزيع الأرباح، وربح من ربح، وخسر من خسر، وأقبل العيد ليكسو بجماله ثوب الأرض ويغطى بفرحته أحزان وتعب ونصب عام كامل.
• الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد، مرحبًا بك يا عيدنا، فأعيادنا ربانية تبدأ بالتكبير والحمد والذكر والصلاة، وتأتى بعد عبادات كبرى، مثل الصوم أو الحج، وفيها الفرحة واللهو البرىء والسعادة التى لا تخالطها معصية ولا يشوبها كدر الخلاف والشقاق، وفيها التواصل الممزوج بالحب والألفة.
• ها هى أوسمة القبول توزع على الطائعين، ويحرم منها العصاة، ها هى الأوسمة توزع على من صام وقام بحق، وعلى من وصل رحمه وتصالح مع خصومه، ولم ينتقم ممن آذاه بل عفا عنهم، وترك المخدرات أو أحسن إلى زوجته أو صالح أسرته.
• ومع العيد أود أن أوجه رسالتى هذه للأمة المسلمة:
• يا أمتى: ربكم واحد وكتابكم واحد ورسولكم واحد، وعيدكم واحد وشهركم واحد وقبلتكم واحدة، ورغم ذلك فأمتنا ممزقة مثخنة بالجراح ولا سبيل أمامها للفرحة والسعادة إلا بالارتباط بالله كليا،ً وجزئيًا «قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ».
• فالأمة إذا وجدت الله وجدت كل شىء وإذا فقدته فقدت كل شىء.
• أقبل العيد إلى أرض العروبة والإسلام حزينًا كئيبًا، يجر أقدامه، لا يريد القدوم وهو يرى أبناء العروبة والإسلام يقتلون ويذبحون ويبادون فى غزة والضفة، يرى الأطفال وقد تفحمت جثثهم، يرى النسوة الحرائر وقد تمزقت أبدانهن، يرى البكاء والنحيب فى كل مكان فى فلسطين، يرى الجبروت والطغيان الإسرائيلى، يرى أمة المليار ونصف تتخاذل عن نصرة المظلومين، ولا تستطيع ردع ثلة صهيونية اغتصبت الأرض وهتكت العرض وقتلت الأبناء وشردت الأسر وسخرت من ضعف وهوان الأمة العربية والإسلامية التى حباها الله بكل الإمكانيات، لكنها لم تستخدم شيئًا من إمكانياتها لتحرير أرضها وردع عدوها.
• بلاد العرب ممزقة، يقتل بعضهم بعضًا فى السودان، ويتمرد بعضهم على بعض فى بلاد أخرى، ويريدون تقسيم المقسم أصلًا فى بلاد أخرى.
• آه يا عيدنا، نشاركك الحزن والألم على ما يحدث لأمتنا وبعضه من صنع أنفسنا، وبما كسبت أيدينا، الأجيال القادمة لن تغفر لجلينا هذا التقصير، سنسلم بلاد العرب ممزقة مقسمة ليس لها جيوش قوية أو اقتصاد قوى أو لحمة وطنية متماسكة، بل صراعات طائفية وعرقية لا معنى لها.
• خلافات بين بلاد العرب بلا معنى ولا هدف، الأجيال القادمة ستتسلم وطنًا عربيًا وإسلاميًا ممزقًا منزوع الهوية والدسم، ضعيفًا فقيرًا، مقسمًا، يا ويل ما صنعناه بأنفسنا.
• نرجو أن يكون المستقبل أفضل من الحاضر، وأن ينبثق شعاع نور تبصر به الأجيال القادمة الطريق الصحيح نحو العزة والكرامة، وكل عام وأنتم بخير.

التعليقات