الفاو: حالة عدم اليقين الاقتصادي تثير مخاوف هبوط الطلب من الصناعات المرتبطة
انعكست الحروب التجارية التي أطلقها دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، على مؤشر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) لأسعار عدد من السلع في شهر أبريل الماضي، إذ أدّت حالة عدم اليقين الاقتصادي المرتبطة بتلك الحروب إلى تراجع في أسعارها، خاصة السكر.
فقد انخفض مؤشر أسعار السكر بنسبة 3.5% مقارنة بشهر مارس، وفق تقرير مؤشر الأسعار، الذي حصلت عليه الشروق.
وأرجعت الفاو هذا الانخفاض إلى المخاوف بشأن التوقعات الاقتصادية العالمية غير المؤكدة، وتأثيرها المحتمل في الطلب من قطاعي المشروبات وتصنيع الأغذية، "اللذين يُمثلان معًا الجزء الأكبر من استهلاك السكر العالمي".
وتخلق حروب ترامب التجارية، وحالة الغموض الاقتصادي التي أشاعها منذ جلوسه في البيت الأبيض في 20 من يناير الماضي، المخاوف بشأن إمكانات حدوث الركود وتراجع الطلب على السلع، رغم أنه تراجع مؤخرًا بشأن الصين، وأعلن احتمالات خفض التعرفات الجمركية لبكين بنسبة كبيرة، لكن يظل ترامب غير مأمون الجانب، خاصة في ضوء اتخاذ القرارات والتراجع عنها بعد وقت قليل، بشكل لا يمكن بناء رؤية لنشاط الأعمال عليه.
ويترقّب العالم مصير تعرفات جمركية هائلة على كل دول العالم تقريبًا، كان من المفترض فرضها في 2 أبريل الماضي، لكن ترامب قرر تأجيلها ثلاثة أشهر، ورفعها للصين إلى 145%.
وعانت أسعار السكر لأشهر طويلة العام الماضي من الارتفاع، بسبب الجفاف في البرازيل، وهي أكبر مصدر عالمي، وهبطت أسعاره مؤخرًا، حتى مارس الماضي، بعد سقوط أمطار غزيرة في الدولة الأمريكية الجنوبية، لكنها بنسبة أقل من تأثير حروب ترامب التجارية الآن.
وهبط مؤشر الفاو لأسعار السكر بنسبة 1.6% في مارس، مدفوعًا بشكل رئيس بمؤشرات ضعف الطلب العالمي. وأسهمت الأمطار الغزيرة الأخيرة في المناطق الرئيسية لزراعة قصب السكر جنوب البرازيل في هذا الانخفاض، بينما حدّ تدهور توقعات الإنتاج في الهند، واستمرار المخاوف بشأن التوقعات العامة للمحصول في البرازيل، من انخفاض الأسعار.
وسجّل مؤشر أسعار السكر للفاو أكبر زيادة شهرية في سبتمبر الماضي، حيث ارتفع بنسبة 10.4%. ونجم ذلك عن تدهور آفاق المحاصيل في البرازيل، والمخاوف من أن قرار الهند برفع القيود المفروضة على استخدام قصب السكر لإنتاج الإيثانول قد يؤثر على توافر الصادرات من البلاد.
كما لفت تقرير الفاو الشهري إلى تأثير الحالة التي خلقها ترامب في أسعار الحبوب، حيث أحدثت اضطرابًا في سوق العملات، ما خلق حالة من عدم اليقين في تجارة الحبوب أيضًا.
ووفق التقرير، ارتفع مؤشر الفاو لأسعار الحبوب بنسبة 1.2% في أبريل، مقارنة بمارس. وشهدت أسعار القمح العالمية ارتفاعًا طفيفًا، مدعومًا بانخفاض الإمدادات القابلة للتصدير في الاتحاد الروسي.
بينما ارتفع مؤشر الفاو لأسعار الأرز عمومًا، بفضل زيادة الطلب على الأصناف العطرية. وارتفعت أسعار الذرة العالمية بسبب انخفاض مستويات المخزونات الموسمية في الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال التقرير: "أثرت تقلبات العملات في تحركات الأسعار في الأسواق العالمية، بينما زادت تعديلات سياسات التعريفات الجمركية من حالة عدم اليقين في السوق".
وارتفع مؤشر أسعار اللحوم بنسبة 3.2% في أبريل، مقارنةً بشهر مارس، مع ارتفاع أسعار جميع فئات اللحوم، وعلى رأسها لحم الخنزير. كما ارتفعت أسعار لحوم الأبقار، لا سيما في أستراليا والبرازيل، في ظل استمرار الطلب العالمي على الواردات، ومحدودية توافر الصادرات.