تعيش القلعة الحمراء واحدة من أصعب فتراتها الهجومية خلال السنوات الأخيرة، بعد رحيل المهاجم الفلسطيني وسام أبو علي، دون وجود بديل صريح قادر على القيام بنفس الأدوار.
وبينما يبحث الأهلي عن اسم جديد يعوض هذا الفراغ، برز اسم الدولي المغربي أسامة المليوي، هداف بطولة أمم أفريقيا للمحليين الأخيرة ولاعب فريق نهضة بركان، كأحد الحلول المثيرة للاهتمام.
من هو أسامة المليوي؟
يبلغ المليوي من العمر 29 عامًا.
يتميز بكونه مهاجمًا تقليديًا داخل منطقة الجزاء، يجيد التحرك خلف المدافعين واستغلال الكرات العرضية والكرات الثانية.
حقق لقب هداف بطولة أمم أفريقيا للمحليين الأخيرة، وهو ما وضعه تحت مجهر أندية أفريقية وعربية كبرى.
يلعب حاليًا مع نهضة بركان، ويُعد أحد أبرز عناصر الفريق الهجومية محليًا وقاريًا.
مميزات المليوي الفنية
حس تهديفي عالٍ: يتمركز دائمًا في مناطق الخطورة، ويجيد استغلال أنصاف الفرص.
قوة بدنية واضحة: ما يجعله قادرًا على مواجهة مدافعي شمال أفريقيا أصحاب القوة والصلابة.
إجادة الألعاب الهوائية: وهو عنصر يفتقده الأهلي منذ فترة، خصوصًا بعد تراجع مستوى المهاجمين في التسجيل بالرأس.
خبرات قارية: مشاركته في البطولات الأفريقية مع المنتخب المحلي ونهضة بركان جعلته معتادًا على الأجواء القارية المشابهة لدوري أبطال أفريقيا.
هل يفيد الأهلي؟
بعد رحيل وسام أبو علي، يعاني الأهلي من غياب المهاجم الصريح الذي يجيد إنهاء الهجمات.
يعتمد الفريق بشكل أكبر على محمد شريف وجراديشار وهم أقرب للمهاجم الوهمي أو رقم 9 ونصف كما يقال، بينما يفتقد الفريق رأس حربة تقليدي.
المليوي يمكن أن يمنح الأهلي حلولًا إضافية داخل الصندوق، خاصة في المباريات المغلقة أمام الفرق الدفاعية، حيث عانى الأهلي كثيرًا من إهدار الفرص وقلة الفاعلية.
لكن هناك نقطة سلبية: اللاعب لم يسبق له الاحتراف خارج المغرب، وهو ما يجعل مسألة تأقلمه على الأجواء المصرية وضغوط الأهلي الجماهيرية بحاجة إلى وقت.
صفقة ذكية أم مغامرة جديدة؟
إذا تم التعاقد مع لمليوي، سيكون صفقة ذكية من الناحية الفنية لتعويض رحيل أبو علي، وسيمنح الأهلي مهاجمًا "صندوقيًا" يجيد استغلال أنصاف الفرص، ومع ذلك، يبقى السؤال: هل إدارة نهضة بركان ستوافق أصلًا على التخلي عنه لمنافس مباشر في دوري الأبطال؟.
يملك أسامة لمليوي كل مقومات المهاجم الذي يحتاجه الأهلي في الوقت الحالي، فهو هداف تقليدي يجيد التمركز داخل الصندوق واستغلال الكرات العرضية، إضافة إلى قوته البدنية وحسه التهديفي العالي، وهي عناصر افتقدها الفريق بعد رحيل وسام أبو علي.
لكن تبقى معضلة اللاعب في محدودية خبراته خارج المغرب، وهو ما يطرح تساؤلًا حول قدرته على التأقلم سريعًا مع ضغط الجماهير المصرية ونسق الأهلي السريع، ما يجعل الصفقة مزيجًا بين المكسب الفني المؤكد والمخاطرة المرتبطة بالانسجام النفسي والتكتيكي.
المليوي قد يكون الحل الأمثل للأزمة الهجومية الحالية للأهلي، صفقة تحمل مخاطرة على مستوى التأقلم، لكنها منطقية جدًا من الناحية الفنية.