شهادات المبدعات في الدورة الثالثة لمهرجان إيزيس لمسرح المرأة: «كيف نَفَذْنَ من الحائط الشفاف» - بوابة الشروق
الخميس 2 أكتوبر 2025 5:13 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. هل تنجح خطة الـ21 بندًا لترامب في إنهاء حرب غزة؟

شهادات المبدعات في الدورة الثالثة لمهرجان إيزيس لمسرح المرأة: «كيف نَفَذْنَ من الحائط الشفاف»

تقرير- إيناس العيسوي
نشر في: الخميس 2 أكتوبر 2025 - 3:35 م | آخر تحديث: الخميس 2 أكتوبر 2025 - 3:35 م


- سلوى محمد علي: زوجي دعمني وكنت أترك أولادي معه لمدة 10 أعوام لأذهب إلى المسرح لعرض مسرحية "الملك لير"

- المدير الفني للمهرجان: المرأة العربية "عِندِيَّة" بمعنى الإصرار لا بالمعنى الطفولي

- الفنانة اللبنانية حنان الحاج: إننا في مجتمع يعتبر الفنانة امرأة سيئة السمعة

في جلسة حوارية بعنوان "كيف نَفَذْنَ من الحائط الشفاف" استضافها المجلس الأعلى للثقافة، قدَّمت مجموعة من المبدعات في مجال المسرح من مختلف أنحاء الوطن العربي تجاربهن على الخشبة والصعوبات التي تواجههن في المجتمع، وذلك ضمن فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة "دورة سميحة أيوب".

أدارت الجلسة الكاتبة رشا عبد المنعم، المديرة الفنية للمهرجان، وتحدثت خلالها الفنانات منى هلا وسلوى محمد علي ووفاء الحكيم والمخرجة مروة رضوان والناقدة د. مايسة زكي والفنانة ريهام عبد الحميد والكاتبة والإعلامية جهاد الديناري من مصر، والفنانة اللبنانية حنان الحاج علي، والمخرجة التونسية جيهان إسماعيل، والناقدة البحرينية د. زهراء المنصور، والكاتبة والمخرجة السورية سوزان علي.

أكدت رشا في بداية الجلسة أنها ترى المرأة العربية عمومًا "عِندِيَّة"، وليس بالمعنى الطفولي غير الناضج، ولكن بمعنى الإصرار، ونموذج المرأة الفلسطينية يؤكد ذلك بدون جدال. مشددة على أن الهدف من الجلسة هو تبادل الخبرات مع صانعات المسرح، فكل سيدة لديها قصة وحكاية وتجربة عظيمة.

تحدثت الفنانة اللبنانية حنان الحاج علي عن تجربتها كممثلة مُحَجَّبة، وهو الوصف الذي لا تحبه، مضيفة أننا في مجتمع يعتبر الفنانة امرأة سيئة السمعة، لكنها قررت أن تقتفي أثر فنانات استثنائيات وَقَفْنَ في وجه كثيرين، وتسير على خُطاهن، مشيرة إلى أنها تعتبر حجابها منديلًا اختارته بإرادتها واختيارها لا لسبب ديني، وإنما أرادت تذكير الناس بأن وجود امرأة محجبة ومبدعة وحرة ليس أمرًا ممكنًا فقط ولكنه حتميّ.

وأشارت إلى أنها عندما شاركت في مسرح الحكواتي الذي كان في قلب الحرب اللبنانية ينبش الذاكرة الجماعية، اكتشفت أن المسرح مرتبط بالناس والحياة ويستمد حكاياته من التاريخ الحي. كل هذا قادها إلى تاريخها وهويتها، وأعادت اكتشاف جدتها وحجابها القطني الجميل. وعندما جاءت جدتها لتشاهدها لأول مرة على المسرح ووجدتها تندفع بحماس وتطلق زغاريد ومديحًا وشعرًا وغناءً وسط دهشة وإعجاب الجميع، وقتها اكتشفت عائلتها أن المسرح ليس شيئًا مُخجلًا.

وقالت جيهان إسماعيل إن تونس من أكثر البلدان العربية التي تم فيها العمل على الأرضية الاجتماعية والتشريعية فيما يخص المرأة، لكن مع الأسف أحيانًا عندما يأتي التغيير من فوق لا يكون حقيقيًا بالشكل الكافي، ولا نلمس تأثيره في المجتمع.

وأكدت أنها عاشت صعوبات عديدة، ورغم وجود حرية لكن الأهل كانوا أول عائق وضد دخول المرأة عالم الفن ويعتبرونه جريمة، ضد العادات والتقاليد، موضحة "مهما كانت درجة الوعي يظل المجتمع ينظر للفنانة نظرة سيئة والبعض يرفض الزواج من فنانة"، مؤكدة أن المرأة من حقها التعبير عن ذاتها والفن مقاومة والمسرح هو أبو الفنون.

وقالت الناقدة د. زهراء المنصور إنه مهما اختلفت المناطق أو البيئة تتشابه النساء في كثير من النقاط وتمر الأغلبية بالظروف نفسها، مشيرة إلى أنها تعيش في مجتمع محافظ ومغلق نسبيًا، مشيرة إلى صدمة أسرتها في البداية عندما أطلعتهم على رغبتها في دراسة النقد لأنه على الرغم من انتمائها لأسرة مُتفتحة إلا أن هناك اعتبارات مُعتادة بحكم المجتمع، لكنهم في النهاية وافقوا على رغبتها في دراسة المسرح وتغيرت نظرتهم للأمر نتيجة لتفوقها، مؤكدة اعتزازها بهذا القرار لأنها درست ما تحب ورغم أن الخطوات بطيئة إلا أنها تستمتع بكل مرحلة.

أما الكاتبة السورية سوزان علي والتي تعيش في برلين وتعاني من الاغتراب، نتيجة لموقفها الثوري ضد بشار الأسد، فقدَّمت شهادتها عبر مقطع فيديو لعدم مقدرتها على السفر، وقالت: "عنوان الجلسة يَمَسُّني كامرأة ويهمني ككاتبة مسرحية، نمر بفترة حساسة ويتعامل معنا البعض ككتلة أسمنت على قارعة الطريق. عملت كمخرجة مسرحية ومررت بظروف كثيرة، لكن المسرح كان دائمًا أكثر نوع من الفنون كرمًا معي، وأصبحت العلاقة بيننا أشبه بثنائية العتمة والضوء، الحركة على المسرح وثنائية الجسد والرقص والموسيقى، مكنتني من نقل ما أريد بطريقة أفضل من كتابة الشعر".

بينما أكدت الفنانة سلوى محمد علي أن تجربتها مختلفة عن تجارب الكثير من المتحدثات، إذ قوبلت كل اختياراتها بدعم من والدها، ومن بعده زوجها الذي شجعها وكانت تترك الأولاد معه يوميًا لمدة 10 أعوام، لتذهب إلى المسرح وتعرض مسرحية "الملك لير".

وقالت: "دخلت المسرح بسبب سيدات المسرح، وأرى أن النساء به لا تُعانين من مشكلة مثلما تعاني المرأة في السينما والتلفزيون، فالمسرح العربي شهد الكثير من الأسماء التي سجلها التاريخ: منيرة المهدية، وفاطمة رشدي، وفي الأجيال التالية سميحة أيوب، وعايدة عبد العزيز، صحيح أن الأخيرة لم تحصل على الفرص التي تستحقها، ولكن هذا يحدث للرجال أيضًا، مثال على هذا المخرج منصور محمد الذي مات قهرًا، ومحمد أبو السعود مات من الحسرة".

ووصفت سلوى المرأة التي تقف على المسرح بالقوية جدًا، لكنها في الوقت نفسه لا تجزم بأن تجربتها يمكن تعميمها، لأنها بالطبع من عَانَيْنَ من صعوبات، وكشفت عن مشكلتها الحقيقية مع المسرح وهي عدم وجود مشروع مسرحي وعدم وجود أماكن للعروض، فالمفتوح منها بات غير آدمي، إلى جانب مشاكل التضييق من الرقابة.

وعلقت رشا موضحة أن صانعات المسرح الكاتبات والمخرجات وضعهن مختلف عن الممثلات، وأن الممثلات قد يكون حظهن أفضل"، وقالت المخرجة عبير علي حزين، المدير الفني للمهرجان، أن لكل قاعدة استثناء والتجارب مختلفة.

واتفقت الناقدة د. مايسة زكي مع سلوى في مسألة القهر المجتمعي وترى أنه يمارس على الجميع سواء كان رجلًا أو امرأة، لافتة إلى أن طلة المرأة على المسرح تُضفي الكثير من البهجة، ولا تتصور كيف كان في وقت من الأوقات غير مسموح للنساء بالعمل على المسرح. وقالت: "مشكلتنا في العقليات الثابتة".

وأكدت الفنانة منى هلا، أن تجربتها مشابهة لتجربة سلوى محمد علي لأن أسرتها دعمتها بقوة منذ الصغر وبدأت التمثيل من سن 12 سنة، لكن صدمتها جاءت متأخرة وبدأت تتعامل مع الشارع والناس في المجتمع، فكانت الصدمة الأولى هي سوء معاملة زميلاتها لها في الجامعة لأنها ممثلة، حيث رفضت واحدة إعطاءها المحاضرات بينما تسببت أخرى في رسوبها في بعض المواد الدراسية.

وأضافت أن الطريقة التي يتحدث بها بعض الممثلين الذكور أيضًا في الإعلام عن الفن ورفضهم لعمل بناتهم به تُسيء أيضًا للفنانات، مشيرة إلى أن المشكلة الأخرى التي تواجهها أيضًا هي فكرة التنميط وحصر الممثلة في أدوار معينة، حيث كان شكلها يدفع المخرجين في البداية لحصرها في أدوار الفتاة الرقيقة الخجولة وهو عكس شخصيتها المتمردة التي تحب التحديات، ومن بعد نجاحها في "ليل خارجي" أصبحت أغلب الأدوار التي تُعرض عليها هي فتاة ليل.

بينما أشارت جهاد الديناري، الحاصلة على ماجستير في مجال المسرح، وتتولى منصب نائب رئيس تحرير باليوم السابع، إلى أنها قابلت ذكورًا قدموا لها ولغيرها الدعم، وفي الوقت نفسه قابلت قيادات نسائية تزيد الأمور صعوبة، متسائلة: هل أصبحنا كنساء نحمل جزءًا من السلطة الأبوية؟.

وروت المخرجة ريهام عبد الحميد، المحاربة الناجية من السرطان، تجربتها كمخرجة قائلة: "كلنا عانينا نفس المعاناة فلم أجد أسرة تساندني، وعندما فكرت في المسرح رفض والدي رغم أنه وافق أن يدرس شقيقي المسرح، وتراجع أمام إلحاحي، لكنه ظل يتعامل معي على أن ما أدرسه بلا قيمة، وتجربتي كمخرجة كانت أصعب لأن البعض يرى أن المخرج لا بد أن يكون رجلًا قويًا وذا شخصية ومن وجهة نظرهم لا تصلح المرأة لهذه المهنة"، مشيرة إلى أنها يئست بعد فترة وتزوجت وأنجبت ومع ارتدائها للحجاب، زاد الأمر سوءًا، فكانت تُقتَرح الأفكار ويتم نقلها لرجل ليقوم بإخراجها، لكنها أصرت في النهاية على تقديم عرض من إخراجها في الإسكندرية حصد إيرادات كبيرة.

وتحدثت سماح حمدي التي اختارت العمل في الديكور والأزياء المسرحية، عن تجربتها واختلاف المكان الذي نشأت فيه حيث كانت تعيش مع أسرتها في السعودية، قبل العودة والاستقرار في مصر، مؤكدة أن عائلتها كلاسيكية، لكنها مارست تمردها وغضبها، ورفضت الالتزام بالخط المرسوم لها مسبقًا، رغم الإلحاح بضرورة زواجها، مشيرة إلى أنها درست الفنون المعاصرة، وما بعد الحداثة، وتأثيرها على الناس، وكيف تساعد الفنون الإنسان على أن يكون مشاركًا في صنع القرار، وتحدثت عن العروض التي تقدمها وصعوبتها وأن مقدميها بعضهم هاجر والبعض الآخر ابتعد أو غيَّر مساره مثل الفنانة سماء إبراهيم.

وأشارت الفنانة وفاء الحكيم إلى أن ابنها شادي صنع فيلمًا عنها تروي فيه تجربتها، وكيف يتم إحباط المرأة على يد بنات جنسها، قائلة: "أصبحنا جَلَّادِين لأنفسنا وحرصنا في الفيلم على توضيح أن أجدادنا لم يعيشوا ما نعيشه نحن. المرأة ترفض أن تُظهر معاناتها حتى لا يتهمها أحد بالضعف". لافتة إلى أنها كانت تتمتع بحرية كبيرة إلى أن دخلت الجامعة وأرادت العمل بالمسرح، رفض والدها وحاولت والدتها إقناعه، مضيفة: "لا بد أن نُجاهِر بأننا نحصل على فرصنا بعد عذاب ومَعْرَكَة للدفاع عن النفس".

مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة تنظمه مؤسسة جارة القمر وتتشكل إدارته من المخرجة والممثلة عبير لطفي (رئيسة المهرجان)، والكاتبة والمخرجة عبير علي حزين والكاتبة والناقدة رشا عبد المنعم (المديرتين الفنيتين للمهرجان) ومصطفى محمد ومنى سليمان (المديرين التنفيذيين)، ويقام تحت رعاية ودعم وزارة الثقافة، إلى جانب وزارة الشباب والرياضة واليونك (اتحاد المعاهد الثقافية الأوروبية)، والـUNFPA ومؤسسة اتجاه والمعهد الثقافي الإيطالي، سفارة إسبانيا بالقاهرة، الهيئة العربية للمسرح، المجلس القومي للمرأة، وزارة الاتصالات، السفارة الهولندية بالقاهرة، وكالة التعاون الإيطالي، سفارة النرويج بالقاهرة، البرنامج المشترك zzj، مؤسسة زاد للفنون، معهد ثربانتس بالقاهرة، مؤسسة مصر الخير، دار ريشة للنشر والتوزيع، مؤسسة اليابان بالقاهرة، قطاع المسرح، المجلس الأعلى للثقافة، المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، صندوق التنمية الثقافية، الهيئة العامة لقصور الثقافة، مؤسسة صناع الحياة، وصلة للفنون، الجامعة الأمريكية بالقاهرة، كالتوجراف، مسرح الريحاني سوكسيه، ومعهد جوته الألماني بالقاهرة.

 

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك