من البحيرة إلى الجيزة.. مهرجان دمنهور للكاريكاتير يقدم الفن كأداة تمكين نسوي‬ - بوابة الشروق
الأحد 6 يوليه 2025 10:52 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

من أفضل فريق عربي في دور المجموعات بمونديال الأندية؟

من البحيرة إلى الجيزة.. مهرجان دمنهور للكاريكاتير يقدم الفن كأداة تمكين نسوي‬

رنا عادل
نشر في: الأحد 6 يوليه 2025 - 10:39 ص | آخر تحديث: الأحد 6 يوليه 2025 - 10:39 ص

بمناسبة احتفال مكتبة مصر العامة الرئيسية بالجيزة بعيد ميلادها الـ30، تستضيف المكتبة، في الرابعة عصر اليوم الأحد، معرضًا خاصًا لمهرجان دمنهور الدولي للكاريكاتير للمرأة، حيث تُعرض معروضات مميزة من الدورة الثانية لهذا المهرجان الذي يعد الأول من نوعه في مصر والعالم العربي، والمعتمد رسميًا من وزارة الثقافة.

يمثل المعرض فرصة لجمهور العاصمة للتعرف على تجربة مهرجان نسوي انطلق خارج القاهرة، ليتيح للفتيات والسيدات التعبير عن قضاياهن عبر فن الكاريكاتير، وإعادة الاعتبار لهذا الفن كأداة بصرية مؤثرة في الصحافة والدفاع عن قضايا المرأة.

- كيف بدأت الحكاية؟

يقول الكاتب والباحث عبدالله الصاوي، مؤسس ومدير المهرجان، إن حلم تقديم مشروع يخص المرأة باستخدام الكاريكاتير كان حاضرا لديه منذ البداية، وجاءت الفرصة عام 2024 حين فاز المشروع بمنحة "مشروع خارج حدود العاصمة" من معهد جوته، والتي تشترط إقامة الفعاليات خارج القاهرة والإسكندرية لدعم اللامركزية الثقافية.

اختار الصاوي دمنهور بمحافظة البحيرة، مسقط رأسه، بهدف إحياء النشاط الثقافي في الأقاليم وتأسيس مشروع نسوي يفتح مساحات للتعبير الفني للفتيات والسيدات من خلال الكاريكاتير، ليصبح المهرجان أول مهرجان متخصص بالكاريكاتير النسوي في مصر والعالم العربي، ويحمل شعار دورته الأولى: "عبّري.. هتقدري".

-مسابقة دولية ورسائل للعالم

ويوضح الصاوي أنه رغم انطلاقه من محافظة البحيرة، استطاع مهرجان دمنهور الدولي للكاريكاتير للمرأة أن يجذب تفاعلا واسعا من رسامي الكاريكاتير حول العالم، وذلك من خلال المسابقة الدولية السنوية التي ينظمها المهرجان وتفتح الباب أمام المشاركات من مختلف الدول.

وتناولت المسابقة في الدورة الأولى، موضوع "المرأة في الكاريكاتير"، وحرصت على تكريم الصحفية الراحلة منيرة ثابت تقديرا لدورها الرائد في الصحافة والدفاع عن قضايا المرأة.

أما في الدورة الثانية، فقد تناولت المسابقة موضوع "التمكين الاقتصادي للمرأة"، واختارت المهرجان الصحفية والكاتبة فاطمة اليوسف "روزا اليوسف" شخصية الدورة، وذلك تزامنا مع مرور 100 عام على تأسيس مجلتها عام 1925، لتسليط الضوء على دورها التاريخي في الصحافة والكاريكاتير المصري والعربي.

-لماذا يعد الكاريكاتير أداة مهمة في الصحافة؟

يرى الصاوي، أن الكاريكاتير يعد أداة بصرية مؤثرة في تاريخ الصحافة المصرية والعالمية، حيث يسهم في نقل الرسائل بسرعة للجمهور، ويعد وسيلة للنقد الاجتماعي والسياسي والدفاع عن قضايا الناس، كما ظل حاضرا في الصحف الكبرى عبر عقود ليصبح وسيلة لصناعة الوعي البصري وعبر عن قضايا نسوية كثيرة ومنها ختان الإناث. ويربط المهرجان هذا الفن بتاريخ الصحافة المصرية والعربية، ويتيح للفتيات والسيدات التعبير عن قضاياهن.

- جديد الدورة الثانية: الاعتماد الرسمي وأنشطة أوسع

تميزت الدورة الثانية بحصول المهرجان على اعتماد اللجنة العليا لحوكمة المهرجانات بوزارة الثقافة، ليصبح أول مهرجان كاريكاتير معتمد رسميا في مصر، وهو ما عزز مكانته على خريطة الفعاليات الثقافية والفنية، وأصبح له موعد ثابت في أجندة الوزارة وهو شهر مارس.

كما شهدت الدورة توسعا في الأنشطة، حيث نظمت ندوة "من حكاوي الكاريكاتير" بمكتبة مصر العامة بدمنهور حول فاطمة اليوسف والرسام الإسباني "خوان سِنتيس" والرسام المصري الراحل محمد حاكم، إلى جانب تنظيم أول ندوة كاريكاتير في تاريخ جامعة دمنهور بحضور أكثر من 600 طالبة حول التمكين الاقتصادي للمرأة.

واستضاف المهرجان إسبانيا كضيف شرف بالتعاون مع السفارة الإسبانية، ونظمت ورش عمل غير مسبوقة مع الرسامتين مونيكا رويس، وكريستينا توربيلينا، لتعليم البنات رسم الكاريكاتير عمليا، كما نظم ورشا بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة لتعليم الكاريكاتير والرسم على القماش لدعم التمكين الاقتصادي للفتيات، بالإضافة إلى تنظيم برنامج سياحي لضيوف المهرجان من الرسامات الأجانب لزيارة رشيد ووادي النطرون للتعرف على التراث المصري.

-المعرض المصغر في القاهرة.. تعريف جمهور العاصمة بالمهرجان

جاء تنظيم المعرض المصغر بمكتبة مصر العامة بالجيزة بعد اهتمام الصحافة بالمهرجان وإشادة عدد من الكُتاب به، ليتيح لجمهور العاصمة فرصة للتعرف على المهرجان وتجربته النسوية من خارج العاصمة. يعرض المعرض أعمالا نادرة يصل عمر بعضها لـ100 عام لرواد الكاريكاتير المصري مثل، رخا، وصلاح جاهين، وبهجوري، وأعمالا من مسابقة المهرجان حول "التمكين الاقتصادي للمرأة"، و50 بورتريه لفاطمة اليوسف بريشة رسامين من 44 دولة، وأعمالا مختارة من نتاج الورش التي شاركت فيها فتيات البحيرة، إضافة إلى أعمال للفنانين المكرمين مثل، محمد حاكم وسعيد بدوي، وأعمال ضيوف الشرف الإسبان مثل كريستينا توربيلينا، ومونيكا رويس، وخوان سِنتيس.

"الصاوي" يناشد وزارة الثقافة بدعم مهرجان الكاريكاتير وحفظ التراث الثقافي

ساعدت منحة جوتة على حل جزء من التحديات المالية، لكن الإجراءات البيروقراطية لم تكن سهلة. هنا جاء الدعم المحلي من د. نهال بلبع، نائبة محافظ البحيرة، التي دعمت المبادرة بحماس، بالتزامن مع تنظيم أول ورشة كاريكاتير مجانية للفتيات في تاريخ المحافظة خلال معرض دمنهور للكتاب عام 2024.

كما تعاون المهرجان في دورته الأولى مع المعهد الفرنسي الذي استضاف فرنسا كضيف شرف، وتمت دعوة رسامة الكاريكاتير العالمية "تراكس"، التي عبرت عن إعجابها بمستوى المشاركات وبأنه يفوق المستوى الموجود في فرنسا قائلة: "من يريد أن يرى مصر جميلة عليه زيارة مهرجان دمنهور الدولي للكاريكاتير".

رغم ذلك، يشير الصاوي إلى أنه لا يزال المهرجان ينظم بتمويل ذاتي ودعم بعض الجهات الدولية فقط، ويناشد وزارة الثقافة والجهات المعنية بتوفير دعم لوجيستي ومالي بسيط للمبادرات الثقافية الجادة التي تحفظ التراث اللامادي وتدعم التمكين الثقافي والاقتصادي للفتيات في الأقاليم بناء على قرار رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء، لأن التحديات المادية واللوجستية تشكل عائقا كبيرا أمام استمرار المهرجان.

 


-المؤسسة المنظمة: حلم مستمر رغم التحديات

وأوضح الصاوي، أن مؤسسة عبدالله الصاوي للحفاظ على الكاريكاتير المصري تعد امتدادا لمشروع "ذاكرة الكاريكاتير" (2012) لحفظ التراث الكاريكاتيري المصري رقميا، ومبادرة "الكاريكاتير للجميع" (2021) لنشر فن الكاريكاتير مجانا بين الأطفال والشباب، وهي مؤسسة مسجلة بوزارة التضامن الاجتماعي لضمان استدامة عملها قانونيا.

كما تستعد المؤسسة حاليا لإصدار أول كتاب مصري عن الرسام الإسباني خوان سِنتيس، وتواصل تجهيز الدورة الثالثة للمهرجان لضمان استمراره كحدث ثقافي فني نسوي يربط التراث بالتجديد، ويؤكد أن الثقافة قادرة على خلق الأمل وتغيير الواقع حتى من خارج العاصمة.


صور متعلقة


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك