رسوم ترامب الجمركية الجديدة تربك الأسواق العالمية وتُعيد شبح الحرب التجارية - بوابة الشروق
الأربعاء 9 يوليه 2025 1:56 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

من أفضل فريق عربي في دور المجموعات بمونديال الأندية؟

رسوم ترامب الجمركية الجديدة تربك الأسواق العالمية وتُعيد شبح الحرب التجارية


نشر في: الثلاثاء 8 يوليه 2025 - 5:51 م | آخر تحديث: الثلاثاء 8 يوليه 2025 - 5:51 م

ميشال صليبي: الأسواق الآسيوية تعاملت بمرونة نسبية ومؤشرات وول ستريت تراجعت.
أحمد عزام: التصعيد الأخير يُمثل مخاطر للشركات الأمريكية المستوردة.


أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التوترات إلى الأسواق العالمية بإعلانه حزمة جديدة من الرسوم الجمركية المرتفعة على مجموعة من الشركاء التجاريين، في مقدمتهم اليابان وكوريا الجنوبية. أثار هذا الإعلان قلق المستثمرين ودفع مؤشرات وول ستريت للتراجع، بينما أظهرت الأسواق الآسيوية مرونة نسبية.

حذر محللو أسواق المال من تداعيات خطيرة إذا دخلت هذه الرسوم حيز التنفيذ، وسط توقعات بموجة تقلبات حادة قد تُعيد رسم ملامح النظام التجاري العالمي. ستؤثر هذه التقلبات على أسواق المال العالمية نتيجة لحالة الضبابية والقلق لدى المستثمرين مع تصاعد التوترات حول التعريفات الجمركية مرة أخرى.

كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الاثنين، عن أول دفعة من الرسوم الموعودة التي تُهدد بفرض معدلات رسوم جمركية أعلى على شركاء تجاريين رئيسيين، بما في ذلك فرض رسوم بنسبة 25% على السلع القادمة من اليابان وكوريا الجنوبية ابتداءً من الأول من أغسطس.

كما أعلن ترامب عن رسوم بنسبة 25% على ماليزيا وكازاخستان، في حين ستشهد جنوب أفريقيا تعرفة بنسبة 30%، وستواجه لاوس وميانمار رسومًا بنسبة 40%، وتونس رسومًا بنسبة 25%.

وهدد ترامب أيضًا مجموعة دول البريكس، وقال عبر منشور على منصة "تروث سوشيال" إن الولايات المتحدة ستفرض رسومًا جمركية إضافية بنسبة 10% على "أي دولة تتبنى سياسات مجموعة البريكس المعادية لأمريكا" مع عدم وجود أي استثناءات.

قال ميشال صليبي، كبير محللي الأسواق المالية في "FxPro"، إن الأسواق العالمية تأثرت بشكل واضح بعد تصريحات دونالد ترامب، حيث أدت إلى تراجع نسبي في مؤشرات وول ستريت، نتيجة لحالة التردد والقلق لدى المستثمرين، مما يُشير إلى أن السوق بات يتوقع تقلبات محتملة قبيل سريان هذه الرسوم في 1 أغسطس المقبل.

وأوضح صليبي أن الأسواق الأمريكية تراجعت بعد أن كانت قد حققت مستويات تاريخية، مما يعني أن جزءًا من هذا التراجع يُعزى إلى تصحيح في الأسعار، بالإضافة إلى حالة الضبابية والقلق لدى المستثمرين مع تصاعد التوترات حول التعريفات الجمركية.

أما في آسيا، فأوضح صليبي أن الأسواق تعاملت بمرونة نسبية، ويعود ذلك إلى طبيعة الأسهم التي قادت الارتفاع، خاصة أسهم شركات التكنولوجيا، مثل شركات الرقائق الإلكترونية، والتي استفادت من الطلب العالمي القوي والتفاؤل المستمر حول الذكاء الاصطناعي، مما ساعد على التخفيف من حدة الخسائر، بل وساهم في تحقيق مكاسب. وأكد أن هذه المرونة ليست جديدة، حيث أظهرت الأسواق الآسيوية استعدادًا للتعامل مع نزاعات تجارية سابقة، كما أن المستثمرين المحليين باتوا أكثر تأهبًا للتقلبات.

وفيما يخص الين الياباني، أشار صليبي إلى أن ضعف الين أمام الدولار كان طبيعيًا، وقد ساهم هذا الضعف في دعم المصدرين اليابانيين، مما عزز من أرباح الشركات الكبرى، وساهم في ارتفاع مؤشر "نيكاي".

ورغم القلق السائد، هناك نوع من التفاؤل في أوساط المستثمرين، خاصة مع التوقعات بأن تكون هذه الخطوة وسيلة ضغط تفاوضي من جانب ترامب، مما قد يفتح الباب أمام التوصل إلى اتفاقات استثنائية أو إعفاءات قبل الموعد النهائي. إضافة إلى أن العلاقات الاستراتيجية القوية بين واشنطن وطوكيو وسيول تجعل الأسواق تتوقع بعض المرونة في التعامل مع هذه الرسوم.

وتوقع صليبي أنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق بحلول الأول من أغسطس، ودخول هذه الرسوم حيز التنفيذ دون تسوية، فإن الأسواق قد تشهد ضغوطًا أكبر في الفترة المقبلة، وخاصة على أسهم التصدير الآسيوية، مما قد يؤدي إلى تراجع أكبر في مؤشراتها.

قال كبير المفاوضين التجاريين اليابانيين، ريوسي أكازاوا، يوم الثلاثاء، إن اتفاقية التجارة بين اليابان والولايات المتحدة يجب أن تشمل تنازلات جمركية لصناعة السيارات الحيوية. وأضاف أكازاوا أنه أجرى محادثة هاتفية لمدة 40 دقيقة مع وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك، حيث اتفق الجانبان على مواصلة المفاوضات "بشكل نشط".

ومن جانبه، قال أحمد عزام، رئيس الأبحاث في مجموعة إكويتي، إن الأسواق العالمية باتت تتعامل مع قرارات ترامب كعوامل مفاجئة يصعب تسعيرها مسبقًا، وهو ما يزيد من تقلبات الأسهم والعملات. موضحًا أن التصعيد الأخير يُمثل مخاطر للشركات الأمريكية المستوردة التي ستتحمل العبء المباشر، مما يُهدد هوامش الربحية ويُزيد من تكاليف الإنتاج، كما أن المستهلك الأمريكي قد يُصبح ضحية غير مباشرة إذا تم تمرير التكلفة إليه، مما يُفاقم الضغوط التضخمية.

وأضاف عزام أن مؤشرات الأسهم الآسيوية شهدت أداءً متباينًا مع تحركات متواضعة بعد أن أبقى ترامب الباب مفتوحًا لمزيد من المحادثات التجارية، لكن تبقى حالة التذبذب هي المسيطرة حتى بداية الشهر القادم.

ارتفع مؤشر MSCI الإقليمي للأسهم بنسبة 0.1%، بعد أن تذبذب بين مكاسب وخسائر طفيفة في وقت سابق من يوم الثلاثاء. ولم تشهد العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 تغيرًا يُذكر. ارتفع الوون الكوري الجنوبي، بينما انخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.2%.

كما ارتفع اليورو بفضل تقرير يُفيد بأن الولايات المتحدة عرضت على الاتحاد الأوروبي صفقة برسوم جمركية بنسبة 10%.

وأضاف عزام أن الرسوم الجمركية الجديدة للرئيس ترامب على الواردات من اليابان وكوريا الجنوبية ليست مجرد أداة ضغط تجاري، بل مؤشر على تحوّل استراتيجي في هيكلية التحالفات الاقتصادية الأمريكية، ورسالة مباشرة لحلفاء واشنطن بأن العلاقات الأمنية لا تُعفي من الفاتورة التجارية.

وأشار إلى أن اختيار طوكيو وسيول في طليعة الدول المستهدفة لم يكن اعتباطيًا، فهما من كبار مصدري السيارات إلى السوق الأمريكي، ويملكان فوائض تجارية مزمنة مع الولايات المتحدة، ما جعلهما في مرمى مشروع "الرسوم التبادلية" الذي أطلقه ترامب بهدف إعادة التوازن التجاري.

قال عزام إن فرض رسوم بنسبة 25% على اليابان وكوريا ليس فقط خطوة تجارية، بل فصل جديد في رواية الانفصال الاقتصادي الأمريكي عن التحالفات التقليدية. مضيفًا أنه إذا فشلت جولات التفاوض المرتقبة قبل 1 أغسطس، فإن العالم سيواجه موجة جديدة من إعادة تشكيل قواعد التجارة الدولية بقيادة رجل واحد، يخوض معاركه بعقلية رجل أعمال.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك