نيران سنترال رمسيس.. تفاصيل 20 ساعة للسيطرة على حريق أوقف قلب العاصمة - بوابة الشروق
الأربعاء 9 يوليه 2025 1:00 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

من أفضل فريق عربي في دور المجموعات بمونديال الأندية؟

نيران سنترال رمسيس.. تفاصيل 20 ساعة للسيطرة على حريق أوقف قلب العاصمة


نشر في: الثلاثاء 8 يوليه 2025 - 5:29 م | آخر تحديث: الثلاثاء 8 يوليه 2025 - 5:29 م

قوات الحماية المدنية للسيطرة على النيران وأنقاذ أرواح الموظفين.. وشهامة المصريين حاضرة في المشهد

مصرع 4 مهندسين احتجزتهم النيران وإصابة 21 من الموظفين وقوات الحماية والمدنية والأمن

النيابة العامة تحقق في الحادث للوقوف على مدى توافر إجراءات السلامة والصحة المهنية واشتراطات الحماية المدنية

كشاف موبايل ينقذ صاحبه من الموت داخل المبنى.. وسيارات المياه والصرف تعاون عربات المطافي

تعطل الخدمات الإلكترونية بالمرور والشهر العقاري.. مصادر: وحدات المرور تلجأ للعمل اليدوي.. والشهر العقاري يدرس زيادة ساعات العمل ووجود حلول بديلة


كتب- وليد ناجي ومصطفى المنشاوي ونهاد القادوم وأحمد سامي:


استغرقت جهود رجال الحماية المدنية نحو 20 ساعة لمحاربة النيران التي اشتعلت في مبني سنترال رمسيس بمنطقة وسط القاهرة، إلى أن استطاعت إخماد الحريق الذي تجدد أكثر من مرة في ساعات ليلة الثلاثاء وانتهاء عمليات التبريد ظهر اليوم، بعد فترة عصيبة توقفت معها العديد من الخدمات بسبب تعطل الاتصالات والإنترنت في بعض المناطق.

أدخنة كثيفة غطت سماء العاصمة وامتدت لأرجاء المناطق المحيطة بوسط البلد بل وصلت لمناطق قريبة بمحافظة الجيزة كالمهندسين والزمالك من شدة النيران، ساعات هلع ورعب عاشها سكان منطقة رمسيس أمس الأول الاثنين، خلفت شبه توقف لغالبية أرقام الطوارئ، وكأن النيران لم تلتهم مجرد مبنى بل أكلت "عقل مصر".

وتمكنت قوات الحماية المدنية من السيطرة على الحريق قبيل ظهر أمس الثلاثاء، بعدما تسبب في وفاة في مصرع 4 من المهندسين والعاملين بالسنترال والذين لم يسعفهم الوقت للخروج من مكاتبهم واحتجزتهم النيران حتى لفظوا أنفاسهم الأخيرة، فيما أصيب 21 آخرين نقلوا بواسطة رجال الإسعاف للمستشفيات لتلقي العلاج اللازم، فضلا عمن أسعف في مكانه.

وأكد مصدر أمني لـ"الشروق" الإصابات طالت 10 أشخاص من القوات الأمنية التابعة لرجال الحماية المدنية بالقاهرة أثناء محاولاتهم السيطرة على الحريق، كما أصيب 2 من أفراد الأمن بقسم شرطة الأزبكية أثناء تواجدهم في موقع الحريق، وتنوعت الإصابات ما بين حالات اختناق واحتراق بسيطة نتيجة التعرض للهب.

وأعلنت النيابة العامة عن مجموعة من الإجراءات التي اتخذتها فور تلقيها إخطارا من الأجهزة الأمنية بنشوب حريق بمبنى السنترال، حيث انتقل المحامي العام لنيابة شمال القاهرة الكلية، يرافقه فريق من أعضاء النيابة العامة، لإجراء المعاينة لموقع الحادث من الخارج، وتبين من المعاينة الأولية أن الحريق نسب بالمبنى الرئيسي للسنترال، والمكون من أحد عشر طابقًا، وبالمبنى الملحق به المخصَّص للاتصالات الدولية، والمكون من ستة طوابق.

وأضافت أن فريقا آخر من أعضاء النيابة العامة انتقل إلى المستشفيات المحيطة بمكان الحادث، لسماع أقوال من أمكن سؤالهم من المصابين، والبالغ عددهم حتى الآن 21 مصابًا، مشيرة إلى أنها ناظرت جثامين 4 متوفين، وندبت مصلحة الطب الشرعي لتوقيع الكشف الظاهري عليهم، لبيان أسباب الوفاة وكيفية حدوثها، وسحب عينات الحمض النووي منهم.

وذكرت النيابة أنه جارٍ استكمال التحقيقات وصولًا إلى أسباب اندلاع الحريق، والوقوف على مدى توافر إجراءات السلامة والصحة المهنية، ومدى مراعاة اشتراطات الحماية المدنية والحريق، وأنها ستُعاود معاينة موقع الحريق من الداخل فور انتهاء قوات الحماية المدنية من أعمال الإطفاء والتبريد.

- 8 سيارات إطفاء وكرون أمني

بدأ التعامل مع الحادث بتلقي الأجهزة الأمنية إخطارا قبل الساعة السادسة مساء، وتسابقت الأجهزة الأمنية وقوات الحماية المدنية ودفعت بحوالي 8 سيارات إطفاء لمكان الحريق فضلا عن تدعيمها من قبل مرفق الإسعاف بحوالي 10 سيارات لمكان الحريق لنقل المصابين من الحريق.

وبمجرد وصول القوات الأمنية بدأت في فرض كردوانا أمنيا حول المنطقة وبدأت في التعامل مع ألسنة اللهب الكثيفة والمنشرة بالطابق السابع من المبنى المكون من 10 طوابق في محاولة للسيطرة على النيران.

- القيادات الأمنية تتابع الحريق

ولم تمر دقائق معدودة حتى وصلت القيادات الأمنية والإدارية بالمحافظة لموقع الحريق على رأسها الدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة واللواء طارق راشد مدير أمن القاهرة، وبدأت الأجهزة الأمنية في اتخاذ إجراءاتها لمحاولة إنقاذ الموظفين المتواجدين بالمبنى، فضلا عن فصل التيار الكهربائي والغاز عن المبنى بشكل كامل.

- إنقاذ الأرواح وإخلاء المبنى

لم تمر دقائق على عمليات الإخلاء إلا وشاهد رجال الحماية المدنية مجموعة من الموظفين والذين احتجزتهم النيران داخل الطابق السابع بالمكاتب الإدارية فبدأوا في إنقاذهم وإخراجهم من المبنى، إلا أن بعضهم أصيب بحالات اختناق وتم إسعافهم.

وما أن انتهت القوات من إخراج المتواجدين بالطابق السابع ليجدوا مجموعة أخرى من العاملين بالمبنى على سطح المبنى هاربين من شراسة النيران.

استخدم رجال الحماية المدنية السلالم الهيدروكية للوصول إليهم أعلى المبنى وتبين أنهم كانوا متواجدين بالطوابق التي تعلو الحريق، ومع اشتداد النيران وفصل التيار الكهربائي لم يجدوا سبيلا للخروج سوى استقلال سطح المبنى وتم إنقاذهم ونقل بعضهم للمستشفيات لتلقي العلاج اللازم.

- كشاف هاتف محمول يُنقذ موظف بالمبنى

وحضرت العناية الإلهية في الحريق إذ أنقذ كشاف هاتف محمول صاحبه بعدما احتجزته النيران داخل مكتب بالطابق السابع والذي اشتعلت به النيران بشكل شبه كامل ولم يتمكن من الخروج من المكتب المتواجد به.

ومع حالة الشلل في الاتصالات التي أصابت العاصمة وامتدت للأرجاء لم يتمكن الموظف من التواصل مع أي من أصدقاءه أو حتى خط النجدة فلجأ لفكرة إضاءة كشاف هاتفه المحمول والتلويح به يمنة ويسارا إلى أن ألتقطته أعين رجال الحماية المدنية.

على الفور اندفع رجلين من قوات الحماية المدنية على السلم الهيدرولكي وارتفع حتى وصلت لشباك الغرفة المتواجد به الموظف وانتشله من بين الأدخنة، وفور وصوله للأرض كان الموظف يعاني من حالة اختناق فنقلته سيارة الإسعاف للمستشفى لتلقي العلاج اللازم.

- شهامة ولاد البلد

لو تكن الأجواء في منطقة رمسيس ضبابية كالأدخنة المتصاعدة من المبنى بل سطع فيها نور شهامة ولاد البلد إذ وقف شاب ثلاثيني صارخا في السيارات المتوقفة بجانب الطريق والتي تعيق مرور سيارات الدعم التي طلبتها قوات الإطفاء.

الشاب الثلاثيني كان يسير وسط السيارات بعد أن سادت حالة من الشلل المروري بالطريق بسبب الحريق، واستطاع أن يشق الطريق لسيارات الإسعاف والمطافي لتصل بأمان وتمد يد العون لأبطال كانوا يصارعون ألسنة اللهب.

- تدخل سيارات المياه والصرف

دعمت الأجهزة الأمنية والمحلية سيارات الإطفاء بسيارات مياه الشرب والصرف الصحي لنقل المياه لسيارات الإطفاء بعد أن انتهى مخزونها والمساعدة في إطفاء الحريق.

- زيادة شراسة النيران وإجراءات مرورية

مع مرور حوالي ساعتين على الحريق ومواجهة الحماية المدنية للنيران اشتعلت النيران بمجموعة من المكاتب الخلفية بالطابق السابع والمواجهة لكوبري أكتوبر، فلم تجد القوات الأمنية سواء مواجهة من نفس المكان.

واستقلت سيارات الإطفاء لكوبري أكتوبر وبدأت في التعامل السريع من النيران لمنع امتدادها لأي من الطوابق الموجودة بالمبنى إلا أن النيران كانت تتسارع بشكل غير طبيعي، وهو ما فسره مصدر أمني بأن الطابق يحتوي على كميات خشبية متمثلة في المكاتب الإدارية فضلا عن ورقيات كثيرة بالطابق وهو ما يجعل توغل النيران سهلا وانتقالها سريعا.

من جانبها رأت الإدارة العامة لمرور القاهرة غلق كوبري 6 أكتوبر بشكل جزئي في الاتجاه المتجة من المهندسين إلى مدينة نصر وتحويل الطريق إلى طرق أسفل الكوبري والعودة مرة أخرى لاستقلال الكوبري بعد تجاوز مناطق الحريق.

وعند إشارة الساعة إلى الثانية عشر صباحا كانت قوات الحماية المدنية أحكمت قبضتها على النيران وأخمدت أجزائها وبدأت في إجراء عمليات التبريد بالمبنى.

لكن النيران كان لها رأيا آخر إذ بدأت في التصاعد مرة أخرى عند الساعة الثانية عشر والنصف تقريبا، لتعلن أنها مازالت متواجدة بل امتد بعضها للطابق السادس بالمبنى لتعود القوات مرة أخرى لاستقلال السلالم وتوجه مدافع المياه نحو النيران خائضة حرب جسورة غير معلومة النهاية.

صارع رجال قوات الحماية المدنية النيران حتى الساعة الثالثة صباحا، ولم تهدأ النيران بل تزداد كل فترة وتنتقل من طابق لطابق دون توقف حتى أتت على أغلب طوابق المبنى وتسببت في خسائر كبيرة، إلى انتهت السيطرة الكاملة بعد ظهر اليوم الثلاثاء.

- تعطل الخدمات الإلكترونية بالمرور والشهر

وقال مصدر أمني إن توقف خدمات الإنترنت أوقف العمل الإلكتروني داخل وحدات المرور على مستوى الجمهورية، وخاصة الخدمات المرتبطة بـ"السيستم" والتي تعتمد عليه الوحدات في عملها بشكل أساسي.

وأكد المصدر الأمني في تصريحاته لـ"الشروق" أن إدارات المرور بدأت في التعامل بشكل يدوي على الخدمات التي تطلب عمليات دفع إلكترونية أو تحتاج للسيستم، مشيرا إلى أن إدارات المرور وجهت كل حدة من وحداتها بطريقة التعامل المناسبة لديها، وفقا للظرف الراهن.

ولفت المصدر إلى أن عملية الدفع المرتبطة بكروت الدفع هي الأكثر تأثرا بتوقف السيستم وجاري تداركها واعتمادها بشكل يدوي، مشيرا إلى انه تم التعامل مع الموقف من إدارات المرور المختلفة.

وتابع المصدر أن باقي الخدمات والتعاملات التي لا تعتمد على بطاقة الدفع الإلكتروني مثل شراء ملف وأوراق فحص، وفحص العادم، شنطة الإسعافات، طفاية الحريق، يتم تقديمها للمواطنين بشكل طبيعي.

وأكد المصدر أن جميع الخدمات ستعود للعمل بكل طاقتها بشكل يدوي، ولن يتم تعطيل أي من الخدمات أو تأثرها أمام المواطنين.

فيما أجرت "الشروق" جولة بالأماكن التي تتواجد بها سيارات خدمات المرور المتنقلة أبرزها منطقة وسط البلد وبالتحديد ميدان التحرير إذ اصطفت حوالي ٣ سيارات، وبالاستعلام عن الخدمات أكد العاملين بها أن حريق سنترال رمسيس أثر بشكل كامل على توقف الخدمات بالسيارات بسبب اعتمادها بشكل كلي في تقديم الخدمات على السيستم والانترنت وهو ما تحاول الجهات المختصة بحله في الوقت الحالي لمحاولة إعادة عمل تلك السيارات وتقديم الخدمة بها مرة أخرى.

فيما كشف مصدر بالشهر العقاري عن تعطل جميع الخدمات الإلكترونية المقدمة للمواطنين نتيجة العطل المفاجئ الذى طرأ على شبكات الاتصالات والإنترنت بسبب حريق سنترال رمسيس.

وأضاف المصدر في تصريح خاص لـ"الشروق"، إنه سيتم استعادة نظام التشغيل بالكامل في جميع الخدمات المقدمة للمواطنين فور استقرار شبكة الإنترنت، وذلك من خلال تنفيذ حلول بديلة بالتنسيق والتعاون الكامل مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وكافة الجهات المعنية بالدولة.

وأشار المصدر إلى أنه من المقترح أن يتم مد خدمات التشغيل في أوقات إضافية وذلك لتخفيف الازدحام الذي ينتج عن تعطل الخدمات.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك