الضفة.. اعتداءات إسرائيل تخيم على العام الدراسي - بوابة الشروق
الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 11:02 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. من البديل الأنسب لـ ريبيرو في النادي الأهلي؟

الضفة.. اعتداءات إسرائيل تخيم على العام الدراسي

رام الله/الأناضول
نشر في: الإثنين 8 سبتمبر 2025 - 9:15 م | آخر تحديث: الإثنين 8 سبتمبر 2025 - 9:15 م

انطلق العام الدراسي بمدارس الضفة الغربية الاثنين، على وقع اعتداءات متزايدة للمستوطنين وجيش الاحتلال الإسرائيلي، وأزمة مالية تعاني منها السلطة الفلسطينية.

وأطلق مسئولون فلسطينيون، بينهم وزير التربية والتعليم العالي أمجد برهم، العام الدراسي من مدرستين قرب محافظتي رام الله والبيرة (وسط) وأريحا (شرق)، تعانيان من جملة تحديات وعقبات.

تحديات كبيرة

وعلى هامش إطلاقه العام الدراسي، بمدرسة شلال العوجا الأساسية المختلطة قرب مدينة أريحا، تطرق الوزير برهم إلى الظروف الصعبة وتصاعد الانتهاكات الإسرائيلية.

وقال للأناضول: "مع هذه التحديات الكبيرة جدا، والعدوان المستمر على كافة مناحي الحياة في غزة والقدس والضفة الغربية، نلتقي في هذه المدرسة، وفي هذا التجمع المستهدف بالعدوان المستمر من قبل المستوطنين".

وشدد الوزير على أن للعملية التعليمية أولوية قصوى لدى الحكومة الفلسطينية، معربا عن امتنانه للمعلمين والمعلمات على الانتظام في العام الدراسي، والوقوف إلى جانب الطلبة والاستمرار في أداء مهامهم "رغم الحواجز والإغلاقات (الإسرائيلية) الموجودة".

ويأتي استئناف العام الدراسي، الاثنين، بعد تأجيل استمر أسبوعا، نتيجة الأزمة المالية التي تمر بها السلطة الفلسطينية، حيث صرفت الحكومة الأحد لموظفيها 50% من رواتبهم عن شهر يونيو الماضي، بحد أدنى 2000 شيكل (نحو 600 دولار).

وفي 21 أغسطس الماضي أعلن الاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين اقتصار الدوام على 3 أيام في الأسبوع بدل خمسة، ودعا الحكومة إلى أن "تتحمل كامل مسؤولياتها تجاه المعلمين والموظفين عبر صرف الرواتب".

وإضافة إلى اقتطاعات سابقة منذ 2019، تحتجز إسرائيل للشهر الرابع على التوالي أموال "المقاصة" التي يذهب معظمها لتغطية رواتب موظفي السلطة.

و"المقاصة" هي أموال مفروضة على السلع المستوردة إلى الجانب الفلسطيني، سواء من إسرائيل أو من خلال المعابر الحدودية التي تسيطر عليها تل أبيب، وتجمعها الأخيرة لصالح السلطة الفلسطينية، ووصلت مجموع المقتطع منها من جانب تل أبيب إلى نحو 3 مليارات دولار.

وبهذا الصدد، قال برهم إن الأزمة المالية أثرت على كل مناحي الحياة داخل فلسطين.

وأشار إلى أن افتتاح العام الدراسي لم يقتصر على الضفة، إنما افتتح في غزة رغم الإبادة أيضا "من خلال المدارس الافتراضية ومعلمين من الضفة الغربية".

وأكد استمرار 27 ألفا و680 من طلبة الثانوية العامة في غزة - ولليوم الثاني على التوالي- في التقدم لامتحاناتهم إلكترونيا.

مدارس معطلة أو مزالة

وتحدث برهم عن مناطق بالضفة غابت عنها الدراسة جراء الاعتداءات الإسرائيلية.

وقال إن 48 مدرسة في بلدة قباطية جنوب مدينة جنين (شمال الضفة) لم تستأنف عامها الدراسي بسبب اقتحام الجيش الإسرائيلي لها.

و"كذلك عدة مدارس في مدينتي جنين وطولكرم أغلقت بسبب اجتياح المخيمات فيهما، إضافة إلى 6 مدارس تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين في مدينة القدس "تم إغلاقها بقرار عسكري من قبل الاحتلال"، وفق الوزير.

وفي 21 يناير الماضي، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية بمخيمات شمال الضفة بدأها بمخيم جنين ثم مخيمي نور شمس وطولكرم، ما أسفر عن تهجير أكثر من 40 ألفا من سكانها وتدمير واسع في منازلها والبنية فيهما.

ووفق معطيات نشرتها وزارة التربية والتعليم العالي، فإن عدد مدارس الضفة، بما فيها الحكومة والخاصة وتلك التابعة للأونروا، يبلغ 2497 مدرسة، يلتحق بها نحو 829 ألفا و700 طالب وطالبة، فيما أزيلت 28 مدرسة بطلبتها ومعلميها من السجل التعليمي بسبب ترحيل التجمعات التي كانت تخدمها قسرا بسبب اعتداءات الجيش والمستوطنين الإسرائيليين.

ووفق معطيات لوزارة التربية والتعليم العالي للفترة الممتدة بين 7 أكتوبر 2023 و2 سبتمبر الجاري، قتل الجيش الإسرائيلي 108 طلاب وطالبات في الضفة، و17 ألفا و237 طالبا وطالبة في غزة.

40 مدرسة مهددة

بدوره، قال رئيس مقاومة هيئة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان إن "مدرسة شلال العوجا واحدة من بين 40 مدرسة، من مدارس التحدي (في مناطق مهددة بالترحيل)، التي أنشئت في الضفة الغربية ومهددة بالهدم".

وأضاف للأناضول أن تجمع شلال العوجا يتعرض يوميا لنحو 15 اعتداء من قبل المستوطنين الذين "يعتدون على المزارعين والماشية بسرقتها أو تسميمها".

تهديد مستمر
كذلك قال مدير مدرسة شلال العوجا فتحي أبو جرار إن "المدرسة مهددة من قبل المستوطنين نتيجة مضايقاتهم شبه اليومية، بما في ذلك قطعهم المياه عن التجمع والمدرسة للسنة الثالثة على التوالي".

وبشأن ما يشكله المستوطنون من تهديد للمعلمين والمعلمات، قال أبو جرار: "نحن صامدون ونؤدي رسالتنا التربوية والعلمية بكل أمانة وتضحية".

وأشار إلى ما يعانيه الطلبة "من أضرار نفسية نتيجة اعتداءات وهجمات المستوطنين المتكررة، واقتحام بيوتهم بدعم من الشرطة والجيش الإسرائيلي".

ولفت إلى مخاوف من إمكانية هدم المدرسة المخطرة أصلا بالهدم، رغم أن القضية منظورة في المحاكم الإسرائيلية وتتابعها منظمات حقوقية.

أما نائبة مدير المدرسة فادية رمانية فقالت للأناضول إن "التحديات التي تواجه الطلبة والمعلمين تزايدت مع بدء حرب الإبادة بغزة، ومنها الحرمان من المياه، ووجود بؤر استيطانية جديدة".

رغبة في التعلم

وبهذا الخصوص، قال مصطفى محمد جبر، أحد طلاب المدرسة، إن المستوطنين يهاجمون البيوت ولا يسمحون للأطفال باللعب.

وعبر عن تخوفه من إقدام الجيش والمستوطنين على هدم المدرسة، قائلا: "نخشى أن يدمروا المدرسة ونتوقف عن التعلم".

وعن مشاعر الخوف، قال الطالب خضر سلامة: "نخشى من المستوطنين الذين يهاجموننا ويهاجمون المدرسة، ولا يسمحون لنا باللعب".

وبموازاة حرب الإبادة على غزة، صعد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر استشهاد ما لا يقل عن 1019 فلسطينيا، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، إضافة لاعتقال أكثر من 19 ألفا، وفق معطيات فلسطينية.

وترتكب إسرائيل، بدعم أمريكي، إبادة جماعية بغزة، خلّفت 64 ألفا و522 شهيدا، و163 ألفا و96 جريحًا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 393 فلسطينيا، بينهم 140 طفلا.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك