أنقذت جراحة دقيقة أجراها فريق طبي بمستشفى بني سويف الجامعي، طبيب نساء وتوليد في العقد الثالث من عمره، بعد محاولته الانتحار داخل دورة مياه قسم النساء بالمستشفى، مستخدمًا مشرطًا جراحيًا، في واقعة أثارت حالة من القلق داخل الوسط الطبي، وفتحت جهات التحقيق ملفها لكشف ملابساتها.
وأصدرت إدارة كلية الطب ومستشفيات جامعة بني سويف بيانًا رسميًا عبر صفحتها بموقع "فيسبوك"، أوضحت فيه تفاصيل الواقعة، مؤكدة إجراء عملية جراحية عالية الدقة للطبيب المصاب استغرقت ثلاث ساعات متواصلة، وقام بها فريق من جراحي الأوعية الدموية والتخدير، بحضور الدكتور منصور حسن، رئيس جامعة بني سويف، والدكتور خالد الحديدي، عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة المستشفيات، والدكتور عماد البنا، المدير التنفيذي للمستشفيات، وعدد من أعضاء هيئة التدريس والطاقم الطبي والتمريضي.
وذكرت المستشفى أن الطبيب نُقل بعد الجراحة إلى وحدة رعاية الحالات الحرجة، وتم فصله من جهاز التنفس الصناعي بعد تحسن حالته، وبدأ في استعادة وعيه تدريجيًا، مع الاستمرار في تقديم الرعاية الطبية اللازمة له، داعية وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي إلى تحري الدقة في نشر المعلومات، لا سيما مع مباشرة جهات التحقيق عملها وتفريغ الكاميرات بمعرفة الشرطة.
وكان اللواء أسامة جمعة، مدير أمن بني سويف، قد تلقى بلاغًا من شرطة النجدة بالعثور على طبيب شاب غارق في دمائه داخل دورة مياه قسم النساء والتوليد بالمستشفى، وتبين أنه يدعى "ح. ا. م" (28 عامًا) ويقيم بمنطقة مقبل الجديدة بمدينة بني سويف، ومصاب بجرح قطعي في الجانب الأيسر من الرقبة، مع نزيف حاد من الوريد الداجن الخارجي وفروع الشريان السباتي الخارجي.
وأكد التقرير الطبي أن النزيف تم التحكم فيه داخل غرفة العمليات، وتم إنقاذ حياته قبل نقله للرعاية الحرجة.
وأسفرت تحقيقات رجال المباحث عن أن الطبيب حاول الانتحار نتيجة مروره بأزمة نفسية حادة منذ نحو أربعة أشهر، وكان يتلقى علاجًا نفسيًا منتظمًا، كما أكد بنفسه بعد إفاقته من الجراحة أنه أقدم على إيذاء نفسه دون وجود شبهة جنائية أو اتهامه لأي طرف.
وتم تحرير محضر بالواقعة، وأُخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.
يذكر أن الدولة توفر العديد من مراكز الدعم النفسي للأشخاص الذين يعانون حالات اكتئاب ومشاكل نفسية، يمكن اللجوء إليها عبر التواصل معها، مع الاحتفاظ بسرية البيانات