أعلنت "حماس" وقطر والولايات المتحدة، فجر الخميس، توصل إسرائيل والحركة الفلسطينية إلى اتفاق ضمن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة.
وجاء الاتفاق بعد أربعة أيام من مفاوضات غير مباشرة استضافتها مدينة شرم الشيخ المصرية بين وفدي حماس وإسرائيل، بمشاركة وفود من تركيا ومصر وقطر، وبإشراف أمريكي.
وفي 29 سبتمبر الماضي، أعلن ترامب خطة تتألف من 20 بندا، بينها: الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة، ووقف إطلاق النار، ونزع سلاح "حماس".
وتقدر تل أبيب وجود 48 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها نحو 11 ألفا و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
مساعدات وإنهاء الحرب
وفجر الخميس، قالت "حماس" في بيان إنها خاضت "مفاوضات مسؤولة وجادة" مع الوسطاء بشأن مقترح ترامب، للتوصل إلى "وقف حرب الإبادة على شعبنا وانسحاب الاحتلال من القطاع".
وأعلنت التوصل إلى اتفاق يقضي بـ"إنهاء الحرب على غزة، وانسحاب الاحتلال منها، ودخول المساعدات، وتبادل الأسرى".
حماس أشادت بجهود الوسطاء في قطر ومصر وتركيا، وبجهود ترامب "الساعية إلى وقف الحرب نهائيا وانسحاب الاحتلال بشكل كامل من غزة".
ودعت الأطراف الضامنة إلى "إلزام حكومة الاحتلال بتنفيذ استحقاقات الاتفاق، وعدم السماح لها بالتنصل أو المماطلة في التطبيق".
بنود وآليات التنفيذ
فيما أعلنت الخارجية القطرية التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل و"حماس" على كل بنود وآليات تنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب.
وقال متحدث الخارجية ماجد الأنصاري، عبر منصة شركة "إكس" الأمريكية، إن "الوسطاء يعلنون أنه تم الاتفاق على كل بنود وآليات تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار".
وأضاف أن الاتفاق "يؤدي لوقف الحرب، والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، ودخول المساعدات".
الأنصاري أفاد بأنه سيتم لاحقا إعلان تفاصيل الاتفاق.
تبادل أسرى وانسحاب
أما ترامب فقال، عبر على منصته "تروث سوشيال": "فخور جدا بإعلان توقيع إسرائيل وحماس المرحلة الأولى من خطة السلام الخاصة بنا".
وأوضح أن الاتفاق يعني "الإفراج عن جميع الرهائن قريبا جدا، وانسحاب إسرائيل إلى خط متفق عليه كخطوة أولى نحو سلام قوي ودائم".
وتابع أنه "يوم عظيم للعالمين العربي والإسلامي ولإسرائيل ولجميع الدول المحيطة وللولايات المتحدة، ونشكر الوسطاء من قطر ومصر وتركيا الذين عملوا معنا لتحقيق هذا الحدث التاريخي وغير المسبوق".
فيما صرح لاحقا لقناة "فوكس نيوز" الأمريكية بأنه "من المحتمل إطلاق سراح الأسرى في 13 أكتوبر" الجاري.
بدء انسحاب تدريجي
وفي إسرائيل، أعلنت الخارجية أنه من المقرر أن يجتمع المجلس الوزاري المصغر للشئون الأمنية والسياسية (الكابينت) والحكومة الخميس للتصديق على الاتفاق مع "حماس".
وأوضحت، عبر "إكس"، أن الاجتماع مخصص لـ"التصديق على الإفراج عن سجناء فلسطينيين، مقابل إطلاق سراح المختطفين الأحياء، في إطار المرحلة الأولى من الخطة".
وأفادت بأنه "في هذه المرحلة لن تُصدق الحكومة على باقي بنود الصفقة".
و"بعد تصديق الحكومة، سيبدأ انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى الخط المتفق عليه مع حماس، على أن تُستكمل عملية الانسحاب خلال 24 ساعة"، وفقا للوزارة.
وتابعت: "ضمن الانسحاب، سيخرج الجيش الإسرائيلي من مدينة غزة التي دخلها مؤخرا، ضمن عملية "مركبات جدعون 2"، فيما سيواصل السيطرة على 53 بالمئة من أراضي القطاع".
نص خطة ترامب
يتضح مما سبق عدم توفر معلومات متفق عليها بشأن ما تنص عليه المرحلة الأولى تحديدا من خطة ترامب، ما يجعل من المهم العودة إلى ما يتعلق بهذه المرحلة في نص الخطة:
- تنتهي الحرب فورا في حال وافق الطرفان على المقترح.
- يبدأ فورا إدخال مساعدات كاملة إلى قطاع غزة، على أن تشمل إعادة تأهيل البنية التحتية (المياه والكهرباء والصرف الصحي)، وإعادة تأهيل المستشفيات والمخابز، وإدخال المعدات اللازمة لإزالة الأنقاض وفتح الطرقات.
ويتم إدخال المساعدات وتوزيعها دون أي تدخل من الطرفين، وإنما عبر الأمم المتحدة ووكالاتها والهلال الأحمر والمنظمات الدولية الأخرى غير المرتبطة بأي من الطرفين.
وتخضع إعادة فتح معبر رفح في كلا الاتجاهين للآلية التي تم تنفيذها بموجب اتفاق 19 يناير 2025.
- يصدق "الكابينت" الإسرائيلي على اتفاق غزة قبل تصديق الحكومة بكامل هيئتها عليه ليدخل حيز التنفيذ.
- حال تصديق الحكومة يبدأ الجيش الإسرائيلي الانسحاب إلى الخط الأصفر، فيما تشرع الهيئات القانونية في إعداد قائمة بالأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية.
- حال توقيع الاتفاق تنسحب القوات الإسرائيلية إلى الخط المتفق عليه، تمهيدا للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين.
ويتم تعليق العمليات العسكرية خلال هذه الفترة، بما فيها القصف الجوي والمدفعي، وتبقى خطوط القتال مجمدة إلى حين استيفاء الشروط اللازمة للانسحاب التدريجي الكامل.
- يعاد جميع الأسرى (الإسرائيليين) الأحياء ورفات الأموات منهم خلال 72 ساعة من إعلان إسرائيل قبولها الاتفاق.
- بعد الإفراج عن الرهائن، تطلق إسرائيل سراح 250 سجينا فلسطينيا محكومين بالمؤبد، و1700 ممَّن اعتقلوا من غزة بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بمَن فيهم نساء وأطفال معتقلون.
وتسلم إسرائيل جثامين 15 شخصا من مواطني غزة الذين قتلوا مقابل كل جثمان تتم إعادته من جثامين الأسرى الإسرائيليين.
وتنشر إسرائيل قائمة بأسماء الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم قبل يومين من موعد الإفراج.
- بعد الإفراج عن الرهائن، يُمنح أعضاء "حماس" الذين يلتزمون بالتعايش السلمي والتخلي عن السلاح عفوا عاما، ويتم توفير ممر آمن لأعضاء الحركة الراغبين في مغادرة غزة إلى الدول المضيفة.
قصف مستمر
ميدانيا، واصلت طائرات ومدفعية إسرائيلية غاراتها على مناطق متفرقة بقطاع غزة، رغم إعلان التوصل إلى الاتفاق، الذي لم يدخل بعد حيز التنفيذ.
وقال شهود عيان لمراسل الأناضول إن القصف تركز في شمال غرب تل الهوى ومحيط شارع الصناعة جنوب غرب حي الصبرة، فيما أطلقت طائرات مسيّرة من نوع "كواد كابتر" نيرانها باتجاه جنوب وشرق حي الصبرة.
كما رُصد إطلاق نار كثيف ومتواصل من آليات عسكرية إسرائيلية داخل مدينة غزة، بالتزامن مع أصوات تحركات على محاور ميدانية.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن "ثلاث فرق من الجيش الإسرائيلي بدأت الليلة الماضية إجلاء قواتها من مدينة غزة ومخيمات اللاجئين في ضواحيها"، في خطوة أولى لتنفيذ خطة ترامب.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 8 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفا و183 شهيدا، و169 ألفا و841 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينيا بينهم 154 طفلا.
وتحتل إسرائيل منذ عقود فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.