يشهد شهر أكتوبر من كل عام، الإعلان عن الفائزين بجوائز نوبل للعلوم المختلفة وللسلام والأدب؛ لتتجه أنظار العالم نحو الجائزة ذات الـ129 عاما من العمر والتي خصصها العالم السويدي الشهير ألفريد نوبل، الذي أشتهر في حياته بصناعة المتفجرات وخاصة الديناميت، وأوصي بتخصيص ثروته المالية لتمويل الجائزة ليتذكره الناس بجوائز للعلم والسلام.
وتسرد جريدة الشروق حكاية ألفرد نوبل ومسيرته بين صناعة المتفجرات والاختراعات العلمية حتى الوصية بجائزة نوبل في نهاية حياته، وذلك نقلا عن مجلة فوربز ودائرة المعارف البريطانية والموقع الإلكتروني لجائزة نوبل.
غير حاصل على تعليم مدرسي أو جامعي
ولد ألفريد نوبل بدولة السويد في أكتوبر 1833 لأسرة فقيرة لها جذور علمية حيث عمل والده إيمانويل نوبل مهندسا وعالما عضوا بجمعية العلوم التقنية بالسويد، واخترع طريقة لإنتاج كميات أكبر من خشب الأبلكاش بالمصانع.
التحق ألفرد بالمدرسة بعمر 8 سنوات لمدة عام ونصف قبل أن يسافر مع أسرته للإمبراطورية الروسية لمكان عمل والده كمهندس للألغام البحرية لتتحسن الحالة المادية للأسرة التي جلبت المدرسين الخصوصيين لألفريد الذي تعلم الكيمياء من العالم الروسي نيكولا زنين وعلوم المتفجرات من والده، ثم سافر إلى فرنسا في عمر 17 سنة ليترقى بعلم المتفجرات تلميذا للعالم اسكينو سوبرارو مخترع النايترو جلسرين المتفجر الأساسي الذي سيبني عليه نوبل لاحقا فكرة الديناميت.
سافر نوبل للولايات المتحدة الأمريكية لتلقي العلم لدى جون أريكسون، مصمم السفينة الحربية المصفحة يو إس مونيتور ليعود لاحقا إلى أوروبا مسجلا أول براءة اختراع وعمره 23 سنة حيث صنع جهاز لقياس ضغط الغاز ثم أتبعه بأول براءة اختراع في وطنه السويد، وكانت طريقة مبتكرة لصناعة البارود الذي كان المتفجر الأكثر استخداما سواء بالسلاح العسكري أو بشق المناجم وخطوط السكك الحديد.
تعمق بعلم المتفجرات
شغل نوبل شغفه بابتكار طريقة لترويض النايتروجلسرين المتفجر القوي ولكن غير الآمن لشدة حساسيته، ليبتكر نوبل الصاعق التفجيري للتحكم بالنايترو جلسرين عن بعد عام 1863 ولكن النايترو جلسرين بقي على طبيعته العنيدة ليسبب تفجير أحد مخازن المادة في قتل إيميل شقيق ألفريد الأصغر وليستمر العالم السويدي في محاولات إيجاد حل للمادة الخطيرة.
الديناميت قفزة بمجال المتفجرات
توصل نوبل أخيرا لحل السيطرة على النايتروجلسرين حين مزجه ببعض الطحالب ولاحظ انخفاض حساسية المتفجر ليخرج بابتكار الديناميت عام 1867 ليصنع ثورة في عالم المتفجرات حيث هيمن البارود قبل ابتكار الديناميت على مجال المتفجرات رغم ضعف قوته وسهولة تلفه بالرطوبة، وليصبح الديناميت بديلا عسكريا ومدنيا أيضا ليستخدم في حفر المناجم والعمليات الهندسية.
طور نوبل خلطات الديناميت حتى صنع الديناميت الجيلاتيني عام 1886 وهي خلطة أكثر أمانا وأقوى من النايتروجلسرين بمفرده وليحصل ألفرد بنفس الفترة علي عضوية الأكاديمية الملكية للعلوم في وطنه السويد ثم لتمنحه جامعة أوبسولا السويدية الدكتوراه الفخرية عام 1893.
اختراعات وثروات
حقق نوبل طوال حياته أكثر من 300 براءة اختراع كما أنشأ 90 مصنعا للمتفجرات والسلاح، وحقق تلك القفزة المالية مستفيدا من نمو ثروة أسرته بمجال النفط الروسي بإدارة شقيقه الأكبر لودفيك نوبل لتبلغ ثروة ألفريد نوبل عند وفاته قرابة الـ35 مليون كرونر سويدي.
خشية العار وجائزة نوبل
ونقلت دائرة المعارف البريطانية قصة متداولة حول سر وصية ألفريد بجائزة نوبل وفيها أن جريدة فرنسية أصدرت نعيا خاطئا لألفريد عند وفاة شقيقه لودفيك وجاء عنوان النعي: “مات تاجر الموت” لينزعج نوبل بالذكرى التي سيخلفها إذا مات ليكتب وصيته في 27 نوفمبر 1895 وتنص على التبرع بـ94% من ثروته قدرها 30.205 ألف كرونر سويدي لتصبح جوائز للعلوم والسلام والأدب، ولم يعلم نوبل أحد من أسرته بالوصية التي تركها بالنادي النرويجي السويدي في فرنسا.
الديناميت متهم بقتله
تدهورت حالة ألفرد الصحية عام 1893 حين شكى من أعراض ألم وصداع نصفي متواصلة ليصاب بالذبحة الصدرية عام 1895 ثم بجلطة في ديسمبر 1896 والتي أدت لوفاته ليتداول كثيرون تخمين بوفاة نوبل نتيجة التسمم المستمر بالنايتروجلسرين والمادة معروفة بسميتها وتسببها في الصداع النصفي بمجرد استنشاق رائحتها النفاذة.