• لا يمكن لجيشنا السيطرة التامة وحماس تستغل ذلك بالكر والفر وهجمات خاطفة
• إذا استمرت الحرب فقد تمتد سنوات طويلة تحت شعارات النصر الفارغة دون حسم
• المدينة الإنسانية المخطط لها بغزة اسم ملطف لأكبر معسكر احتجاز بالتاريخ
• الحكومة التي تطيل أمد الحرب العبثية فقدت بوصلتها وضميرها
قال رئيس العمليات السابق بالجيش الإسرائيلي اللواء احتياط يسرائيل زيف، إن حرب العصابات في غزة «مروعة»، وتلحق بالجيش خسائر متزايدة؛ بسبب خوضها في ساحة مليئة بالأنقاض والمناطق المفخخة ومئات الأنفاق.
وأضاف في مقال رأي نشره بموقع القناة 12 العبرية، اليوم الأحد، أن «المسلحين الفلسطينيين يبدؤون الاشتباكات بزرع العبوات الناسفة، عادةً في نقاط الاختناق التي تمر منها قوات الجيش، ويخرجون بعد تفجيرها لمهاجمة المصابين من جنود الاحتلال وزيادة عدد الضحايا».
وأشار إلى أن «الحرب تُقلّل بشكل كبير من مكاسب الجيش الإسرائيلي، وتُعطي الأولوية لمبادرة حماس، التي تُحقّق خسائر في صفوف القوة المُناورة»، لافتًا إلى أن الحركة الفلسطينية تستغل الوضع القائم جيدًا؛ بالكر والفر وشن هجمات خاطفة بهدف إلحاق خسائر فادحة بصفوف الاحتلال.
ونوه أن الحرب قد تستمر لسنوات طويلة قادمة تحت شعارات «نصر فارغة»، قائلًا إن «الحرب لن تحسم؛ لأن احتياطي حماس من الجنود لا حدود له».
وأضاف: «لقد خلّفت هذه الحرب مليوني إنسان فقدوا كل ما يملكون. إنهم يائسون بلا ذرة أمل، والأهم من ذلك، لديهم رغبة عارمة في الانتقام. ما دامت الحكومة لم تُستبدل، وحماس هي البديل الوحيد، فسينضم عشرات الآلاف، إن لم يكن مئات الآلاف، إلى حماس، لمجرد أنهم لا يملكون خيارًا آخر».
واعتبر أن «إسرائيل غارقة حتى النخاع في حرب ذات أهداف متضاربة»، خاصة مع سعي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لاستمرار بقائه السياسي، دون اعتبار للثمن الذي تتكبده بلاده نظير ذلك.
ونوه أن خطة نتنياهو لتحرير عدد من المحتجزين واستئناف الحرب مرة أخرى «تتعثر»، لأن حماس غير مستعدة للمضي قدمًا دون إنهاء الحرب أو تقديم ضمانات قوية لها، وغير مستعدة للتخلي عن محور «موراج» الذي يقسم قطاع غزة.
ولفت إلى أن المدينة الإنسانية المخطط لها في غزة «اسم ملطف» لأكبر معسكر احتجاز بالتاريخ على أنقاض مدينة رفح الفلسطينية، منتقدًا آلية المساعدات التي يديرها الجيش داخل القطاع، والتي أدت إلى إطلاق النار على المدنيين.
وأفاد بأن الجيش سيُجبر على قتال المدنيين لإجبارهم على دخول «مدينة اللاجئين» الجديدة في رفح، والذي لا يعد انتهاكًا للقانون الدولي فحسب، بل «جريمة حرب صارخة» يرتكبها جنود وقادته.
ورأى بأن هذه الخطة لن تحظى بأي دعم دولي، مما يعني أن الجيش سيُطلب منه تعيين إدارة مدنية هناك، وبالتالي إعلان احتلال القطاع، منوهًا أنها ستفاقم حرب العصابات مع حماس.
ووصف بقاء الحكومة الحالية بأنه «لن يحقق أي تقدم لإسرائيل»، مختتمًا: «إنها حكومة فقدت بوصلتها وضميرها، ولا تملك أي رادع أخلاقي أو أدبي يسمح لها بالسيطرة على أي جزء جيد من البلاد، ونأمل أن يجبر ترامب إسرائيل على إنهاء الحرب التي لا تستطيع اتخاذ قرار بشأنها بمفردها».