قطر تحت النار.. إسرائيل تتصدر مشهد التهديدات الأمنية في الخليج بعد ضربة الدوحة - بوابة الشروق
السبت 13 سبتمبر 2025 4:51 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. من البديل الأنسب لـ ريبيرو في النادي الأهلي؟

قطر تحت النار.. إسرائيل تتصدر مشهد التهديدات الأمنية في الخليج بعد ضربة الدوحة

سلمى محمد مراد
نشر في: السبت 13 سبتمبر 2025 - 11:02 ص | آخر تحديث: السبت 13 سبتمبر 2025 - 11:04 ص

هزّت الضربة الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت الدوحة عاصمة قطر الأسس التي قامت عليها تصورات الخليج بشأن مصادر التهديد، وبينما اعتادت العواصم الخليجية طوال عقود على النظر إلى إيران باعتبارها العدو الأول، يتكشف اليوم واقع جديد يجعل إسرائيل في صدارة التحديات الأمنية، في ظل صمت أمريكي يثير شكوك الحلفاء القدامى.

ويوضح التقرير كيف أصبحت إسرائيل هي التهديد الأمني الأكبر لدول الخليج، في خطوة وُصفت بأنها نقطة تحول في توازنات الأمن الإقليمي، من خلال مقالة تمت ترجمتها من صحيفة الجارديان البريطانية.

-اغتيال يتجاوز الخطوط الحمراء

لم يكن اغتيال إسرائيل لمفاوضين من حركة حماس في الدوحة هذا الأسبوع مجرد عملية قتل مستهدفة أخرى، بل تجاوز خطًا أحمر لم يعد بوسع أقرب شركاء إسرائيل العرب تجاهله، فالدوحة ليست ساحة قتال، بل عاصمة خليجية ثرية، تستضيف قاعدة العديد الجوية التي تعدّ حجر الزاوية للقوة الأمريكية في المنطقة، وموقعًا لمفاوضات شاقة بين إسرائيل وحماس برعاية واشنطن.

-إسرائيل أكثر جرأة من أي وقت مضى

وبررت إسرائيل كثيرًا ضرباتها الاستباقية بأنها دفاعية، لكنها خلال العامين الماضيين وسّعت نطاق عملياتها لتشمل 6 دول في المنطقة، بدءًا من فلسطين ولبنان مرورًا بسوريا واليمن وصولًا إلى إيران.

وكثيرًا ما تزامنت هذه العمليات مع مسارات دبلوماسية حساسة، في رسالة واضحة بأنه لا انفصال بين القوة العسكرية والسياسة بالنسبة لتل أبيب، كما جاءت الضربة الأخيرة استمرارًا لهذا النمط، لكنها اكتسبت رمزية أكبر لأنها طالت عاصمة خليجية حليفة للولايات المتحدة.

-الرسائل الموجهة إلى الخليج

واكتسب الهجوم على الدوحة دلالات رمزية خاصة، فقد سقطت الصواريخ في حي هادئ قريب من قصر استضاف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في مايو الماضي، كما أنها المرة الثانية في غضون أشهر التي تتعرض فيها قطر لضربة صاروخية، حيث كانت الأولى إيرانية ردًا على ضربات إسرائيلية لمنشآت نووية.

وتعتبر الرسالة مقلقة بالنسبة لحكام الخليج، فالقواعد العسكرية الأمريكية، مهما بلغ حجمها، لا تضمن الحماية الكاملة، وإذا كانت إيران قد جرّأت نفسها على استهداف منشآت أرامكو السعودية عام 2019 دون ردع كافٍ، فإن إسرائيل اليوم تجرؤ على استهداف دولة حليفة لواشنطن علنًا، في قلب مفاوضات ترعاها الولايات المتحدة.

-قطر تحت النار

ومنذ سنوات، لعبت الدوحة دورًا فريدًا في إدارة التوازنات الإقليمية عبر تمويلات إنسانية إلى غزة بموافقة أمريكية وإسرائيلية، لكن بعد هجوم السابع من أكتوبر 2023، أعادت إسرائيل صياغة هذه التفاهمات باعتبارها دعمًا مباشرًا لحماس، وزاد التوتر حين كشفت فضائح عن شبهات مالية مرتبطة بمقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تتعلق بأموال قطرية.

ومع أن واشنطن صنّفت قطر في 2022 كحليف رئيسي من خارج الناتو، واستمرت في الاعتماد على قاعدة العديد لإدارة عملياتها في أفغانستان والعراق وسوريا، فإن الغارات الأخيرة عززت الانطباع بأن الولايات المتحدة غير قادرة أو غير راغبة في لجم حليفها الإسرائيلي.

-تبدّل بوصلة التهديد من إيران إلى إسرائيل

ولطالما كانت إيران الهاجس الأكبر للخليج لعدة أسباب منها: برنامجها النووي، دعمها لميليشيات محور المقاومة، وقدرتها على تنفيذ هجمات عبر الحدود، كل ذلك أبقى طهران على رأس قائمة التهديدات، لكن مع مرور الوقت، بدا أن سلوك إيران بات متوقعًا، بينما جاءت أفعال إسرائيل أكثر جرأة وصادمة.

من خلال الضربات المتواصلة في غزة، والتصعيد في الضفة الغربية، والاستهداف المتكرر في لبنان وسوريا واليمن، وأخيرًا قطر، كلها أعادت تشكيل الحوار الأمني في المنطقة، ويقول مراقبون إن دول الخليج باتت ترى إسرائيل كعامل زعزعة رئيسي للاستقرار، جنبًا إلى جنب وربما قبل إيران.

-المظلة الأمريكية في موضع شك

وتعتبر أحد أخطر استنتاجات قادة الخليج هو أن الولايات المتحدة لم تعد الضامن الموثوق كما في الماضي، فإدارتا ترامب وبايدن رفضتا كبح جماح إسرائيل، كما فشلت الدفاعات الأمريكية في التصدي لهجوم إيران على السعودية عام 2019، واليوم، يتكرر المشهد في قطر، حيث عجزت واشنطن عن حماية حليف مصنَّف كشريك رئيسي.

وتغذي هذه التطورات شعورًا متزايدًا بتآكل الضمانات الأمنية، وتجعل دول الخليج تعيد التفكير في اعتمادها المطلق على المظلة الأمريكية.

-مستقبل العلاقات الإقليمية

وبحسب المقالة، فمن المرجح أن تدفع هذه التطورات قادة الخليج إلى إعادة ترتيب أوراقهم من خلال: تعميق التعاون الأمني فيما بينهم، تنويع الشراكات الدفاعية مع الصين وتركيا، إعادة تقييم احتمالات التطبيع مع إسرائيل، السعي نحو استقلالية استراتيجية أكبر بعيدًا عن الارتهان لواشنطن وحدها.

-نقطة تحوّل

قد يُثبت الهجوم على الدوحة في نهاية المطاف أنه نقطة تحول، حيث يزداد شعور دول الخليج بأن سيادتها تُضحى بها باسم الأمن، وأن النظام التقليدي الذي حكم المنطقة لعقود يوشك على الانهيار، وفي هذا السياق، يبقى السؤال الملح: كيف ستقاوم دول الخليج هذا الواقع الجديد؟.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك