قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم السبت، في خطاب إلى دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إنه مستعد لفرض عقوبات كبرى على روسيا، إذا وافقت جميع دول الناتو على التوقف عن شراء النفط من روسيا، وهو ما تقول واشنطن إنه مصدر تمويل أساسي لروسيا خلال الحرب.
واعتبر ترامب، في منشور على منصة "تروث سوشيال"، أن التزام الناتو بتحقيق النصر في حرب أوكرانيا "كان أقل بكثير من 100%"، قائلا إن شراء بعض دول الناتو للنفط الروسي هو "أمر صادم".
وقال إن هذا "يضعف موقفكم التفاوضي وقوتكم في المساومة مع روسيا بشكل كبير".
وتابع: "على أي حال، أنا جاهز للتحرك عندما تكونون أنتم جاهزين.. فقط قولوا متى؟"، بحسب موقع "الشرق" الإخباري.
وتابع ترامب: "أعتقد أن هذا، بالإضافة إلى قيام الناتو، ككتلة، بفرض رسوم جمركية تتراوح بين 50% و100% على الصين، على أن تُلغى كليا بعد انتهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، سيكون له فائدة كبيرة في إنهاء هذه الحرب الدموية، والسخيفة".
وقال ترامب، إن الصين لديها نفوذ وسيطرة قوية على روسيا، وأن هذه الرسوم الجمركية القاسية "ستكسر قبضتها (على روسيا)".
وكرر ترامب، قوله إن هذه "ليست حرب ترامب (فهي ما كانت لتبدأ أصلا لو كنت أنا الرئيس!)، إنها حرب (الرئيس السابق جو بايدن) والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي".
وتابع: "أنا هنا فقط للمساعدة في وقفها وإنقاذ آلاف الأرواح الروسية والأوكرانية، 7 آلاف و117 شخصاً قُتلوا الأسبوع الماضي وحده، أمر جنوني!".
وقال إنه "إذا نفذ الناتو ما أقوله، ستنتهي الحرب بسرعة، وسيتم إنقاذ كل تلك الأرواح، وإن لم تفعلوا، فأنتم تضيعون وقتي ووقت الولايات المتحدة وطاقتها وأموالها".
- واشنطن تضغط على مجموعة السبع
وكانت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، أفادت الخميس، نقلاً عن 4 مصادر مطلعة، بأن الولايات المتحدة تعتزم الضغط على دول مجموعة السبع؛ لفرض رسوم جمركية مرتفعة على الهند والصين؛ بسبب شرائهما لنفط روسيا، في مسعى لدفع الأخيرة إلى الدخول في محادثات سلام مع أوكرانيا.
وناقش وزراء مالية مجموعة السبع، عبر مكالمة فيديو، الجمعة، مقترحا أميركيا يتضمن حزمة جديدة من الإجراءات، وسط تحركات ترامب للتوسط في اتفاق سلام للتوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا.
ودعا ترامب، في وقت سابق من هذا الأسبوع، الاتحاد الأوروبي إلى فرض رسوم جمركية تصل إلى 100% على الصين والهند، لكنه وسع حاليا نطاق الضغط ليشمل أيضا حلفاءه في مجموعة السبع.
وقال متحدث باسم وزارة الخزانة الأمريكية، إن "مشتريات الصين والهند من النفط الروسي تمول آلة الحرب لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتطيل أمد القتل العبثي للشعب الأوكراني"، وفق تعبيره.
- العقوبات مقابل وقف واردات النفط
والاثنين الماضي، قال وزير الطاقة الأمريكي كريس رايت، إنه يتعين على الدول الأوروبية التوقف عن شراء النفط والغاز الروسيين إذا أرادت من واشنطن تشديد العقوبات على موسكو، مضيفا أن هذه التجارة ت.مول "آلة الحرب" الخاصة بالرئيس فلاديمير بوتين، على حد زعمه
وأوضح رايت، في مقابلة مع "فاينانشال تايمز"، أن على الأوروبيين بدلا من ذلك شراء الغاز الطبيعي المسال والبنزين ومنتجات الوقود الأحفوري الأمريكية؛ للوفاء بشروط اتفاقية التجارة الأميركية – الأوروبية، والتي تدعو دول الاتحاد الأوروبي لشراء طاقة أميركية بقيمة 750 مليار دولار بحلول نهاية عام 2028.
وتابع: "إذا اتخذ الأوروبيون خطا واضحاً وقالوا: لن نشتري مزيداً من الغاز الروسي، ولن نشتري النفط الروسي، فهل سيكون لذلك تأثير إيجابي على انخراط الولايات المتحدة بشكل أكثر عدوانية (في العقوبات)؟ فالجواب هو بالتأكيد".
وأضاف: "نعتقد أن ذلك جيد اقتصاديا لأوروبا. فأنت تريد موردي طاقة آمنين من حلفائك، وليس من خصومك.. والسبب الآخر هو أن هدفا كبيرا لإدارة ترامب، وأعتقد أيضا للاتحاد الأوروبي، هو إنهاء الحرب.. فروسيا تموّل آلة الحرب الخاصة بها من صادرات النفط والغاز، وإذا أوقفت أوروبا شراءها، فسيتقلص دخلها".