حلل الدكتور مصطفى الفقي، الكاتب والمفكر السياسي، سياق التصريحات الأخيرة التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن أزمة سد النهضة، معتبرا أن لها عدة دوافع، أولها «بحث ترامب عن إنجاز».
وقال خلال تصريحات تلفزيونية لبرنامج «يحدث في مصر» المذاع عبر فضائية «MBC مصر» إن ترامب يريد أن يظهره أمام العالم كـ «صانع معجزات» خلال فترات قصيرة يعوض به إخفاقاته وتوهماته السابقة في ملفات دولية أخرى مثل الأزمة الروسية-الأوكرانية، والشرق الأوسط.
واعتبر أن تصريحات ترامب الإيجابية تجاه مصر والسودان في ملف السد تحتمل نظريتين، مشيرا إلى أن الأولى ترى أنه «يُدغدغ مشاعر السودانيين، ومصر تحديدا في مقابل بعض الطلبات التي يلح عليها، مثل معسكرات التهجير التي يريدها نتنياهو، والأفكار الشاذة الكثيرة حول إمكانية إيواء الفلسطينيين»، والتي ترفضها مصر بشكل قاطع وتعتبرها «خطا أحمر».
ورأى أن تصريحات ترامب تحمل على الأقل رسالة طمأنة لمصر، وتذكر بجهود إدارته السابقة التي كادت أن تتوج باتفاق في واشنطن لولا امتناع الوفد الإثيوبي عن الحضور في اللحظة الأخيرة، «وكان وراءه بعض الشخصيات من دول في المنطقة»، على حد قوله.
واعتبر أن بيان الرئاسة المصرية الذي رحب بجهود ترامب، يمثل «رسالة تشجيع» من نوع «برافو، كلامك يتسق مع مفهوم السلام والعدل».
وحول الخطوات المستقبلية، شدد أن ما يمكن البناء عليه هو الإعلان المشترك بين الجانبين عن «استئناف المفاوضات» ، مضيفا: «يجب أن نبني على ما تم الاتفاق عليه سابقا ولم ينفذه الطرف الإثيوبي، أما ما لم يتم الاتفاق عليه فلا يلزمنا».
وكان ترامب قد أكد خلال لقائه مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، أن الولايات المتحدة تعمل على حل مشكلة سد النهضة الإثيوبي، قائلا: «نحن نعمل على حل هذه المشكلة، لكنها ستُحل، لقد بنوا واحدا من أكبر السدود في العالم، على بعد بسيط من مصر، كما تعلمون، وقد تبين أنها مشكلة كبيرة، لا أعلم، أعتقد أن الولايات المتحدة مولت السد، لا أعرف لماذا لم يحلوا المشكلة قبل بناء السد»، بحسب شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية.